عندما تطرق باب الحوار مع نجم وادى دجلة احمد عيد عبدالملك، تجد نفسك مجبرا على الفور ومع اول كلمة تخرج من فيه الى تغيير الصورة المرسومة فى ذهنك ، فالملامح القاسية والمشحونة بالعصبية فى المباريات ، تخفى وراءها قلبا غاية فى الطيبة والاخلاق الدمثة وهدوءا راقيا وأسلوبا مرتبا فى الكلام , يجعل من يتحدث معه ينصت باهتمام وتركيز خاصة انه يخرج من نجم له باع طويل فى الملاعب المصرية وبصماته واضحة خلال مشواره الطويل مع الاندية التى لعب لها , وتمتد من اسوان مرورا بحرس الحدود والزمالك والمصرى واخيرا دجلة.
فى البداية التزم «الرحالة» عبد الملك شيئا من التحفظ ولكن مع ارتفاع وتيرة الحوار ،انطلقت الكلمات منه لتصيب الهدف وتكشف عن مواقع الخلل فى منظومة الكرة المصرية بشكل عام , والزمالك بصفة خاصة لاسيما أنه كان من الاضلاع الرئيسية فى تحقيق الثنائية التاريخية بالحصول على الدورى والكأس , وبالتالى فانه قادر على كتابة «روشتة العلاج» , كما تطرق بالطبع الى المنتخب وحظوظه فى مونديال روسيا ورأيه فى استمرار المدير الفنى الارجنتينى هيكتور كوبر من عدمه بعد نهائيات روسيا , وغيرها من النقاط المهمة والحساسة التى نتابعها خلال السطور التالية.
دعنا ننطلق من محطة دجلة .. كيف تقيم تجربتك معه حتى الان؟
لا اخفيك القول اننى اشعر بالسعادة والارتياح النفسى لوجودى معه , سواء بسبب المعاملة الطيبة التى أجدها من مسئوليها او لوجود المدير الفنى طارق العشرى ,الذى تربطنى به علاقة منذ 13 سنة تقريبا حققت خلالها معه الكثير من الانتصارات, وان كنت بالطبع غير راض عن مكانة الفريق حاليا فى الدورى لانه يستحق أفضل من ذلك , واتمنى ان يخرج من كبوته الحالية حتى يعود من جديد لمكانه الطبيعى وسط الكبار.
أشعر بأن هناك نوعا من «الكيمياء» بينك وبين طارق العشرى .. كيف تفسر ذلك؟
بالتأكيد .. فهو على علم كامل بقدراتى ولديه امكانية الاستفادة منها , ولا تنس انه صاحب الفضل على منذ ان كنت لاعبا فى حرس الحدود ، وأدين له بالفضل ومعه الكابتن حلمى طولان مدربى السابق ايضا فى الحرس، وبالتالى فان الكابتن طارق كان احد اسباب انتقالى من المصرى الى دجلة .
بمناسبة رحيلك عن المصرى .. لماذا لم تواصل المسيرة معه على الرغم من أن المدير الفنى حسام حسن كان وراء ضمك؟
مقتنع تماما بوجودى وقدرتى على افادة الفريق , وبالفعل شاركت فى فترة الاعداد ثم تعرضت لاصابة فى الغضروف ثم تماثلت للشفاء وبدأت العودة تدريجيا ولكن الامور لم تسر على مايرام, بالاضافة الى عدم الشعور بالراحة النفسية لابتعادى كثيرا عن اسرتى فى ظل المعسكرات المستمرة فى برج العرب لظروف اقامة مباريات الفريق هناك ما دفعنى الى الانسحاب بهدوء وبالتراضى بيننا خاصة ان انتقالى كان حرا.
لماذا يشعر البعض بأن هناك حالة من التوتر فى العلاقة بينك وبين جماهير الاهلي؟
يسكت قليلا ويرد: ربما لموقف ما فى احدى المباريات ولعصبيتى فى لقاءاتى امامه ولكن هذه طبيعتى فى جميع المباريات, وبالمناسبة فإن عددا كبيرا من اصدقائى من الاهلاوية , اى ان الامر ليس مقصودا ولكنها فى النهاية مجرد توتر ملعب.
