الدورى إحلو ، وظهر مستوى معظم فرق المسابقة الكروية متقاربا وبتقدير مرتفع فى القوة والندية والتكافؤ .
ونتفق مع الكابتن شوقي غريب فى أن هذا يعتبر بداية الدور الثانى للمسابقة وليس الدور الأول باعتبار أن الموسم المنقضي الذى عاد بعد كورونا يعد تجهيزا واعدادا للموسم الجديد كما أنه لم يفصل بينهما غير بضعة أيام بدت وكأنها راحة بين الدورين، من هنا بدت معظم الفرق جاهزة فنيا وبدنيا ، وهو ما يحسب للجنة الخماسية باتحاد الكرة التى كانت قد أخذت على عاتقها مسئولية تنفيذ رؤية الدولة ورغبتها فى استكمال الموسم الكروى برغم كل التحديات والعراقيل ، لنصل بالمستوى الكروى للدرجة التى أهلت الأهلى والزمالك لنهائي دورى الأبطال وبيراميدز لنهائي الكونفيدرالية والاسماعيلي لنصف النهائى العربي وكلها مكاسب جاءت بسبب رؤية الدولة وانحيازاتها واضطلاع لجنة عمرو الجنايني بمسئولياتها.
وأصبح الآن من الجرم الحقيقي تفكير البعض أو ميله أو تدبيره لالغاء الدورى أو ارباك جدوله فى أى من درجاته فى ظل المستوى العام العالى للبطولة..
وفى الحقيقة باتت مباريات الدورى الممتاز جاذبة وتستمتع بمتابعة أداء فرق كثيرة حتى الجديد منها..يبهرك أداء وجرأة سيراميكا كليوباترا وكذلك البنك الأهلى ، والمصري مع على ماهر أصبح أقوى الاتحاد السكندرى مع حسام حسن زاد شراسة وقوة وسرعة وسموحة زاد تماسكه التكتيكي مع أحمد سامى ويحتاج الشيشبنى لقليل من الحظ حتى يستعيد أسوان الشكل الذى كان عليه مبهرا فى الأسابيع الأولى هذا الموسم.
ومع جرأة عدد غير قليل من المدربين الشبان فى تقديم كرة هجومية مميزة ، ظهر تطور كثير فى النواحى التكتيكية والهجومية وكان اللافت فى المباريات الأخيرة ظهور مدفعجية جدد وكثر واستقبلت الشباك أهدافا كثيرة من تسديدات بعيدة حلوة ومتقنة..وكأنه موسم الشويطة !
من زمان، والكرة المصرية تفتقد للمدفجية، برغم أهمية مهارة التسديد من بعيد ودورها فى حسم مباريات وفض تكتلات واحراز بطولات وكم عانت الفرق المصرية من غياب أصحاب هذه المهارة .. حتى جاء هذا الموسم لتجد لاعب الزمالك الموهوب امام عاشور يسجل لفريقه ثلاثة أهداف فى اخر مباراتين من تصويبات بعيدة ومتقنة، وليؤكد عاشور موهبته ، وسريعا يرد عليه حاوى الأهلى ومبدعه وليد سليمان بثلاثة أهداف فى اخر مباراتين كاشفا عن قدرات خفية لديه فى التصويب عن بعد بدقة وكفاءة ومباغتة..وليتصدر الأهلى والزمالك الدورى بدعم مباشر من الشويطة..
ولأنه ، كما يبدو ، موسم الشويطة فقد سجل للاسماعيلي لاعبه محمد صادق أحد أروع وأقوى اهداف الموسم بقذيفة بعيدة المدى ربما هى الأجمل حتى الآن، وقلده لاعب أسوان فادى فريد لاعب البنك الأهلى بقذيفة أخرى حققت التعادل لفريقه أمام سموحه ،وتكاد لا تمر مباراة لبيراميدز دون أن يبرهن صانع ألعابه عبد الله السعيد عن قدراته التصويبية العالية والدقيقة..
رائع أن يكون لدينا هذا التطور النوعى فى الأداء ، وأن يتجرأ اللاعبون على التصويب من مسافات بعيدة ، وهو ما يلفت نظر المدربين للاهتمام أكثر بالكشف عن مكنونات اللاعبين المهارية وتنمية وتطوير قدراتهم فمهارة التصويب من بعيد كما أنها تصدر من لاعبين لديهم قدرات بدنية مميزة خاصة فى قوة العضلات الثلاث السمانة والخلفية والأمامية التى تستخدم فى التصويب اضافة للوضع التشريحي المناسب لجسم اللاعب عند التسديد ودقة اختياره للتوقيت والمكان والتوجيه المناسب للتسديد، فإن هذه المهارة تحتاج من المدربين لعناية خاصة وتدريبات تخصصية كافية وممارسة تزيد من فاعلية وانتاج المدفعجية، فقد احتاجت الكرة المصرية وقتا طويلا حتى ترى ملاعبها مدفعجية من عينة الفناجيلي وأبوزيد وأبوالدهب وحمزة الجمل وغيرهم من الشويطة..
الدورى حلو..والندية موجودة واستمتاع الجماهير بمباريات فرق كثيرة بخلاف الأندية الكبيرة مؤشر جاد على تطور المسابقة وامكانية الارتقاء بقدراتها الفنية والتسويقية وتنمية عوائدها لكل أنديتها.. فقط تحتاج لمزيد من الحسم التحكيمي ومراقبة الفار ..ومن خلفه !
وحسنا فعلت اللجنة الثلاثية باتحاد الكرة بتحمل تكاليف توفير مصل اللقاح ضد كورونا لجميع فرق المسابقة ودرجاتها..
حفظ الله مصر وكل ابنائها.