ينظر إلى المنتخب الهولندي باعتباره ركيزة أساسية من كل نسخ المونديال الكروي، وإن غاب بشكل مفاجئ عن منافسات كأس العالم FIFA روسيا ٢٠١٨، ولكنه يعود هذه المرة تحت إمرة المدرب لويس فان جال، مجددًا، الذي قاد الطواحين البرتقالية للمركز الثالث في البرازيل ٢٠١٤.
ورغم أن الفريق يضمّ في صفوفه مجموعة من الأسماء التي تألقت في المشوار المشرف في البطولة قبل ثماني سنوات، إلا أن عناصر فان جال هم في جلّهم لاعبون لم يسبق أن خاضوا العرس الكروي العالمي سابقًا.
يتقدم صفوف المنتخب الهولندي لاعب قلب الدفاع فيرجيل فان دايك، وصانع الألعاب المخضرم فرينكي دي يونج، اللذين كانا أساسيين في تصدر منتخب هولندا لترتيب المجموعة في التصفيات الأوروبية، والسقوط في مباراة واحدة من أصل ١٠، والنجاح في اجتياز خصوم أشداء مثل تركيا والنرويج، وهو ما يجعل كتيبة فان جال تتجه إلى قطر ٢٠٢٢ كأحد المنتخبات الأفضل عدة وعتادًا بعد ست مباريات متتالية خاضها في دوري الأمم الأوروبية دون أن يتذوق مرارة الهزيمة في أي منها وشملت فوزين في الذهاب والإياب على بلجيكا وويلز.
يُذكر أن المرة الأخيرة التي تعرّض فيها المنتخب الهولندي للسقوط يعود تاريخها إلى ٢٧ يونيو ٢٠٢١، وكان ذلك على يد جمهورية التشيك في ثُمن نهائي كأس الأمم الأوروبية UEFA.
مباريات المنتخب الهولندي في المجموعة الأولى
السنغال – هولندا (٢١ نوفمبر، ١٩:٠٠ بالتوقيت المحلي، استاد الثمامة)
هولندا – الإكوادور (٢٥ نوفمبر، ١٩:٠٠ بالتوقيت المحلي، استاد خليفة الدولي)
هولندا – قطر (٢٩ نوفمبر، ١٨:٠٠ بالتوقيت المحلي، استاد البيت)
الفلسفة التدريبية لـ فان جال
ينخرط فان جال في عالم التدريب على أعلى المستويات منذ ثلاثة عقود، ويتبنى فلسفة كروية مباشرة وجدية جدًا، إذ يشتهر ببناء فرق تعتمد على المهارات الدفاعية والقوة التكتيكية، وجرت العادة أن يتبنى تشكيلة ٤-٣-٣، إلا أن ذلك تغير في السنوات الأخيرة على حساب تشكيلة ٣-٤-١-٢.
وكان الاتحاد الهولندي قد لجأ إلى خدماته، للمرة الثالثة في تاريخه، في أغسطس ٢٠٢١ عقب الإقصاء المبكر من كأس الأمم الأوروبية.
وسيكون ابن الحادية والسبعين، الذي أعلن في ربيع هذا العام تلقيه العلاج من سرطان البروستات، من المدربين الأكثر خبرة في قطر ٢٠٢٢
أبرز اللاعبين: فرينكي دي يونج
بفضل خدمات دي يونج، يمتلك المنتخب الهولندي أحد أكثر لاعبي خط الوسط صبرًا وأناقة في التعامل مع الكرة، هذا إلى جانب قدرة ابن الخامسة والعشرين على اتخاذ القرارات الصحيحة داخل المستطيل الأخضر.
عادة ما يكون دي يونج هو أول من يستلم الكرة من خط الدفاع لإيصالها إلى المهاجمين إما من خلال التقدم للأمام بمفرده أو إرسال تمريرات متقنة إلى كافة الاتجاهات، وهو ما يجعل خريج أكاديمية أياكس هذا خطرًا محدقًا دومًا بمرمى الخصوم، خصوصًا بالنظر إلى استحواذه على الكرة لمسافة طويلة والتغلب على المدافعين في النزالات الفردية.
ويبدو أن حظوظ كتيبة فان جال بقطع أشواط كبيرة في قطر ستعتمد بدرجة كبيرة على تألق ولياقة دي يونج في أرض الملعب.
لاعب تحت الضوء: كودي جاكبو
يندر أن يكون لاعبو الجناح طوال القامة، لكن هذا تمامًا هو ما يجلبه جابكو إلى أرض الملعب، فقد أذهل نجم أيندهوفن طويل القامة (١.٨٧ متر) نخبة الأندية الأوروبية على مدى السنتين الماضيتين بأسلوب لعبه القائم على الهجوم والمواجهة المباشرة، خصوصًا من الجهة اليسرى.
كل ذلك جعله ينال لقب "أفضل لاعب هولندي" لموسم ٢٠٢١/٢٠٢٢، بينما سجل ثلاثة أهداف لصالح المنتخب منذ ظهوره معه للمرة الأولى في كأس الأمم الأوروبية UEFA ٢٠٢٠، أحدها كان هدف الفوز على بولندا في دوري الأمم الأوروبية UEFA في سبتمبر ٢٠٢٢، وسيتجه إلى قطر كأحد أبرز شاغلي مركز رأس الحربة في أوروبا.
ورغم أن التشكيلة التي يعتمدها فان جال (٣-٤-١-٢) لا تناسب كثيرًا ما اعتاد عليه جابكو في صفوف أيندهوفن، إلا أنه أثبت قدرته على الاضطلاع بمركز صانع الألعاب.
سِجل هولندا في كأس العالم
شارك المنتخب الهولندي ١٠ مرات في كأس العالم، كان أحدثها في البرازيل ٢٠١٤، ونجح بتجاوز الدور الأول في جميعها، بينما يُشهد للفريق خوضه لأكبر عدد من المباريات النهائية دون رفع الكأس الغالية، إذ تعثّرت الطواحين في موقعة الحسم أعوام ١٩٧٤ و١٩٧٨ و٢٠١٠ أمام منتخبات ألمانيا الغربية والأرجنتين وإسبانيا تباعًا.