كيف ترى أزمة الزمالك الحالية وحالة التدهور التى يعانى منها قاريا ومحليا؟
لابد اولا من الاشارة الى انه عندما حصل النادى ثنائية الدورى والكاس كان فيه نظام ومدير فنى على أعلى مستوى هو فيريرا الذى عمل حالة فى الفريق, ولكن الموضوع لم يستمر وتوقف كل شيء برحيله لنعود الى نقطة الصفر , بل وانا شخصيا فوجئت بالاستغناء عنى من مجلس الادارة ومعى بعض اللاعبين الآخرين رغم ان المدرب كان فى حاجة لنا وهذه من النقاط التى اختلف فيها مع الادارة وجعلته يرحل.
واضاف قائلا : الموضوع الان مختلف تماما فكل سنة يتم تغيير الفريق بالكامل, ومن هنا فانا لست مستغربا لما يحدث من تخبط فى النتائج .. ولا أريد القاء اللوم على المدير الفنى لانه من ناحية لم يحضر هؤلاء اللاعبين كما انه لم يرتب لفترة الاعداد , بل أن من ينضم يفتقد لمقومات اللاعب الدولى , بل بمجرد ان يؤدى بشكل جيد فى ثلاث او اربع مباريات تجد على الفور توقيعه موجود , بينما كان الموقف حتى وقت قريب ان من يريد الانتقال للزمالك فإن عليه أن يظهر بشكل جيد ثلاثة أو أربعة مواسم على الاقل.
والحل فى رأيك؟
انتقاء اللاعبين بشكل جيد وبمواصفات خاصة لاسيما لو كان لاعبا دوليا , فانا شخصيا اندهشت من شراء ظهير ايمن «حمدى النقاز» بهذا المبلغ الكبير فى حين كان من الممكن الاستفادة بهذا المبلغ فى ضم مهاجم متميز أو صانع ألعاب , ولابد من الاستعانة بالنجوم المميزين من افريقيا، وتوفير فترة اعداد للمدير الفنى حال استمراره ليضع تصوراته.
وأضاف قائلا: بصراحة .. شعرت بالسعادة لخروج الزمالك من افريقيا وأيضا تلاشى فرصه فى الدورى , حتى يصبح امام مسئوليه الفرصة حتى شهر اغسطس المقبل لاعداد فريق قوى جديد يليق باسم هذه القلعة الكبيرة وحتى يستغرق المدير الفنى الوقت الكافى للاعلان عن قدراته .
وماذا عن حرب الصفقات الدائرة بين الاهلى والزمالك فى ضم اللاعبين؟
ما يحدث وراء افساد الكرة المصرية, فنجد لاعبا لم يلعب مباراة دولية واحدة وثمنه يصل الى عشرين وثلاثين مليون جنيه باى معيار, فلابد من وجود عين خبيرة عند الاختيار ,وليس مجرد ان لاعب سجل سبعة اهداف فى الدورى يتم التفاوض معه بهذه المبالغ الضخمة, وهوبالطبع ما لم يكن يحدث ايامنا .
كيف ترى شكل المنتخب فى المونديال على ضوء تجربتى البرتغال واليونان؟
المهمة طبعا صعبة ولكنها ليست مستحيلة فى ظل وجود روسيا صاحبة الارض واوروجواى القوية وايضا السعودية , ولكن كل شيء وارد, واعتقد ان تجربة البرتغال كانت اكثر افادة من اليونان بعد مشاركة العناصر الرئيسية وفى ظل اعتمادنا على اغلاق منطقة المرمى والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة لخطف هدف.
على ضوء مشوارك الطويل .. ايهما أفضل المدرب الأجنبى أم الوطنى للاعب المصرى؟
دائما وابدا كلمة الاجنبى «مسموعة» فى مصر ، ولكن المدرب الوطنى يتأثر بالضغوط والاجواء بينما طريقة العمل واحدة لاسيما ان العالم كله بات قرية مفتوحة.. بدليل حصولنا على كاس الامم الافريقية ثلاث مرات متتالية مع حسن شحاتة , واعتقد ان جيلنا ظلم لعدم تأهله الى كاس العالم.
من وجهة نظرك .. هل يستمر هيكتور كوبر بعد انتهاء نهائيات كاس العالم؟
لا اعتقد .. ويكفى الفترة السابقة ولكن من حقه بالطبع الاستمرار حتى نهاية المونديال.