حالة من الابداع الكروى ، والتوهج في سماء الدورى الانجليزى ، هو حال الفرعون المصرى محمد صلاح نجم ليفربول الانجليزى ، الذى يوما بعد يوم يسطر لنفسه تاريخا كرويا ، جعله يتفوق على جميع اللاعبين المصريين الذين سبقوه في خوض تجربة الاحتراف الاوروبى ، أمثال أحمد حسام " ميدو " ، هانى رمزي ، أحمد حسن ، مجدي عبد الغني ، محمد النني ، حازم إمام ، عبد الستار صبرى وغيرهم .
بيكاسو الكرة المصرية أصبح يحلق بمفرده في سماء الكرة المصرية والعربية والافريقية وقادرا أن يكون منافسا للنجوم العالميين أمثال ميسى ورونالدو ونيمار وغيرهم من أساطير الملاعب العالمية حاليا ، من يشاهد المستوى الذي يظهر عليه محمد صلاح هذا الموسم، يحق له الاعتقاد بأن النجم الدولي المصري، سينافس بقوة على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي، بسبب ثبات الأداء طوال الموسم، إضافة إلى زخمه التهديفي .
سجّل صلاح أربعة أهداف وصنع هدفا في شباك واتفورد (5-0) ضمن الجولة الحادية والثلاثين، ليرفع رصيده من الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى 28 هدفا، منفردا بصدارة الترتيب وبفارق 4 أهداف أمام نجم توتنهام هاري كين الذي بدوره سيغيب عن مباراتين على أقل تقدير في المسابقة بسبب إصابته بالتواء في الكاحل. وكان متوقّعا أن يتألق صلاح مع ليفربول منذ انتقاله للفريق قادما من روما الإيطالي الصيف الماضي، إلّا أن غزارته التهديفية كانت أمرا فاق كل التوقّعات، لا سيما وأنه لا يلعب كمهاجم صريح مثل منافسيه على لقب الهدّاف، كين وسيرجيو أجويرو.
جائزة هداف الدوري، تبقى الهدف الأسمى لصلاح، وغياب كين في الفترة المقبلة، سيساعد لاعب ليفربول على تحقيق غايته، علما بأن مهاجم مانشستر سيتي سيرجيو أجويرو يحتل المركز الثالث على لائحة الهدافين برصيد 21 هدفا، كما أنّ الفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري، لن يكون أمرا مستغربا، رغم المنافسة الشرسة التي يلقاها من نجم مانشستر سيتي كيفن دي بروين.
وكان لويس سواريز، آخر من يسجل "سوبر هاتريك" لفريق ليفربول بالدوري الممتاز، وحدث ذلك في الرابع من ديسمبر عام 2013، وانضم صلاح برباعيته الأخيرة إلى سلسلة من اللاعبين العظماء الذين وصلوا لهذا الحاجز التهديفي المميز. وكان النيجيري إيفان إيكوكو، أول من يحرز "سوبر هاتريك" في الدوري الإنجليزي بمسمّاه الحديث "البريمير ليج"، وذلك لمصلحة إيفرتون في شباك نوريتش سيتي (5-1)، يوم الخامس والعشرين (سبتمبر) عام 1993، أما روبي فاولر، فكان الأول من فريق ليفربول الذي يحقق هذا الإنجاز، وذلك أمام بولتون (5-2) عام 1995، قبل أن يتبعه برباعية أخرى بمرمى ميدلسبره (5-1) في عام 1996.
ونجح لاعب ليفربول السابق مايكل أوين في تسجيل رباعية بمرمى نوتنجهام فورست (5-1) في أكتوبر العام 1998، وعاد لتسجيل العدد نفسه من الأهداف بمرمى وست بروميتش ألبيون (6-0) في أبريل العام 2003، ولم يتمكّن أحد من الوصول إلى الرقم ذاته في الفريق الأحمر، حتى سجّل الأوروجوياني سواريز رباعيته الأولى والأخيرة.
ويحتاج محمد صلاح 3 أهداف فقط في مباريات فريقه السبع المتبقية، ليعادل رقم سواريز كأفضل هدّاف لفريق ليفربول في موسم واحد بالبريمير ليج برصيد 31 هدفا، كما يحتاج لتسجيل 11 في الدوري المحلي ودوري الأبطال لمعادلة رقم إيان راش كأفضل هداف في موسم واحد للفريق في كافة المسابقات وعلى مر العصور برصيد 47 هدفا أحرزها في موسم 1983-1984، علما بأن الجناح المصري يحتل حاليا المركز الخامس على هذه اللائحة بالاشتراك مع روبي فاولر (36 هدفا في موسم 1995-1996)، وجوردون هودجسون (36 هدفا في موسم 1930-1931).