الكاتب الصحفي علي مسعود يكشف حقيقة العروض الوهمية لفتحي و السعيد

يبدو أن دوري المحترفين السعودي بنظامه الجديد الذي يستقطب 112 لاعبا عربيا وأجنبيا سنوياً، تحول إلى ما يشبه بعصى موسى التي يستخدمها لاعبو مصر المحروسة مع أنديتهم، كل واحد يريد أن يٌحاسب  نهاية الشهر بالدولار.. ويلوح بين الحين والآخر بعروض حتى لو كان أغلبها وهمياً!

صحيح ان الموت السريري الذي أصاب الجنيه المصري بات مصدر إلهام وإغراء لكثير من اشقاءنا في التعاقد مع لاعبينا بالجملة والقطاعي، مثلما أصبح محفزاً لبعضهم على الاستثمار وتملك العقار في القاهرة، لكن هذا لا يمنع أن هناك معايير أخرى للاعبي المستديرة المجنونة غير الفلوس.

تستفزني جداً التصريحات التسويقية "البترودولارية" والتي يدور أغلبها عن عروض خيالية ومبالغ يسيل لها اللعاب.. وأحياناً لا تخرج عن كونها سيناريوهات محبوكة لبعض السماسرة.، أو وكلاء اللاعبين... كما يحبون تسمية أنفسهم!

اقول هذا الكلام.. وأنا أملك معلومات مؤكدة بأن الهلال السعودي لم يقدم أي عرض رسمي إلى عبد الله السعيد صانع ألعاب الأهلي والمنتخب المصري.. وأستطيع أن أؤكد على مسؤوليتي بأن اللاعب الذي سيكمل بعد 4 أشهر عامه الـ33 ليس في حسابات إدارة الأمير نواف بن سعد التي تضع عمر اللاعب على رأس أولوياتها.. فالهلال يملك 7 محترفين يرتبطون بعقود طويلة تستمر للعام المقبل.. ومن يخبر عبدالله السعيد بغير  ذلك فهو ـ للأسف ـ يخدعه!

لا اقلل من مكانة ونجومية السعيد.. فهو أحد أبرز الموهوبين والخليفة الشرعي لطيب الذكر محمد أبو تريكة.. لكني اعتقد أنه سيغامر كثيراً لو رفض عرض الاهلي وراهن على مستقبل قد لا يكون مضموناً.. فعليه أن يحكم العقل ولا ينسى القيمة المضافة التي يمثلها له شعار أشهر أندية العالم العربي.. وأكثرها بريقا وجماهيرية.

وحتى أكون منصفا فإن النجم الخلوق أحمد فتحي كان يملك بالفعل عرض إعارة حقيقي من الشباب السعودي.. صحيح أنه لم يكن بالمبالغ الخيالية التي تحدثوا عنها.. ولم يتجاوز القيمة التي ذهب بها زميله "الأصغر سناً" عمرو بركات، وأتصور أن مفعول هذا العرض انتهى تماماً منذ نهاية يناير الماضي مع إغلاق الميركاتو الشتوي.

لا خلاف على القيمة الكبيرة التي يمثلها اللاعبان .. لكن الاهلي بتقاليده ومعاييره الحازمة ولوائحه الراسخة يبقى الرمز الأهم في كرتنا المصرية والعربية.. وعلينا أن نحترم قناعاته.. وعلى النجمين استثمار العرض الذي قدم لهما بجميع مميزاته.

ربما يظل هاجس الاحتراف الخارجي أحد الأولويات المهمة التي تراود السعيد وفتحي.. لكن ذلك يمكن أن يتحقق أيضاً في كنف الأهلي وضمن نسق نادي القرن الذي يملك إدارة احترافية تستطيع أن تضعكما في المكان الذي يناسبكم ويليق بكما. 

ابتعدا عن التلويح بعصى موسى وحكما العقل.. ولا تنسوا المثل المصري الجميل "ليس كل ما يلمع ذهب".. اختاروا المعدن الأصلي.. ودعكم من الفالصو.. لا تضيعوا الفرصة وتتركوا بعض الموتورين يلعبون بعقولكم!

علي مسعود

مدير تحرير الرياضي السعودية