حكاية القوةالمتواطئة مع بطل الدورى !
حين دعانى الصديق العزيز الكاتب الصحفى أحمد أيوب رئيس التحرير لكتابة هذه السطور علها تكشف عن بعض من أسرار العلاقة العجيبة بين الشرطين المتلازمين..الأهلى والدورى ؛ رحبت شاكرا وممتنا وسعيدا بهذا الملحق الرياضى المتميز الذى يثري بدوره الصحافة الرياضية الجادة والباحثة عن دعم فرص البقاء ، لكننى اشترطت على صديقي العزيز رئيس التحرير ،وهو منياوى جارى ، أن يبحث لديهم فى معابد بنى حسن وجدران تل العمارنة وتونا الجبل عن حقيقة وجود نقوش بالهيروغليفية على جدران المعابة تقول أن : الأهلى بطل الدورى ..!
نعم ؛ تتويج الأهلى بالدرع الأربعين للبطولة الكروية الأقدم فى الوطن العربي والقارة الأفريقية ومن بين تسعة وخمسين مرة انتظمت واكتملت فيها البطولة بل وبلغ حصاد الأهلى من الفوز بالدورى أكثر من ضعفى اجمالى ما حققه كل منافسيه بالدورى تاريخيا..بل أن الزمالك المنافس والمناوش التقليدي للأهلى فى هذه البطولة الكبري حقق من ألقاب الدورى أقل من ثلث ما جمعه الأحمر من تتويجات قياسية، يكشف كل هذا عن سر كبير فى هذه العلاقة الشرطية العجيبة المحفورة كلماتها فوق جدران الوجدان الشعبي العام : الأهلى بطل الدورى..
واذا كان فى هذا الموسم الذى حسم الأهلى فيه الفوز بالدرع الاربعين مبكرا وبفارق هائل من النقاط ..الفارق وحده يساوى رصيد الزمالك بحاله وهو شايل على كتفه كمان الرجاء او النصر..بكل رصيده(!!).. قد تمكن من الاحتفاظ باللقب وفرحة جماهيره حتى مع تغير الادارة فكرا وأشخاصا..وتغير اللاعبون كثيرا فى السنوات الأخيرة.وعقد المنافسون صفقات كبيرة وهائلة ..وهات يا رغي فى الفضائيات وتأثير على الحكام الذين اهتزت الصافرة فى أفواه بعضهم مرات.. بل وفى السنوات الأخيرة تبدلت احوال وقامت ثورات وتغيرت فى الجبلاية ادارات ..وتم تعويم الجنيه ..ولكن بقي الأهلى بطلا للدورى. هى ايه الحكاية ؟!
الحكاية ببساطة ان هناك سرا فى اربعة مكونات أوعوامل نراها تقريبا تقف وراء الأربعين تتويجا القياسية للاهلى فى الدورى منذ انطلاق المسابقة فى العام ١٩٤٨..
ربما لا نضيف جديدا على ما يعرفه الكثيرون عن قيمة القوة التاريخية الدافعة للأهلى فى نظامه الكروى وعلاقته بالدورى والتى تتمثل فى ميراث كبير من المواقف والقرارات وصيغ التعامل مع الهزات والمباريات والفترات التى تتراجع فيها نتائج الأهلى فى الدورى اثناء الموسم فتجده يستدعى من مخزونه الكبير ما يعيد توجيه دفته بدقة وقوة نحو حقيقة انك يمكن ان تخسر معركة لكن عليك ان تتمسك بفرصتك فى كسب الحرب نفسها..فتجده هذا الموسم - مثلا - يتعثر أمام المقاصة المهزوز جدا حاليا لكن البطل الذى خسر من قبل من اسوان تارة ومن الرجاء بمطروح تارة اخرى لا تجده يقيم الدنيا ولا يقعدها فتجده ينهض سريعا وينفض غبار الهزيمة ويمضى بقوة نحو الهدف الأعلى والحقيقة التاريخية:الفوز بالدورى ..كما أننا قد لا نضيف جديدا على هذه القوة الدافعة تاريخيا اذا ما تناولنا دور القوة الفاعلة بالأهلى والتى تتمثل فى ادارة منتخبة بنزاهة فى كل الفترات والعصور تختار اجهزة فنية وادارية محترفة جادة ومنضبطة بلوائحها ونظامها وأفرادها وتنتقى لاعبين تنشد فيهم بل وتغرس قيم التنافس القوى وشخصية البطل وتغذيهم بروح الفانلة الحمراء..هذه الروح التى تمثل دوما السر الخفى والحقيقي فى تتويج الأهلى وتوهجه وتميزه..روح يرويها الأهلاوية من عبق التاريخ ويحرصون عليها أشد الحرص..ومن دونها لايصلح لاعب ولا يستمر فى الأهلى حتى لو كان أحرف الحريفة..هذه القوة الفاعلة متمثلة فى ادارة ومدربين ولاعبين يتسمون بشخصية البطل وروحه القتالية والتى تغذيها القوة التاريخية الدافعة تصونها وتحميها وتدفعها بقوة دوما نحو الحفاظ على الحقيقة التاريخية القوة الداعمة بوعى وحرص ونهم وشبق دون شبع..وهو هنا جماهير الأهلى..
غير أنه الى جانب، بل ربما قبل، دور القوةالدافعة تاريخيا والقوة الفاعلة اهلاويا وتلك القوة الداعمة والمساندة جماهيريا بوعى وغيرة واصرار على تتويج شبه دائم وكأن المسابقة لا تتسق ولا تصح ولا تجوز ان لم يفز بها الأهلى ، هناك قوى أخرى أشد قوة واكثر تأثيرا..وهى القوة المتواطئة مع الأهلى ..
نعم يلعب المنافسون - وعلى رأسهم الزمالك بقيمته وتاريخه - دور القوة المتواطئة مع الأهلى تاريخيا..
راجع - مثلا - ما ينتجه هؤلاء المنافسون للأهلى من شماعات متعددة وأسباب مختلفة كل فترة لتفوق الأهلى وانتصاراته وأنت تكتشف العجب العجاب وكأنهم جميعهم يتفرغون لصناعة أسباب تبعدهم جميعهم عن تدارس سر تفوق الأهلى وانتصاراته وتلهيهم فعليا عن علاج اوجه قصور واضحة وصارخة فيهم ..لكنهم لا يصغون ولا يسمعون حماهيرهم الكبيرة غير نغمة الاهلى وسطوته...والحكام..والحكومة....والسحر والعفاريت الزرق !!
هذه القوة المتواطئة فى تقديرنا مع الأهلى بقوة استسهلت تاريخيا تقديم هذه المبررات لجماهيرها الكبيرة المخلصة..الصابرة دائما والغاضبة غالبا ..والمبتسمة أحيانا....
عندما قالوا ان الاهلى نادى الحكومة وانه يكسب الدورى بالحكام فاتهم ان يصارحوا جماهيرهم بان الأهلى عندما فاز بالدورى فى اول تسعة مواسم للمسابقة كان هذا الرقم القياسي التاريخي الصامد حتى اليوم فى ظل رئاسة حيدر باشا لاتحاد الكرة وكان هو نفسه رئيس نادى الزمالك ووزيرا للحربية ومن بعده وعقب ثورة يوليو تولى رئاسة الاتحاد الزمالكاوى الكبير عبد العزيز سالم ثم المشير عبد الحكيم عامر