ارتفعت حصيلة ضحايا أعمال شغب وقعت عقب مباراة كرة قدم في جزيرة جاوة الإندونيسية نتيجة اقتحام المشجعين الملعب بسبب خسارة فريقهم إلى 174 قتيلا إضافة لعشرات المصابين، وفقا لما أعلنته مصادر رسمية اليوم الأحد.
وأعلن نائب حاكم جاوة الشرقية، إميل دارداك، في تصريحات للصحفيين ارتفاع حصيلة القتلى جراء الاشتباكات العنيفة بين المشجعين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع عقب المباراة التي أقيمت مساء السبت في ملعب "كانجوروهان" في مدينة مالانج.
وبدأت أعمال الشغب عندما اقتحم نحو 3 آلاف من مشجعي فريق أريما بريسبايا الملعب بعد خسارته أمام سورابايا بنتيجة 2-3 وبدأوا في مهاجمة اللاعبين مما أدى إلى وقوع اشتباكات مع قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.
وكانت السلطات الإندونيسية قد أفادت في البداية بمقتل 127 شخصا بينهم شرطيان وإصابة 180 شخصا.
وقال رئيس شرطة جاوة الشرقية نيكو أفينتا، في مؤتمر صحفي إن 24 شخصا لقوا حتفهم داخل الملعب، بينما توفي باقي الضحايا في المستشفى.
وتسببت أعمال الشغب أيضا في إصابة 180 شخصا على الأقل جرى نقلهم إلى مستشفيات مختلفة بالمنطقة.
وأوضح أفينتا أن غالبية القتلى سقطوا بسبب تدافع المشجعين الذين كانوا يحاولون الفرار من أعمال الشغب التي أصيب فيها الكثيرون بالاختناق.
ومن ناحيته، أكد وزير الرياضة زين الدين أمالي، في تصريحات لوكالة (كومباس) بأنه سيعيد تقييم الأمن في مباريات كرة القدم ولا يستبعد احتمالية حظر حضور الجمهور في الملاعب.
وصرح وزير الأمن في البلاد محمد محفوظ في منشور على (إنستجرام) أن الحكومة "أجرت وستواصل إدخال تحسينات" في إقامة مباريات كرة القدم.
وأشار محفوظ أيضا إلى أن الملعب تجاوز على الأرجح طاقته الاستيعابية، حيث تم بيع حوالي 4000 تذكرة بما يتجاوز طاقته.
وانتقدت بعض الجهات الدولية استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع ودعت منظمة العفو الدولية السلطات الإندونيسية إلى إجراء "تحقيق سريع وشامل ومستقل عن استخدام الغاز المسيل للدموع في الملعب".
وشددت المنظمة على أنه "لا ينبغي إطلاق الغاز المسيل للدموع في الأماكن الضيقة" بسبب ارتفاع مستوى الخطر، وذكرت بأن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأمنية تحظر استخدامه.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية عثمان حامد بإندونيسيا في بيان "يجب استخدام الغاز المسيل للدموع فقط لتفريق الحشود عندما يكون هناك عنف واسع النطاق وعندما تفشل الطرق الأخرى. يجب تحذير الناس من استخدام الغاز المسيل للدموع والسماح لهم بالتفرق".
وعقب الكارثة التي تعد من أكثر المآسي دموية في تاريخ كرة القدم العالمي، تم تعليق دوري كرة القدم الإندونيسي.
وقال رئيس اتحاد كرة القدم الإندونيسي محمد إرياوان، في بيان "يأسف الاتحاد لتصرفات مشجعي أريما في ملعب كانجوروهان. نعتذر لأسر الضحايا وللجميع على الحادث".
وأوضح "شكل الاتحاد على الفور فريق تحقيق"، مبرزا أن الحادث "يلطخ صورة كرة القدم الإندونيسية".