عندما يكون ليونيل ميسي في كامل مستواه، فإنه يقدم واحدا من أروع مشاهد لعبة كرة القدم، ويضع مدافعي المنافسين في موقف تحفز واستعداد، لكن نجم برشلونة أصبح يمثل تهديدا جديدا للمنافسين، من الكرات الثابتة.
فبتسديدة متقنة من ركلة حرة، على بعد 23 مترا من المرمى، تجاوزت الحائط وسكنت شباك يان أوبلاك، أحرز ميسي هدف برشلونة في الفوز المهم 1-صفر، أمس الأحد، في كامب نو، على غريمه أتلتيكو مدريد الذي ينافسه على لقب الدوري.
كان جهدا مميزا ضمن لبرشلونة صدارة الترتيب دون هزيمة، وبفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه.
ولمس أوبلاك حارس مرمي أتلتيكو، الكرة بأطراف أصابعه، لكن قوة التسديدة حالت دون إبعادها لتسكن الشباك، ويكون الهدف رقم 600 للنجم الأرجنتيني مع برشلونة ومنتخب بلاده.
وهذه هي المباراة الثالثة على التوالي، التي يحرز فيها ميسي هدفا من ركلة حرة، بأسلوب مختلف في كل مرة.
ففي 24 فبراير شباط الماضي سدد ميسي (30 عاما) الكرة من أسفل الحائط، في فوز برشلونة الكبير على جيرونا 6-1.
ويوم الخميس الماضي سدد ميسي الكرة من حافة منطقة الجزاء، باتجاه زاوية المرمى متخطية الحائط، وأخفق حارس لاس بالماس، لياندرو شيشيزولا، في إبعادها.
وكان هدف ميسي أمام أتلتيكو مدريد، هو الخامس الذي يحرزه من ركلة حرة في 2018 وحدها، وهو رقم لم يحققه أي لاعب آخر في أوروبا.
وكان رقم ميسي القياسي السابق قد سجله في 2012، حين أحرز أربعة أهداف من ركلات حرة.
وفي مباراة أتلتيك بيلباو، في فبراير شباط 2017، حطم ميسي الرقم القياسي لإجمالي عدد الأهداف من ركلات حرة مع برشلونة، والذي كان مسجلا باسم رونالد كومان، وكان 26 هدفا.
أما الآن فإن الرقم القياسي مسجل باسم ميسي، وهو 33 هدفا منها 24 في الدوري الإسباني، بخلاف ستة أهداف سجلها مع منتخب الأرجنتين.
وأحرز ميسي أهدافا من ركلات حرة، بشكل منتظم سنويا منذ 2008.
ووفق ما ذكره فرناندو سنيوريني، مدرب اللياقة البدنية السابق لمنتخب الأرجنتين، فإن ميسي تلقى في 2009 نصائح من دييجو مارادونا، مدرب المنتخب حينها، غير بمقتضاها أسلوبه في تسديد هذه الركلات.
وقال سنيوريني في مقابلة تلفزيونية، إن مارادونا شاهد ميسي محبطا، بعد أن أهدر ثلاث ركلات في المران ورآه يغادر التدريب.
وأضاف: "احتضنه مارادونا وقال له لا يمكنك أن تحبط بسبب هذا، وأنت في طريقك لتكون أفضل لاعب على الإطلاق".
وتابع: "قال له مارادونا اسمعني جيدا، عندما تسدد الكرة لا تبعد قدمك عنها بسرعة، لأنه في هذه الحالة لن تستطيع الكرة أن تفهم ما تريده منها.. عليك أن تعلم الكرة ماذا تريد أنت منها، وستفهم ما تريد".
وبعد ما يقرب من عقد كامل من الزمان، يبدو أن ميسي قد أتقن هذه الطريقة تماما.