اكد الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية أن قرار رئيس الإتحاد الأفريقي للرجبي بإستضافة فرنسا للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم للرجبي هو قرار خاطئ ورسالة مزعجة للغاية لكل الأفارقة.
وقال ميتشل أوبي رئيس الاتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في بيان عبر الموقع الرسمي للإتحاد الدولي للصحافة الرياضية :"أعتقد بأن القرار الذي اتخذه رئيس الاتحاد الأفريقي للرجبي لاستضافة التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم للرجبي في فرنسا بدلاً من إبقائها في القارة الأفريقية قرار خاطئ تمامًا ويرسل رسالة مزعجة للغاية لكل الأفارقة، وخاصة جمهور الشباب ومجتمع الرجبي الصاعد في القارة".
وأضاف:" سيسأل الناس أنفسهم بحق عن سبب إبعاد أكثر بطولات الرجبي شهرة في القارة ولعبها في أوروبا في حين أن هناك الكثير من المواقع البديلة داخل إفريقيا المجهزة بصورة جيدة لاستضافة مثل هذه البطولات..لا يؤدي لعب البطولة في فرنسا إلى حرمان الجماهير الأفريقية من مشاهدة لعبة الرجبي ذات المستوى العالمي على أعتاب منازلهم فحسب بل إنه سيحرم الاقتصاديات المحلية من الدخل الذي تحتاج إليه بشدة من تنظيم حدث رفيع المستوى مثل هذا الحدث كان من شأنه أن يحرك قطاعي السياحة والضيافة ويزيد من الظهور الدولي والاستثمار".
وأوضح: "علاوة علي ذلك.. لن تكون دولة فرنسا ككل هي التي تستضيف هذه البطولة الأفريقية الحيوية؛ بل ستقام بطولة كأس الرجبي الأفريقية 2022 في إقليم منطقة سود (المنطقة الجنوبية) وهي المنطقة التي تحتل المرتبة السابعة في الترتيب فيما بين المناطق الفرنسية من حيث التعداد السكني كما أنها تعتبر المنطقة الأبعد عن العاصمة الفرنسية باريس..سيتم لعب المباريات في آكس أون بروفانس ومرسيليا - المدينة التي تعد القلب النابض لمشهد كرة القدم في فرنسا ، لكنها بالكاد معروفة بحبها للرجبي".
وتابع: "كان حفل مراسم التوقيع للإعلان عن إرساء حق تنظيم البطولة على إقليم سود دليلاً جيداً على مدى ضآلة هذه البطولة في أذهان مسئولي الرياضة..كان من أبرز الغائبين عن حضور مراسم الإعلان هذه كلاً من وزير الرياضة الفرنسي وكذلك رئيس اتحاد الرجبي الفرنسي. وبدلاً من ذلك ، كان كبار الشخصيات التي حضرت في هذه الاحتفالية متمثلة في كل من رئيس "منطقة الجنوب" وعمدة آكس أون بروفانس والتي تعتبر بلدة يبلغ تعداد سكانها 143 ألف مشجع لكرة القدم".
وشدد:"تقلصت بطولة كأس أفريقيا للجبي من احتفالية للقارة بأكملها لكي تصبح بمثابة حدث إقليمي غير مرغوب فيه يتم تنظيمه في مكان بعيد وناء يفتقر إلى لون وسحر المضيف المرحب بالسادة الحضور".
وقال ميتشل أوبي:" إنه لأمر محبط وغير داعم للاعبي وعشاق الرجبي الأفريقي. وفي أسوأ الأحوال، إنها لإهانة للقارة الأفريقية بأكملها حيث إنه يعزز الصور النمطية التي لا تزال تعاني منها إفريقيا في وسائل الإعلام الغربية؛ ولذلك فمن المخيب للآمال بشكل لا يصدق أن يختار رئيس رياضة الرجبي إفريقيا - وهو أفريقي نفسه – اتباع هذا المسار..ويتمثل السبب الرئيسي الذي قدمه رئيس الاتحاد الأفريقي للرجبي لتبرير قراره لاستضافة المنافسات في فرنسا بدلا من أفريقيا فهو يبدو موجوداً في مركز "الوسيط" والرؤية مع وجود حجة هي أن الأحداث المستضافة في أفريقيا تعتبر أقل من حيث الوصول إليها من الجماهير والمشاهدين الدوليين".
وأضاف: "يحتاج المرء فقط إلى النظر إلى بعض الأحداث التي يتم استضافتها بالفعل في أفريقيا لرؤية واكتشاف مدى سخافة هذه الحجة. في الحقيقة ، العكس هو الصحيح حيث أن المزيد من الأحداث الرياضية الدولية تتجه أكثر من أي وقت مضى إلى أفريقيا لاستضافتها..يبدو أن السبب الرئيسي الذي قدمه لقراره باستضافة فعاليات هذه البطولة في فرنسا بدلاً من إفريقيا يتمحور حول الوساطة والرؤية".
