استهل ريال مدريد الإسباني، مشواره في الليجا، هذا الموسم، برعونة كبيرة
لينتهي به المطاف، لتوديع الصراع على اللقب مبكرا، وتحديدا في كانون
أول/ديسمبر الماضي.
وبعد أن ضاع أمل التشبث بلقب الليجا، الذي فاز
به في الموسم الماضي، وبعد أن خرج من منافسات بطولة كأس ملك إسبانيا، انتفض
ريال مدريد من سباته العميق، مع مطلع 2018، مدفوعا برغبته الجامحة في
الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، ولكن ورغم ذلك جاءت استفاقته متأخرة.
وسجل
النادي الملكي في النصف الثاني من الليجا، أرقاما رائعة، وضعته في مركز
البطل للأسابيع الأخيرة من المسابقة، بيد أنه يدفع الآن، ثمنا باهظا لتعثره
في بداية الموسم.
ومدفوعا برغبته
في التتويج باللقب الأوروبي، انطلق ريال مدريد بكل قوة في النصف الثاني من
الموسم، وتمكن من التربع على صدارة الليجا في نصفها الثاني.
وحصد ريال مدريد في النصف الثاني، 32 نقطة بواقع نقطة زائدة عن برشلونة، و3 نقاط عن أتلتيكو مدريد.
وبعد
أن أصبحت مباريات الليجا بالنسبة له، مجرد تحضيرات لتحقيق هدفه بالاحتفاظ
بلقبه الأوروبي، عاد ريال مدريد ليظهر بمستواه المعتاد.
وتشير الإحصائيات إلى أن ريال مدريد في النصف الثاني من الموسم، بات يسجل
هدفا كل 26 دقيقة، فيما كان يفعل الشيء ذاته في النصف الأول كل 48 دقيقة،
كما بلغ معدل تصويبات لاعبيه على المرمى، تسديدة كل 4 دقائق.
كما
بات يستحوذ بشكل أفضل على الكرة في الوقت الراهن، عنه في النصف الأول من
الموسم، فهو يفقد الكرة الآن بمعدل 8 مرات أقل، في كل مباراة.
وحقق ريال مدريد في النصف الثاني من الموسم الجاري، أرقاما أفضل من تلك التي حققها في الموسم الماضي، عندما توج بطلا لليجا.
واحتاج
ريال مدريد في موسم 2016-2017، 32 دقيقة لتسجيل كل هدف من أهدافه مقابل 26
دقيقة في الوقت الحالي، وكان يحتاج إلى تسديدات أكبر لتسجيل الأهداف،
بواقع 6 تسديدات، مقابل 5 تصويبات لكل هدف، في الوقت الراهن.
ومع
ذلك، لن يستفيد ريال مدريد من أرقامه المميزة في النصف الثاني من الليجا،
سوى في المنافسة على المركز الثاني في جدول الترتيب، وذلك بسبب انطلاقته
الباهتة.
ودفع ريال مدريد، ثمنا باهظا لغياب نجمه كريستيانو رونالدو عن أول 4
مباريات في مسابقة الدوري للإيقاف، والتراجع الكبير في مستوى الفريق بشكل
عام، واللاعب البرتغالي بشكل خاص، الأمر الذي تسبب في انهيار العملاق
المدريدي، الذي قدم مباريات كارثية في البداية.
ولكنه تمكن من
استعادة رونالدو مرة أخرى، بعد أن عاد الأخير لمستواه المعهود، وأجرى
تغييرات في طريقة لعبه ودوافعه، وأنعش حيويته من جديد.
وفي ظل تقاعس
الفرنسي كريم بنزيما، عن القيام بدور رأس الحربة، والتراجع المستمر لمستوى
الويلزي جاريث بيل، تحول رونالدو إلى هداف الفريق، وهو في الحقيقة، يقوم
بهذا الدور منذ انضمامه لريال مدريد.
ولكن مع هبوب نسائم دوري أبطال
أوروبا، عاد رونالدو للتألق، وسجل في النصف الثاني من الليجا 19 هدفا (43
بالمئة من أهداف الفريق في هذه الفترة)، بواقع هدف كل 44 دقيقة، وبفاعلية
بلغت 7 أضعاف، ما كانت عليه في النصف الأول.
وبهذا الشكل، أنعش
الدون البرتغالي، حيوية ريال مدريد، الذي استفاق متأخرا في الدوري
الإسباني، ولكنه وصل في موعده في دوري أبطال أوروبا.