قبل أقل من 6 أشهر تقريباً.. صرخت بكل ما أملك من قوة عبر أحد البرامج التليفزيونية ومن خلال مقال في احدى الصحف المصرية.. مطالباً الكابيتانو حسام غالي أن يتمهل ولا يقبل عرض النصر السعودي مهما كانت الاغراءات المالية.. قلت هذا الكلام رغم معرفتي بالظروف المحيطة باللاعب ورغبته في كسر جمود العلاقة مع الكابتن حسام البدري بعد غيابه عن التشكيلة الأساسية في عدد من المباريات.
لم أتحدث من فراغ.. فعلى مدار عقدين من الزمن، عايشت خلالها الكرة السعودية وعرفت أدق تفاصيلها، أدركت أن النصر يصنع المشاكل ولا يقدم الحلول.. يذهب إليه اللاعبون من الباب الواسع تصحبهم زفة جماهيرية وفلاشات إعلامية ثم يخرجون من الباب الضيق تلاحقهم الأزمات.. وتكتمل الصورة بشكاوى وملاحقات في ردهات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
لقد اختصر النجم البرازيلي هيرناني القصة كلها حين منع أحد نجوم بلده من المجيء للفريق العاصمي السعودي، وقال بالنص:"إذا أردت أن تلعب في النصر.. عليك أن تنتظر عامان للحصول على مستحقاتك عبر الفيفا.. وربما تأتيك بالتقسيط".
أقول هذا الكلام بعد "الحرب النفسية" التي تعرض لها الكابيتانو هذا الأسبوع من إدارة النصر الجديدة برئاسة سلمان المالك، حيث أبلغوه برغبتهم في فك الارتباط، وفاجئوه أنه بات خارج حسابات المدرب الأرجنتيني جوستافو رغم مشاركته أساسياً في جميع المباريات السابقة، وزاد الطين بلة أنهم تعاقدوا مع لاعب في نفس مركزه وهو مازال يتدرب مع الفريق!
رفض غالي الرحيل قبل أن يحصل على مستحقاته ورواتبه المتأخرة، ومازال حتى هذه اللحظة يتدرب منفرداً ويعيش وضعاً نفسياً سيئاً في انتظار حل قضيته التي قد تستدعي تدخل إدارة الأهلي برئاسة الكابتن محمود الخطيب .. وأكثر ما أخشاه أن تضيع فترة الانتقالات الشتوية التي تنتهي الأربعاء 31 ديسمبر على النجم الكبير، رغم المعلومات التي تتحدث عن انتقاله إلى أحد أندية الوسط بالسعودية.
خسارة يا حسام.. ليست الطعنة الأولى.. فقد عشت ساعات عصيبة لا تنسى عام 2009 خلال رحلة احترافك الأولى مع نفس الفريق، كادت تأن تنسف تاريخك الرياضي، بعد أن أتهموك زوراً وبهتاناً بتناول المنشطات، وكنت قاب قوسين أو أدنى من ضياع مستقبلك، لكنهك تمسك بالأمل وأعطيت درساً مازال الجميع يتحدث عنه في الخليج، حين أرسلت أسرتك إلى مصر، وذهبت لتحليل العينة الثانية في ألمانيا لتؤكد للعالم كله برائتك وتنتصر على الصمت والقهر والظلم.. والغريب أن مسؤولي النصر وقفوا وقتها ـ كعادتهم ـ متفرجين!
كلي أمل أن يتدخل مسؤولو الرياضة السعودية المعروفون بحبهم للأهلي وأبناءه، وعلى رأسهم المستشار تركي آل الشيخ لمساعدة أحد صناع البهجة في كرة القدم المصرية لتجاوز هذه الأزمة.. وأتصور أن ذلك ليس ببعيد.
علي مسعود
مدير تحرير جريدة الرياضي السعودية