لا يمكن وصف قرعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سوى بالعادلة، وذلك يعود لسبب بسيط يتلخص في أن ريال مدريد وبايرن ميونخ سيتواجهان معاً وهما معتادان على اللعب في الأدوار المتقدمة من البطولة خلال السنوات الأخيرة، كذلك الأمر بالنسبة لمباراة روما وليفربول التي لن يلعب فيها عاملي الشخصية والخبرة دور كبير لأن كلاهما غير متمرسين أوروبياً بالفترة الماضية.
ريال مدريد سيعود لمواجهة بايرن ميونخ مجدداً، وهو سيناريو تكرر كثيراً بالأدوار الإقصائية خلال العقدين الأخيرين، بينما ستشهد مباراة روما وليفربول حدثاً خاصاً وهو عودة النجم المصري محمد صلاح إلى ملعب الأوليمبيكو الذي تألق به في الموسمين الماضيين، وفيما يلي نظرة تحليلية سريعة على نتائج القرعة:-
ريال مدريد × بايرن ميونخ
محاولة توقع مباريات من هذا النوع يعد ضرباً من الجنون، فقد اعتدنا أن المواجهات الكبرى لا تحتكم بالمنطق، خصوصاً وأننا نتحدث عن بطولة دوري الأبطال أوروبا التي قدمت لنا مفاجآت تاريخية خلال الموسمين الماضي والحالي.
ريال مدريد في الآونة الأخيرة يملك أقوى شخصية في أوروبا، فمنذ بداية عام 2018 والفريق يقدم كرة جميلة ويحقق انتصارات في مباريات معقدة، لكن هذا كان قبل الهزيمة من يوفنتوس في لقاء العودة بثلاثية مقابل هدف التي أعادت الشكوك مجدداً إلى الحالة التي يعيشها الفريق هذا الموسم.
مباراة الذهاب ستلعب في معقل بايرن ميونخ، كما حدث تماماً في الموسم الماضي بربع النهائي، وهذا قد يكون عاملاً يلعب في صالح ريال مدريد الذي بات متمرساً بإنهاك خصمه في معقله وبين جماهيره، فخروج الفريق الملكي بنتيجة إيجابية سواء التعادل أو الفوز بفارق هدف ستعطيه أفضلية كبيرة للوصول إلى النهائي الثالث على التوالي.
الخطة التي سيلعب بها زيدان ستحدد بشكل كبير فرص ريال مدريد بالتأهل، فبايرن ميونخ عاد للاعتماد على الأطراف مع يوب هاينكس كسلاح رئيسي، وشاهدنا ماذا فعل يوفنتوس عندما اعتمد هذا السلاح في مباراة الإياب، وبالتالي يجب على زيزو اختيار تشكيلة تراعي إغلاق الأطراف وتقدم مساندة كافية للظهيرين.
في المقابل، استعاد بايرن ميونخ هيبته مع هاينكس صاحب الثلاثية التاريخية عام 2013، لكن الفريق ما زال يعاني من بعض المشاكل، أهمها فقدان السيطرة على المباراة عند اللعب أمام فريق يملك قدرة على الهجوم والاستحواذ.
بايرن ميونخ واجه في ربع النهائي أضعف خصم ممكن، ورغم ذلك تمكن إشبيلية من مضايقته في المباراتين، حتى أن البعض يرى عدم أحقية العملاق البافاري بالخروج منتصراً في مباراة الذهاب التي صنع فيها الفريق الأندلسي فرص عديدة للتسجيل.
لو لعب بايرن ميونخ أمام الريال بنفس الكيفية التي لعب بها أمام إشبيلية، فستكون العواقب وخيمة، لأن فريق المدرب زين الدين زيدان لا يعطي الكثير من الفرص في دوري الأبطال، يكفيه شوط واحد يكون فيه خصمه أقل من المستوى المعتادة لكي يجهز عليه.
بالنسبة للترشيحات، تبقى الأفضلية دائماً لعبور ريال مدريد أمام أي خصم، لكن في الوضع الحالي، يمكننا القول أن الحظوظ متساوية بنسبة كبيرة جداً.
روما × ليفربول
هناك عناصر كثيرة تتشابه بين الفريقين، فكلاهما يحتل مقعد مؤهل لدوري الأبطال في البطولات المحلية، وكلاهما غير معتادان على التواجد في هذه الأدوار خلال السنوات الماضية، وكلاهما أيضاً يملكان مدربان محنكين قادرين على إخراج أفضل ما في فريقيهما، عدا عن كل ذلك، هناك تقارب كبير في جودة الفريقين مع أفضلية بسيطة للريدز بفضل ثلاثي خط الهجوم بقيادة محمد صلاح.
كلوب عليه أن يكون حذراً من روما، يجب أن يقدر ما يمكن أن يفعله جيداً، فاللعب أمامه بتهور قد يكلف الفريق كثيراً، لأن روما من أفضل الفرق التي تجيد استغلال اندفاع الخصم، ليس عن طريق الهجمات المعاكسة وحسب، بل عبر الهجمات المنسقة أيضاً كونه يملك لاعبين في خط الوسط قادرين على الخروج بالكرة تحت الضغط.
وينبغي على المدرب الألماني أن يضغط على دفاعات روما بشكل ذكي وعلى فترات، فمحاولة منعه طوال الوقت من إخراج الكرة سينهك فريقه بدنياً، وسيعطي فرصة لذئاب العاصمة كي يقلبوا الطاولة عليه في أي لحظة.
أسلحة روما تكمن في الجودة التي يملكها في خط الوسط على رأسهم النجم البلجيكي ناينجولان، بالإضافة إلى النجم الخبير دي روسي، كذلك هناك ستروتمان الذي يعد من الأسماء الثقيلة أيضاً، بالإضافة إلى أنه يملك مهاجماً قادراً على استغلال الفرص وهو إدين دجيكو، ومن المتوقع أن يواجه معه دفاع ليفربول صعوبات كبيرة.
أما الترشيحات، فتصب في مصلحة ليفربول بنسبة طفيفة بفضل امتلاكه محمد صلاح القادر على صناعة الفارق مهما كانت ظروف المباراة،.