واصل النجم الدولي المصري محمد صلاح إبداعه مع فريقه ليفربول الإنجليزي لكرة القدم في عام 2020، ليسير على نهج أعوامه السابقة في مسيرته الحافلة مع الفريق الأحمر.
وبعدما توج بالعديد من الألقاب والجوائز منذ انضمامه إلى ليفربول قادما من روما الإيطالي في يونيو عام 2017، فقد حمل عام 2020 البشرى لصلاح بعدما توج لأول مرة مع الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2019 / 2020، الذي توقف في الفترة من مارس حتى يونيو الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، التي تسببت أيضا في إقامة المباريات خلف أبواب مغلقة.
لعب صلاح دورا هاما في استعادة ليفربول لقب الدوري الإنجليزي الغائب عنه منذ ثلاثة عقود، بعدما تربع على صدارة هدافي الفريق في المسابقة العريقة برصيد 19 هدفا، كما قام بصناعة 10 أهداف أخرى لزملائه، ليقود الفريق للفوز بالبطولة للمرة التاسعة عشر في تاريخه، مقلصا الفارق مع منافسه العتيد مانشستر يونايتد، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، إلى لقب وحيد فقط.
وبعدما منح ليفربول لقبه الأول في البطولة بنظامها الحديث، الذي بدأ تطبيقه موسم 1992 / 1993، قال صلاح "التتويج بالدوري الإنجليزي، يوم تاريخى بالنسبة لنا، حققنا لقبا بعد مرور 30 عاما، كنا نتمنى وجود الجماهير في الملعب لكن تأقلمنا على الوضع. إن شاء الله الجماهير تكون موجودة العام المقبل ونحتفل معهم".
وبات صلاح أول لاعب مصري يتوج بالدوري الإنجليزي الممتاز على مدار تاريخ المسابقة، فيما أصبح ثاني لاعب عربي ينال اللقب بعد الجزائري رياض محرز، الذي حقق الإنجاز ذاته مع فريقه السابق ليستر سيتي موسم 2015 / 2016، وفريقه الحالي مانشستر سيتي موسم 2018 / 2019.
يأمل صلاح في قيادة ليفربول نحو الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الحالي 2020 / 2021، حيث يتربع الفريق حاليا على صدارة البطولة بعد مرور 15 مرحلة من عمر المسابقة.
ومازال (الملك المصري)، كما تطلق عليه جماهير ليفربول، يواصل هز شباك منافسيه في البطولة المحلية هذا الموسم، حيث يتصدر هدافي الدوري الإنجليزي حاليا برصيد 13 هدفا، بفارق هدفين أمام أقرب ملاحقيه سون هيونج مين ودومينيك كالفيرت ليوين وجيمي فاردي، لاعبي توتنهام وإيفرتون وليستر على الترتيب.
يطمح صلاح لاستعادة جائزة (الحذاء الذهبي) كأفضل هداف للموسم في المسابقة، التي حصل عليها في أول موسمين له مع ليفربول، قبل أن يفقدها في الموسم الماضي.
وشهد العام الحالي تخطي صلاح للعديد من أساطير الساحرة المستديرة في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي، بعدما بلغ رصيده التهديفي في البطولة 88 هدفا حتى الآن، بواقع هدفين مع فريقه السابق تشيلسي و86 هدفا مع ليفربول.
يحتل صلاح المركز الأربعين في قائمة الهدافين التاريخيين للمسابقة، متجاوزا البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سجل 84 هدفا مع فريقه السابق مانشستر يونايتد، والبلجيكي إيدين هازارد نجم تشيلسي السابق، الذي سجل 85 هدفا، والأسطورة الهولندي المعتزل دينيس بيركامب أيقونة أرسنال، صاحب الـ87 هدفا.
على الصعيد الأوروبي، لم يحقق صلاح نفس النجاح مع ليفربول، بعدما ودع الفريق الإنجليزي بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي مبكرا من دور الستة عشر، عقب خسارته 2 / 4 أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، ليفقد اللقب الذي أحرزه موسم 2018 / 2019.
رغم ذلك، كان صلاح على موعد مع إنجاز رائع مع ليفربول بدوري الأبطال في 2020، بعدما أصبح في ديسمبر الحالي الهداف التاريخي للفريق في المسابقة القارية برصيد 22 هدفا، متجاوزا الرقم القياسي السابق الذي كان يحمله النجم المعتزل ستيفن جيرارد، الذي أحرز 21 هدفا خلال مسيرته مع الفريق بالبطولة.
بصفة عامة، شارك صلاح في 43 مباراة مع ليفربول بمختلف المسابقات عام 2020، أحرز خلالها 26 هدفا، فيما قام بعشرة تمريرات حاسمة لزملائه.