واوضح: "حتى أن اللجنة الأولمبية الدولية قادمة إلى إفريقيا حيث ستقام دورة الألعاب الأولمبية للشباب في السنغال في عام 2026 - وهي المرة الأولى التي تقام فيها أي مسابقة أولمبية في القارة".
وتابع:"على مدى السنوات الخمس المقبلة، ستستضيف إفريقيا مجموعة زاخرة من الأحداث الرياضية الدولية المرموقة مثل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الرابعة للشباب (داكار ، السنغال 2026) ، وبطولة كأس العالم للدراجات على الطرق (رواندا 2025) وكأس العالم للكريكيت (جنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي 2027) ، ودورة الألعاب الفرانكفونية (كينشاسا جمهورية الكونغو الديمقراطية 2023) ، وكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم (كوت ديفوار 2023) ودورة الألعاب الأفريقية (أكرا ، غانا 2023) ،و دورة الألعاب الأفريقية الشاطئية (تونس 2023) ،وكأس العالم لكرة الشبكة (جنوب إفريقيا 2026) ، والبطولة الأفريقية الثانية والعشرون لألعاب القوى للكبار (موريشيوس 2022) ، ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط (الجزائر 2022)".
وقال: "سيشارك 3650 رياضيًا في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط هذا العام في الجزائر بينما سيشارك أقل من 200 رياضي في كأس الأمم الأفريقية للرجبي. ولذلك، فمن الواضح أن هذا الأمر لا يتعلق بالمقياس أو اللوجستيات أو بالبنية التحتية".
وأضاف: "إن أي شخص يشير إلى أن أفريقيا "ليست مستعدة" أو أنها غير مناسبة بطريقة ما لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية الكبرى يعزز الصور النمطية الاستعمارية القديمة عن الغطرسة والاستحقاق. إنها لفكرة مضحكة. لقد تحرك العالم إلى الأمام ويعرف الوعد الذي تحمله أفريقيا باعتبارها مستضيفًا مناسبًا للأحداث والبطولات".
واوضح: "بصفتنا الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في إفريقيا، فإن لدينا مخاوف خاصة بشأن قدرة الصحفيين الرياضيين الأفارقة للوصول إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجبي وتغطيتها بشكل فعال في مثل هذا الموقع البعيد. ولقد تواصلنا بشكل عاجل مع المسئولين عن الرجبي في الاتحاد الأفريقي للرجبي والاتحاد الدولي للرجبي لسؤالهم والاستفسار منهم عما يتم فعله لمساعدتهم في تأمين التأشيرات ورحلات الطيران والإقامة".
وتابع:"بصفتها الهيئة الحاكمة والأمناء على والمسئولين عن هذه الرياضة، يمكن للاتحاد الدولي للرجبي كما يتعين عليه التدخل في قرار الاتحاد الأفريقي للرجبي بخصوص استضافة بطولة أفريقية في قارة مختلفة. وبحلول عام 2050 ، سيكون ربع سكان العالم من الأفارقة وستنمو الرياضة بشكل أسرع هنا عن أي مكان آخر. تعتبر أفريقيا هي مستقبل الرجبي العالمي. وهي بحاجة إلى الحماية - بما في ذلك من رئيس الاتحاد الأفريقي للرجبي إذا لزم الأمر".
وقال: "للأسف، لم يكن قرار منح استضافة كأس أفريقيا للرجبي 2022 لمنطقة إقليمية في فرنسا ولم يتم أبدًا اتخاذه من خلال مراعاة أفضل المصالح الأفريقية للرجبي.. إنه لمن المؤسف بصدق أن يتم اتخاذ هذا القرار البائس والمخزي من قبل قيادة رياضة الرجبي في أفريقيا دون القيام بإجراء المشاورات الواجبة مع أصحاب المصالح الرئيسيين والشركاء الرئيسيين الذين قاموا ببذل جهود مضنية على مر السنين لإضافة قيمة إلى نمو اللعبة في القارة. هنا نتذكر الافتقار إلى الوصول والتشاور الحيوي مع الراعي الرسمي الرئيسي لرياضة الرجبي (ايه بي أو جروب) والذي من الواضح أن مؤسسه ورئيسه ، نيكولاس بومبينيه-موجنارد في حيرة من قراره دون الحصول على الدعم والتأييد حتى من أي متحمسين بشدة لهذه الرياضة".
وأضاف: "آمل بصدق ألا يفقد هؤلاء الشركاء المميزون شهيتهم لتقوية ودعم اللعبة والارتقاء بها على الرغم من هذا التصحيح الخاطئ".
واوضح:" عائلة الصحفيين الرياضيين بأكملها في جميع أنحاء القارة الأفريقية وكل المهتمين بشغف بصحة ونمو لعبة الرجبي في القارة يصرون على ضرورة إحضار الكأس الذهبية والاحتفاظ بها في الوطن حيث تنتمي حقًا وتجد بريقها".
وطالب رئيس الإتحاد الأفريقي للصحافة الرياضية من رئيس الاتحاد الأفريقي للرجبي السيد بابو القيام بتغيير قراره بصورة عاجلة ودون تأخير وأن ينسى خيالاته في المقاطعات الفرنسية.