أمس الأول كنت فى النادى الأهلى وحين هاتفت الصديق جمال جبر مدير المركز الاعلامى دعانى: تعالى معانا هنا خالد العشري وبيسأل عليك.. بلغته سلامى وقلت له : جاى له بعد قليل..وللأسف لما انتهيت من جلسة مع صديق كان خالد قد غادر النادى وكنت اود مناقشته فى مقالة أخيرة له بجريدته المساء التى يعمل مديرا للتحرير فيها ، وأرسلها لى عبر واتس اب ، وارجأت الاتصال به لكن لم تمر غير ساعتين فقط تقريبا حتى جاءنى صوت جمال جبر باكيا : خالد العشري تعيش انت..لا حول ولا قوة الا بالله.. رجع من النادى ونام فى بيته ساعة واحدة قبل التوجه لعمله المسائي لتوقظه السيدة حرمه..لكنه لم يستيقظ..مات خالد العشري ..ومعه ماتت اشياء كثيرة حلوة وذكريات طيبة فى مشوار طويل مشترك منذ تصادقنا قبل أكثر من ربع قرن فى مهنة البحث عن المشاكل..
قصيرة هى الدنيا مهما طالت.. ولا تستأهل ابدا صراع الناس وتشاحنهم دون أن يتذكروا لحظة النهاية ولقاء وجه كريم..
كان خالد العشري حسن العشرة والسمعة واذكر أننا ترافقنا فى صيف ١٩٩٤ فى رحلة بباريس لتغطية دورة الالعاب الفرانكفونية وكنا فى غرفة واحدة ومنذئذ لا تغيب عنى كلماته وطقوسه وكلمات حسن ظنه بالناس..كان يشكو لك من تشاحن زملاء او صراعات البشر ثم يفضى الى حسن الظن بالجميع..لم يكن خالد أبدا سئ الظن بأحد ورغم أن قسوة ظروف الحياة كانت تبدو ضاغطة عليه الا أنه احتفظ بنقاء قلمه وطيب سمعته المهنية والسلوكية..خالد العشري لم ينجرف او ينحرف يوما بل كان شديد الحساسية فى الحفاظ على اسمه وصورته وسمعته..كان ثالثنا الصديق المشترك أحمد سعد أبوزيد الذى زامل العشري فى جريدة الكورة والملاعب والتى تكون فيها العشري صحفيا متميزا تحت قيادة الاستاذ حمدى النحاس رحمة الله عليه والذى كان كثيرا ما يداعبنى بلطف شديد كلما زرتهم بالجريدة وشاهدنا سويا : انتم لايقين على بعض اوى .. يمكن علشان اهلاوية..!
رحل احمد ابوزيد فجأة من عامين بفاجعة أدمتنى والعشري بعمق وكنت كلما التقيته طلب الفاتحة والترحم على أحمد. والأطمئنان على اولاده ...كان يقول لى : يا اخى وحشنا احمد سعد بجد..وكأن روحه كانت تناديه..
مات خالد العشري..والموت علينا حق .. اللهم لا اعتراض ..وبقيت سمعته وأخلاقه وماثره ميراثا طيبا لأبنائه عمر ويوسف واية يفخرون به ويعيشون على خطاه
عاش خالد العشري نقيا تقيا..وغادر دنيا لا تستأهل..واستأذنك يا صاحبي فى الاكتفاء بهذه السطور مع انك تستحق الكثير والكثير ولكن لعلى ألحق بصلاة الجنازة مادمت لم ألحق بلقائك الأخير..فى دنيا فانية ولا تستأهل..ألف رحمة ونور على روحك الطاهرة..
تنسر بالتزامن مع جريدة الأخبار