على الرغم من هوجة الكلام يمينا ويسارا حول كيفية مشاهدة الجماهير العربية بصفة عامة والمصرية خاصة لنهائيات كأس العالم المقبلة فى روسيا، لاسيما انها المرة الأولى التى يتأهل فيها اربعة من ممثلى العرب، تأتى قناة الجزيرة من خلف الستار وتمنح اسرائيل حقوق بث كاملة مقابل 3.6 مليون يورو، وهو مقابل زهيد لا يقارن بالمبالغ التى طالبتها القناة القطرية من ابناء حرف الضاد لنيل هذ الحق.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل كانت المفاجأة الأخرى ان نقل اذاعة المباريات سيكون باللغة العربية، وهو ما أكده بيان رسمى لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وذلك بالتوازى مع البث العادى باللغة العبرية عبر قناة «مكان». وكشفت شبكة «سبوتنيك» الروسية عن أن حقوق البث كلفت السلطات الإسرائيلية 3.6 مليون يورو، وسيتمكن المشاهدون فى مصر والأردن ولبنان والضفة الغربية من مشاهدة المباريات مجانا، حيث تستقبل أجهزة البث فى هذه الدول قنوات التليفزيون الإسرائيلى عبر الأقمار الصناعية.
ومن المفارقات ان سلطات البث الإسرائيلية حاولت القيام بهذه الخطوة فى مونديال 2010 بجنوب افريقيا من خلال البث باللغة العربية، ولكن قناة الجزيرة رفضت هذا الأمر وقتها، وقدمت شكوى باعتبارها صاحبة الحق الاصيل والحصري، وتوقف الأمر تماما، وهو الأمر الذى يثير علامة استفهام كبيرة حول السر فى تغيير موقفها هذه المرة. ونقلت مصادر صحفية عن يوناتان جونين، المسئول عن الدبلوماسية الرقمية بالعربية فى وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله، أن التعليق على جميع مباريات المونديال سيكون باللغة العربية، فى خطوة تاريخية تؤكد على احترام إسرائيل للغة الضاد، حسب قوله. وكتب جونين عبر حسابه الشخصى على «تويتر»: «بث مباريات المونديال بالعربية مجانا فى إسرائيل! قناة مكان الإسرائيلية المجانية ستبث المباريات فى خطوة تاريخية تؤكد مكانة اللغة العربية واحترام إسرائيل لها».
وبطبيعة الحال فإن توجه شباب العرب الى هذه القناة الإسرائيلية لن يتوقف فقط عند حدود متابعة مباريات كأس العالم خاصة ان إسرائيل لا تشارك فيها، بل الازمة الكبرى ما ستبثه اجهزتها من اعلانات وتوجهات يمكن ان تلقى باثارها السلبية على افكار الشباب العربى فى هذه المرحلة المهمة من التاريخ. فى الوقت نفسه.
كشفت مصادر صحفية سعودية عن وجود تحركات حكومية رفيعة المستوى فى السعودية والإمارات ومصر، لمحاولة إيجاد حل لما يسمى الحقوق التليفزيونية الرياضية التى تمتلكها الشبكة القطرية على مستوى العالم وأوروبا وآسيا، لإتاحة بث المباريات لأكثر من مائتى مليون مشاهد يعيشون فى مصر والسعودية والإمارات ودول عربية وخليجية أخري، وذلك من خلال العمل على إبطال الاحتكار الحالى الذى تقوم به هذه الشبكة التلفزيونية والذى بدأ يتصاعد منذ عام 2008 ويستمر حتى 2026. وأكدت المصادر أن التحركات الحكومية تعمل جاهدة على إيجاد حلول قانونية تجبر الشبكة التليفزيونية القطرية على إيقاف بثها فى كثير من الدول العربية الكبري، والتى تحظى بكثافة سكانية هائلة يتقدمها مصر والسعودية.
ويستند التكتل السعودى الإماراتى المصرى إلى أن ما يجرى فى المنطقة العربية لا يجرى فى أوروبا من ناحية احتكار بث المباريات، وبحسب وسائل الإعلام، فإن المحكمة الأوروبية قضت بصفة نهائية بأن دول الاتحاد الأوروبى لديها الحق فى منع بث كأس العالم وكأس أوروبا لكرة القدم على قنوات مشفرة، وطالبت الاتحادين الدولى والأوروبى للعبة ببثها على قنوات مجانية.