لو كنت مكان صناع القرار في النادي الأهلي لوافقت على بيع عقد الموهوب مؤمن زكريا المعار حالياً إلى أهلي جدة وفق شروط مالية محددة، استثماراً للطفرة الفنية الكبيرة التي يعيشها اللاعب الذي سجل 3 أهداف في أول 54 دقيقة شارك بها في الملاعب السعودية، وبات أحد الأركان الأساسية للفريق السعودي الباحث عن استعادة أمجاده.
المعلومات المؤكدة التي أعرفها أن مسؤولي النادي السعودي عرضوا 45 مليون جنيه (2.5 مليون دولار) للحصول على خدمات اللاعب الذي سيكمل عامه الثلاثين في شهر ابريل المقبل، وأكاد أجزم أنهم سيرفعون المبلغ إلى 60 مليون جنيه إذا وجدوا المرونة وفتحت الأبواب أمامهم، لكن الرسالة التي وصلتهم بوضوح أن حسام البدري يريد عودة مؤمن بعد نهاية اعارته مباشرة لأنه سيكون أحد أعمدة القائمة الافريقية.
ربما تكون الرسالة أحد خطوات التفاوض لإدارة تعاقدات خبيرة يقودها المحنك المهندس عدلي القيعي، لكن من المهم "الضرب على الحديد وهو ساخن" ففرصة توهج مؤمن زكريا الآن أكثر من أي وقت.. حيث يفتقد الفريق السعودي هدافه الأول عمر السومة الذي أقام الدنيا ولم يقعدها واحتكر لقب هداف الدوري السعودي 3 سنوات متتالية، والذي سيعود للملاعب في غضون شهرين عقب تعافيه من الإصابة.
يستطيع الأهلي أن يطلب 5 مليون دولار مقابل الاستغناء عن مؤمن ( ما يقارب من 100 مليون) ويمكنه أن يحقق مكاسب كبيرة على صعيد الاستثمار الذي استعاد عافيته مع إدارة الأسطورة محمود الخطيب، ويستطيع إعادة تدوير هذا المبلغ وغيره من الصفقات الناجحة لدعم فريق القرن الافريقي وتعزيز قدراته كأكثر الأندية العربية شعبية، ويمكنه أن يذهب بعيداً جداً لو تعامل بمثل هذه العقلية الاحترافية التي تغيب عن أكثر الأندية المصرية.
أتركوا شعارات عصر الهواية التي رفعناها سنوات "لن نبيع.. لن نفرط" أقلبوا الصفحة وانسوا الكلام العاطفي الذي أغرقنا في المحلية ولا تنظروا تحت أقدامكم.. العالم يتغير والكل يتحدث بلغة الاحتراف والمنافع، انظروا كيف هيمنت الفرق الإنجليزية التي تتمتع بمرونة كبيرة في تحرك لاعبيها على قائمة الأندية الأغنى في العالم، وجاءت 9 منها بين أغنى 20 ناديا في شتى أنحاء المعمورة، استنسخوا تجربة مانشستر يونايتد الذي يحقق مداخيل سنوية تزيد عن 14 مليار جنيه (581.2 مليون جنيه استرليني(.
الأهلي الذي يستحوذ على قلوب المصريين والعرب، لم يتأثر بإعارة 7 لاعبين في الميركاتو الشتوي بينهم مؤمن زكريا.. ولن يهتز لو ذهب فريقاً كاملاً.. الكبار لا يتثاءبون أبداً.