يطمح المنتخب التونسي لإنهاء 20 عاما من الانتظار من أجل ارتقاء منصة التتويج في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، حينما يشارك في النسخة القادمة للمسابقة القارية في كوت ديفوار.
وجاءت مشاركة منتخب تونس اللافتة في نهائيات كأس العالم الأخيرة، التي أقيمت بقطر عام 2022، لترفع من سقف طموحات جماهير منتخب "نسور قرطاج" للتحليق بعيداً في أمم أفريقيا المقبلة، التي تقام في الفترة من 13 يناير حتى 11 فبراير 2024.
وكان المنتخب التونسي قريبا من اجتياز مرحلة المجموعات والصعود للأدوار الإقصائية للمونديال للمرة الأولى في تاريخه، بالمونديال القطري، الذي شهد تعادله سلبياً مع منتخب الدنمارك، وفوزه التاريخي 1-0 على نظيره الفرنسي، بطل العالم آنذاك، غير أن خسارته المباغتة أمام منتخب أستراليا حالت دون تمكنه من المضي قدماً في العُرس العالمي الكبير.
وساهم الظهور الجيد للمنتخب التونسي في المونديال إلى تجديد الثقة في المدير الفني الوطني جلال القادري، الذي يقود الفريق في أمم أفريقيا 2023، حيث يسعى لمنح تونس لقبها الثاني في البطولة بعد تتويجها بالنسخة التي استضافتها على ملاعبها عام 2004.
وأوقعت قرعة مرحلة المجموعات في البطولة القارية منتخب تونس في المجموعة الخامسة، التي تضم منتخبات جنوب أفريقيا وناميبيا ومالي.
وسيعيد لقاء المنتخب التونسي مع نظيره الجنوب أفريقي ذكريات مباراتهما الأولى في أمم أفريقيا، عندما التقيا في نهائي المسابقة عام 1996، عندما توج منتخب (الأولاد) بلقبه الوحيد بالبطولة، التي استضافها في ذلك الوقت، عقب فوزه 2-0 على "نسور قرطاج".
وتجدد الموعد بين المنتخبين في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بنسخة عام 2000، التي حسمتها جنوب أفريقيا أيضاً بركلات الترجيح، قبل أن تميل الكفة للمنتخب التونسي في آخر مواجهتين بينهما بأمم أفريقيا، عقب فوزه على جنوب أفريقيا بمرحلة المجموعات لنسختي 2006 و2008.
كما سيكون منتخب تونس على موعد "معتاد" مع منتخب مالي في أمم أفريقيا للمرة الرابعة في البطولة وللنسخة الثالثة على التوالي، حيث يبحث عن تحقيق فوزه الأول على المنتخب القادم من غرب أفريقيا في البطولة، بعدما خسر أمامه مرتين وتعادل في لقاء وحيد.
ورغم ذلك، كان المنتخب المالي هو بوابة نظيره التونسي نحو الصعود لمونديال قطر في آخر مواجهة جرت بينهما، بعدما فاز التونسيون 1-0 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بالدور النهائي للتصفيات الأفريقية المؤهلة للبطولة في مارس 2022.
في المقابل، تعتبر مواجهة تونس وناميبيا هي الأولى بينهما في أمم أفريقيا، كما أنها ستعد أول لقاء رسمي بينهما منذ مباراتيهما في تصفيات مونديال 1998، اللتين فاز بهما المنتخب التونسي.
ويشارك منتخب تونس في أمم أفريقيا للمرة الـ21 في تاريخه والـ16 على التوالي، حيث عزز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات ظهوراً في نسخ متتالية بالبطولة، بعدما تصدر ترتيب مجموعته بالتصفيات المؤهلة للمسابقة، التي ضمت منتخبات غينيا الاستوائية، وبوتسوانا وليبيا.
وحصد المنتخب التونسي 13 نقطة في مشواره بالمجموعة العاشرة للتصفيات، عقب تحقيقه 4 انتصارات، مقابل تعادل وخسارة وحيدة، وأحرز لاعبوه 11 هدفاً واستقبلت شباكه هدفاً وحيداً، ويتصدر يوسف المساكني قائمة هدافي الفريق بالتصفيات برصيد 5 أهداف.
وحافظ منتخب تونس على مقعده الدائم في أمم أفريقيا منذ مشاركته في النسخة التي استضافها عام 1994، حيث ظل دائم الظهور على الأقل في دور الثمانية خلال النسخ الأربع الأخيرة.
ويعتمد القادري في قائمته التي اختارها للبطولة على مزيج من اللاعبين المحترفين خارج تونس، والذين يبلغ عددهم 19 لاعباً، ومجموعة من اللاعبين الناشطين بالدوري المحلي، والذين يبلغ عددهم 8 لاعبين.
