يبدو أن ريال مدريد الإسباني، قادرا على اجتياز المواقف الصعبة والمعقدة، من أجل لاستكمال طريقه في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وفي غياب المستوى الثابت للفريق، قد تكون هذه الخاصية هي الدرع الكافي والجيد للفريق، في محاولته لإحراز لقب البطولة، للموسم الثالث على التوالي، والـ 13 في تاريخه.
وأفلت الريال، أمس الأربعاء من السقوط المدوي أمام يوفنتوس الإيطالي في دور الثمانية لدوري الأبطال، ونجا الفريق من لطمة كبيرة من خلال تجربة جديدة للبقاء.
وكان الملكي، قد فاز على يوفنتوس، 3-0 في عقر داره ذهابا، ثم تقدم يوفنتوس على الريال مساء أمس، في مباراة الإياب، قبل أن يمنح الحكم، ضربة جزاء للريال في الدقيقة الثالثة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ليحرز منها البرتغالي كريستيانو رونالدو، هدف النجاة للفريق الإسباني.
ولم يكن غريبا أن يسدد رونالدو، ضربة الجزاء لتمتعه بهدوء الأعصاب المطلوب، في هذا التوقيت الصعب والموقف العصيب.
وأعاد رونالدو بهذا الهدف، الحياة إلى فريقه في هذه البطولة، لتتنفس جماهير الريال الصعداء، بعدما حافظ الفريق على فرصة إنقاذ موسمه من الفشل، نظرا لأن لقب دوري الأبطال أصبح الملاذ الوحيد للفريق من الخروج صفر اليدين من الموسم الحالي، بعد سقوط الفريق مبكرا في كأس ملك إسبانيا، واحتلاله المركز الرابع في الدوري الإسباني حاليا.
ولكن هذا التأهل الصعب، لا يستطيع أن يواري معاناة الريال لاجتياز عقبة السيدة العجوز، خاصة وأن أحدا لم يتوقع هذه المعاناة، بعد الفوز الكبير للريال، خارج ملعبه في مباراة الذهاب.
ونجح يوفنتوس، في تشكيل الكثير من الضغط على الريال، كما استفاد الفريق من الكرات العرضية التي لعبها دوجلاس كوستا، حيث استغل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، مهاجم يوفنتوس، هذه العرضيات وسجل هدفين للسيدة العجوز.
واعترف زيدان بالخطأ الذي ارتكبه في اختيار التشكيلة الأساسية للفريق، وأخرج البرازيلي كاسيميرو، والويلزي جاريث بيل في بداية الشوط الثاني، ودفع مكانهما باللاعبين ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز.
وخلال التسعين دقيقة، كان أداء الريال انعكاسا لحالته في هذا الموسم، حيث بدا مستواه متقلبا، ولم يستطع الفريق على مدار الموسم، فرض سيطرة تامة على مبارياته، بالطريقة التي يستطيع من خلالها الفوز على أي منافس، حيث بدا على النقيض، مما كان عليه في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الـ 16 بدوري الأبطال هذا الموسم، وما كان عليه في مباراة الذهاب أمام يوفنتوس.
ولهذا الأداء المتقلب خلال الموسم الحالي، تراجع الريال إلى المركز الرابع في الدوري الإسباني، بفارق 15 نقطة عن المتصدر برشلونة.
وقال زين الدين زيدان، المدير الفني للريال، في تصريحات إعلامية بعد المباراة "أشعر بالسعادة لأننا تأهلنا في النهاية. اجتزنا الموقعة عن جدارة وكنا أحق بالتأهل بعد كفاح دام 180 دقيقة".
وتابع "كان من الصعب ألا نهز الشباك، ولكنها كرة القدم. قدمنا مباراة رائعة في تورينو. وخلال مباراة الإياب، انتزعنا بطاقة التأهل في الدقيقة الأخيرة".
وسجل رونالدو، الهدف بهدوء شديد من ضربة الجزاء، حيث أكد اللاعب مجددا، أنه يمتلك أعصاب ومزاج لاعب، لا يخشى الفشل.
كما حجز الريال مكانه في المربع الذهبي للبطولة، للموسم الثامن على التوالي، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق من خلال الحظ فقط أو من خلال مساعدة التحكيم أو حتى تقديم مباراة جيدة.
ورغم هذا، فإن أداء الفريق في مباراة الأمس، سيقلص بالتأكيد من الترشيحات الهائلة التي يحظى بها في الصراع على لقب البطولة، لتصبح التوقعات مفتوحة، بالنسبة للمواجهات المرتقبة في المربع الذهبي، الذي تأهل إليه أيضا، كل من بايرن ميونخ الألماني وليفربول الإنجليزي وروما الإيطالي.