مازالت الفرصة مواتية أمام صلاح لزيادة رصيده التهديفي مع ليفربول في العام الحالي، حال مشاركته في مباراتي الفريق المتبقيتين بالدوري الإنجليزي في عام 2020 أمام ضيفه ويست بروميتش ألبيون اليوم الأحد، ومضيفه نيوكاسل يونايتد يوم الأربعاء المقبل.
حافظ صلاح على تواجده في المراكز العشرة الأولى بقائمة أفضل لاعبي العالم، ضمن جوائز (ذا بيست) المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، للعام الثالث على التوالي، بعدما حصل على المركز السادس في القائمة التي تم الإعلان عنها مؤخرا عام 2020.
احتل صلاح المركز السادس في القائمة، التي تصدرها البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونخ الألماني، بعدما حصل على 25 نقطة، في التقييم الذي شارك فيه مدربو وقائدو المنتخبات الوطنية وعدد من الإعلاميين في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة لتصويت الجماهير.
تفوق صلاح، الذي كان اللاعب العربي الوحيد المتواجد ضمن القائمة التي رشحت للحصول على الجائزة، على العديد من أباطرة الساحرة المستديرة في الوقت الحالي مثل الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار والهولندي فيرجيل فان دايك والإسباني سيرخيو راموس.
خلال العام الحالي، فاز صلاح بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا لعام 2020، في الاستفتاء الجماهيري الذي أجرته صحيفة (ميرور) البريطانية، التي اختارته للتواجد أيضا في القائمة المثالية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز هذا العام.
كما حصل محمد صلاح أيضا على المركز الثامن في قائمة أفضل 100 لاعب كرة قدم في العالم هذا العام وفقا لصحيفة (جارديان) البريطانية يوم الخميس الماضي، ونال المركز الثالث كأفضل لاعب في القرن الحادي والعشرين ضمن جوائز (جلوب سوكر) بعد رونالدو والساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة الإسباني.
على الصعيد الدولي، لم يشارك صلاح في أي مباراة مع منتخب مصر هذا العام، حيث أصيب بفيروس كورونا المستجد خلال تواجده بمعسكر منتخب (أحفاد الفراعنة) الوحيد في العام الحالي، الذي كان يستعد الشهر الماضي لمواجهة منتخب توجو في الجولتين الثالثة والرابعة بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون مطلع عام 2022.
في الفترة الأخيرة، أثار صلاح الشكوك بشأن مستقبله مع ليفربول، بعدما فتح المجال أمام إمكانية رحيله عن قلعة (آنفيلد رود) مستقبلا، خلال حديث أدلى به مؤخرا لصحيفة (آس) الإسبانية، في الوقت الذي أبدت خلاله إدارة ليفربول تمسكها ببقاء اللاعب، حسبما أفادت صحيفة (ذا صن) البريطانية.
وأعلن صلاح، الذي ينتهي عقده الحالي مع ليفربول في صيف 2023 عن شعوره بالإحباط من عدم حمله شارة قيادة الفريق أمام مضيفه ميتييلاند الدنماركي ببطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما فضل الألماني يورجن كلوب مدرب الفريق منحها إلى ترينت أليكسندر أرنولد.
وعزز النجم المصري السابق محمد أبوتريكة، الذي يعد أحد المقربين من صلاح، من حدة التكهنات بشأن مستقبل اللاعب مع ليفربول، بعدما أكد خلال تصريحات إعلامية له مؤخرا عن اعتراف صلاح له بعدم إحساسه بالراحة مع ليفربول حاليا، دون الإفصاح عن الأسباب.
في المقابل، زعمت صحيفة (إكسبريس) البريطانية أن إدارة ليفربول تجد صعوبة في تمديد عقد صلاح، الذي يصر على الرحيل، بحثا عن تجربة جديدة في مسيرته الرياضية، وهو أمر ربما يجبر كلوب على رحيل اللاعب.
كشفت الصحيفة أنه رغم حصول صلاح على راتب أسبوعي يقدر بـ200 ألف جنيه إسترليني إلى جانب وجود رغبة من إدارة النادي حول تحسين عقد اللاعب إلا أن صلاح لن يمدد عقده في الوقت القريب.
أوضحت الصحيفة، أن كلوب سيقرر إذا كان سيعطي الضوء الأخضر لرحيل صلاح من أجل الحصول على أموال كبيرة للتعاقد مع لاعب آخر وإعادة البناء مجددا في الخط الأمامي.
من جانبه، أكد كلوب في تصريحات لصحيفة (جارديان) "لا يمكن إجبار الناس على البقاء.. إذا أراد لاعب الرحيل فربما لا نستطيع منعه من ذلك، لكنني لا أفهم لماذا يرغب أحد في الرحيل".