ويأتي على رأس القائمة التونسية في البطولة، النجم المخضرم يوسف المساكني، لاعب العربي القطري، وقائد المنتخب التونسي، الذي أحرز 22 هدفاً في 97 مباراة دولية لعبها مع الفريق.
كما ضمت القائمة أيضاً، الظهير الأيسر المحنك علي معلول، لاعب الأهلي المصري، ومحمد علي بن رمضان، لاعب وسط فرينكفاروش المجري، وإلياس السخيري، نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني، ونعيم السليتي، مهاجم الدحيل القطري، وياسين مرياح، مدافع الترجي التونسي.
في المقابل، كان حنبعل المجبري، لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، أبرز الغائبين عن الفريق في المسابقة، حيث أرجع غيابه لعدم جهوزيته الكاملة للبطولة، موضحاً أنه تقدم باعتذار للقادري.
ويمتلك منتخب تونس، الذي يحتل المركز الـ28 عالمياً والثالث أفريقياً، في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، سجلاً حافلاً في أمم أفريقيا، حيث خاض 80 مباراة خلال مشاركاته السابقة في المسابقة، حقق خلالها 25 فوزاً و29 تعادلاً، وتلقى 26 خسارة، وسجل لاعبوه 99 هدفاً، واستقبلت شباكه 94 هدفاً.
واكتسب المنتخب التونسي قوة دفع جيدة قبل مشاركته في النسخة المقبلة بأمم أفريقيا، عقب فوزه 4-0 على ضيفه منتخب ساوتومي وبرنسيب، و1-0 على مضيفه منتخب مالاوي، في نوفمبر الماضي، بأول جولتين في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، ليتصدر ترتيب المجموعة الثامنة محققاً العلامة الكاملة حتى الآن.
وعلى الصعيد التاريخي، تأسس الاتحاد التونسي لكرة القدم عام 1957، وانضم إلى "فيفا" والاتحاد الأفريقي للعبة "كاف" عام 1960، وخاض منتخب تونس لقاءه الدولي الأول ضد نظيره الليبي في يونيو 1957، حيث تغلب عليه 4-2.
وحقق منتخب تونس انتصاره الأكبر على منتخب تايوان بنتيجة 8-1 في أغسطس 1960، بينما فاز 7-0 على كل من توغو ومالاوي وجيبوتي أعوام 2000 و2005 و2015 على الترتيب.
وتكبد المنتخب التونسي هزيمته الأثقل على يد منتخب المجر، الذي خسر أمامه 1-10 في يوليو 1960.
ويتصدر المدافع المعتزل راضي الجعايدي قائمة أكثر اللاعبين خوضاً للقاءات الدولية مع منتخب تونس برصيد 105 مباريات، بينما يتربع المهاجم السابق عصام جمعة على قمة ترتيب الهدافين التاريخيين للفريق برصيد 36 هدفاً.
وشارك منتخب تونس في كأس العالم أعوام 1978 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022، حيث لعب 18 مباراة في المونديال، حقق خلالها 3 انتصارات و5 تعادلات وتلقى 10 هزائم، وأحرز لاعبوه 14 هدفاً، وسكنت شباكه 26 هدفاً.
كما سجل المنتخب التونسي ظهوراً وحيداً في كأس القارات خلال نسخة عام 2005، التي نظمتها ألمانيا، لكنه ودعها مبكراً من الدور الأول، عقب تحقيقه فوزاً وحيداً على أستراليا وتلقيه خسارتين أمام ألمانيا والأرجنتين.
وبخلاف فوزه بأمم أفريقيا 2004، حقق منتخب تونس العديد من الألقاب الأخرى، حيث نال لقب أمم أفريقيا للمحليين عام 2011، وكأس العرب عام 1963، ونال ذهبية منافسات كرة القدم بألعاب البحر المتوسط عام 2001.
تبلغ القيمة التسويقية لمنتخب تونس 93ر59 مليون يورو، وفقاً لموقع ترانسفير ماركت العالمي، المتخصص في القيم التسويقية للاعبي كرة القدم في العالم، حيث يتصدر السخيري قائمة أعلى اللاعبين قيمة تسويقية بـ13 مليون يورو.
ويلعب منتخب تونس مبارياته الثلاث في مرحلة المجموعات بمدينة كورهوجو الإيفوارية، حيث يفتتح لقاءاته في البطولة بمواجهة منتخب ناميبيا في 16 يناير الجاري، قبل أن يلعب مع مالي بعدها بأربعة أيام، ثم يختتم مواجهاته بلقاء جنوب أفريقيا في 24 من الشهر ذاته.