لم يعد في إمكان جمهور برشلونة إيجاد كلمات يصف بها ما يقدمه الأرجنتيني ليونيل ميسي مع "البلوجرانا" داخل الملعب، إذ لم يكتف فقط بدور ترجيح كفة فريقه بأهدافه التي طالما كانت حاسمة، إلا أنه أيضاً يتفنن في مساعدة زملائه بتمريراته الحاسمة والدقيقة، التي تجعلهم في مهمة سهلة للوصول لمرمى المنافسين.
وتجلى هذا الأمر خلال مواجهة السبت أمام جيرونا على ملعب كامب نو عندما فاجئ الجار الكاتالوني الصغير الجميع بهدف مباغت ومبكر بعد ثلاث دقائق فقط، إلا أن متصدر "الليغا" لم يكن رحيماً بالفريق الصاعد حديثاً للدرجة الأولى في أول زياراته لكامب نو، وأكرم ضيافته بنصف دستة أهداف.
وصاحب القميص رقم 10 فريقه ببراعته المعتادة خلال شوط أول مثير، بعدما قدم تمريرة هدف التعادل لرفيقه في الهجوم الكاتالوني لويس سواريز، قبل أن يتكفل بنفسه بتسجيل الهدفين الثاني والثالث، والأخير جاء بطريقة ذكية بعدما نفذ الركلة الحرة بمكر من تحت الحائط البشري.
وكانت مباراة الأمس شاهداً على مشهد يحدث لأول مرة هذا الموسم، عندما اجتمع الرباعي ميسي ولويس سواريز والبرازيلي فيليبي كوتينيو والفرنسي عثمان ديمبيلي داخل أرض الملعب منذ بداية المباراة.
ومع صدمة رجال إرنستو فالفيردي والتأخر بهدف حمل توقيع كريستيان بورتو، تخيل الجميع أنهم بصدد تكرار لسيناريو (1993-94) عندما حقق ييدا، الصاعد حديثا حينذاك، فوزاً تاريخياً بهدف نظيف على برشلونة يوهان كرويف.
إلا أن حلم الجار الكاتالوني لم يدم سوى دقيقتين عندما أهدى "البرغوث" تمريرة الهدف الأول لسواريز، ليمثل حدثاً خاصاً بالنسبة لميسي، على الرغم من أنه لم يكن مسجل الهدف، إذ بات صاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في تاريخ "الليغا" بـ(148 تمريرة)، متفوقاً على لاعب ريال مدريد السابق ميغيل غونزاليس "ميتشيل".
وجاء الدور على النجم الأرجنتيني في لقطة الهدف الثاني، بعدما رد له سواريز الجميل ومرر له الكرة داخل المنطقة ليتمكن صاحب الكرة الذهبية (5 مرات) من مراوغة دافع جيرونا وإسكان الكرة في الشباك.
ثم عاد بعدها بست دقائق ليهز الشباك مجدداً وهذه المرة من كرة ثابتة نفذها بذكاء كبير أسفل الحائط البشري، ليواصل انفراده بصدارة هدافي المسابقة بـ22 هدفاً.
وعلى الرغم من تألق أسماء أخرى في اللقاء مثل سواريز صاحب الـ"هاتريك"، وكوتينيو الذي سجل هدفاً رائعاً من تسديدة بعيدة المدى، فضلاً عن تمريرة الهداف الرابع الذي سجله سواريز، وديمبيلي الذي صنع الهدف السادس الذي سجله سواريز أيضاً، إلا أن جماهير كامب نو لم تعد تجد كلمات تصف بها ما يقدمه هذا النجم الأرجنتيني الذي تقع على كاهلة مهمة إمتاع هذه الجماهير.