ربما كان من حسن الطالع او من رعاية المولى عز وجل للنادى الأهلى وقيمه وطموحه وجمهوره أن تشهد مباريات الفريق الأحمر خلال هذه الأيام خاصة فى شهرى ديسمبر ويناير ما يمكن ان تتكشف فيها ما عرفته الجماهير وايضا خبراء الكرة ب" شخصية الأهلى " بحيث تجد مدير الكرة سيد عبد الحفيظ يتحدث بعيد كل مباراة تقريبا عن ان شخصية الأهلى هى التى تدخلت وأحدثت الفارق وحولت نتائج هذه المباريات التى كثيرا ما شهدت خلال الأيام الأخيرة تأخر الأهلى او تعثره ثم تأتى الانتفاضة الحمراء منطلقة مما عرف بروح الفانلة الحمراء لتتحول النتائج وتتحقق البطولات وتسعد الجماهير..
مثل هذه التحولات الكبيرة وقدرة هذا الفريق على استدعاء مخزونه والاستعانة بسلاحه القوى المميز لا تتحقق الا فى وجود نوعية خاصة جدا من اللاعبين الذين يتحلون بسمات شخصية تتوفر فيها المواصفات الكافية لشخصية الاهلى وروح فانلته الحمراء..
هذه الشخصية التى استقرت تاريخيا شهرتها وقيمتها ومواصفاتها بحيث بات معروفا عن الأهلى اللاعب الذى يميزه وذاك الذى لا يناسبه، اصبحت هى المعيار المحدد فى انتقاء اللاعبين ..واذا كانت هناك صعوبة عملية فى استكشاف هذه السمات لدى اللاعبين الناشئين عند التحاقهم باختبارات ناد كبير ومختلف بحجم وقيمة الأهلى انتظارا لتنمية هذه السمات لدى الناشئ وزرعها فيه خلال مراحل تكوينه فى فرق النادى ورأينا كيف تغرس قيم الارادة ورفض الهزيمة وعدم الاستسلام والتحلى بارادة النصر والقتال لما بعد الانفاس الأخيرة فى زمن المباراة رغبة فى الفوز وسعيا له وتمسكا به وبكل قوة واصرار وتركيز حتى بات مدربو الناشئين يرفضون منح لاعبيهم مكافات او حتى كلمة اشادة عند تعادلهم فى أى مباراة حتى لز كانت امام الزمالك المنافس المباشر وذلك غرسا ورعاية وتنمية لشخصية الأهلى ،فان الأمر يبدو مختلفا بالنسبة للاعبين الذين يسعى الأهلى لتدعيم صفوفه بهم من خارج فرقه ويتم شراؤهم من انديتهم..
نقول أن تنامى الحديث عن شخصية الأهلى وبروز دورها وسماتها وخصائصها لاسيما فى المباريات الأخيرة التى جرت فى ظل برنامج زمنى مضغوط وبارتباطات متداخلة احتاجت قدرا هائلا من التركيز والانضباط السلوكى الموفر لصحة اللاعب وتفرغه لعمله وأيضا امتدت لظروف وتوقيتات هذه المباريات بحيث تقام فى ظل انتهاء المدة القانونية لعقود لاعبين يتعرضون باغراءات وكلام كثير عن الانتقالات وهنا يستوجب على هذا اللاعب المنتهية علاقته التعاقدية مع الأهلى العمل باخلاص وتركيز وتفرغ له وعدم الانسياق وراء اغراءات عروض الاحتراف من اندية وجهات اخرى وتحقيق الانتصارات دون اخلال او تفريط او تهاون او انشغال بمهام وعروض اخرى.. وترك كل شئ لوقته واوانه بفكر احترافى منضبط ومسئول وبشخصية تتفق وطبيعة الأهلى ونظامه..ولعل فى نموذج عبد الله السعيد وأحمد فتحى وحسام عاشور ما يبرهن ويدلل على هذه النوعية من لاعبين يتحلون فى الصميم وأصل التكوين بسمات شخصية الأهلى..
واذا كان هذا النوع من اللاعبين هو ما يحتاجه الأهلى ويجب ان يركز عليه وهو يتفاوض ويبحث وينقب عن عناصر يسد بهم فراغ طارئ او يعالج بهم قصورا استجد فان هناك نوعا من اللاعبين لا يجب ان يقع مسئولو الأهلى فى شرك التعاقد معه لمجرد اجادته فى مباراة او اشادة مدرب او وكيل به او ترويج سمسار او اعلامى له ..
الاندية الكبيرة وعلى رأسها الأهلى والزمالك كفاها من المقالب الكثيرة التى وقعت وشربتها طويلا من خلال ضم لاعبين غير مؤهلين لتمثيل فريق بطل وغير جادين فى تحمل المسئولية الاحترافية وغير منضطين فى سلوكهم العام حتى ام توفرت لهم وفيهم موهبة لعب الكرة..
اللاعب غير الجاد فى تعاملاته الاحترافية والذى لا يحمل القدر الكافى من تقدير قيمة واسم وطبيعة النادى الذى يمثله ..لا يجب ابدا الاهتمام به..
وكم اتمنى ان يزيد الصديق العزيز المهندس عدلى القيعي ومن قبله لجنة الكرة ثم الجهاز الفنى بالأعلى وكل من يشاركهم الرأى فى انتقاء اللاعبين المرشحين لارتداء الفانلة الحمراء من اختبارالسمات الشخصية والتأكد من انتماء اللاعب هذا للأهلى واستعداده للتضحية من أجل الدفاع عن ألوانه لأن فى هذا الجانب هو يحتاج لبذل المزيد والكثير والمختلف من الجهد والعرق والكفاح بل والقتال من أجل الأهلى وتفوقه وتميزه ورفض تراجعه وخسارته وان لم تتوفر هذه المواصفات والسمات الشخصية فلا جدوى ولا فائدة من مهارة او استعراض او ترويج اعلامى او شغل سماسرة..
هذا اللاعب غير الجاد وغير المنضبط وغير القادر على مراعاة قيمة ناديه ونوعيته وسمعته وشخصيته وجمهوره وسلوك ابنائه لا يجب ان يفوت جنب سور النادى.. ووفروا فلوسكم احسن لأنه غالبا سيرحل ببلاش ان اجلا او عاجلا ..فالأهلى لديه نوع من القدرة الذاتية الداخلية على الفرز السليم بحيث تجده تاريخيا طاردا لكل نوع لا يناسبه ومحتفظا فقط بكل من يليق به وجوده فيه. وراجعوا التاريخ جيدا..