بعيدًا عن صراع تأجيل مواجهة الزمالك والرجاء، يدخل الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي تحديد جديد حين يستضيف الوداد البيضاوي المغربي في التاسعة من مساء اليوم بإستاد القاهرة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.
وكان الفريق الأحمر قد حقق فوزًا مهمًا في الجولة الأخيرة التي جرت السبت الماضي بملعب مركب محمد الخامس بهدفي محمد مجدي أفشه والتونسي علي معلول،ويكفي الأهلي الخسارة بفارق هدف وحيد أمام الوداد من أجل العبور إلى المباراة النهائية في البطولة التي يحمل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بها برصيد ثمانية ألقاب.
في المقابل، يتعين على الوداد الفوز بثلاثة أهداف، أو بفارق هدفين شريطة تسجيله ثلاثة أهداف على الأقل في مرمى نظيره الأهلي، للصعود إلى النهائي الخامس في مشواره بالبطولة القارية والثاني على التوالي.
رغم وضع الأهلي قدمه اليمنى في النهائي، استنادا إلى انتصاره في لقاء الذهاب، إلا أن مسؤوليه شددوا على أن الحسم لم يتحقق بعد.
وقال سيد عبدالحفيظ:"الوداد من الفرق الكبيرة في القارة الأفريقية والفوز 2 صفر بالمغرب أمر مميز، ولكن يجب ألا نعتمد على نتيجة هذه المباراة ونقف أمامها، أنهينا الشوط الأول من نصف النهائي في المغرب، والحسم سيكون بالقاهرة في مباراة صعبة، ولهذا لا يجب أن نعتمد على نتيجة الذهاب سواء للاعبين أو الجهاز الفني الاسطورة لايف، لأن الصعود سيحسم في القاهرة".
وتعززت صفوف الأهلي بعودة نجمه محمود عبدالمنعم (كهربا)، بعد تعافيه من الإصابة العضلية التي تعرض لها مؤخرا، وتسببت في غيابه عن لقاء الذهاب.
كما تأكدت جاهزية محمد مجدي أفشة، صاحب الهدف الأول في مباراة الذهاب، بعد زوال الآلام التي اشتكى منها في العضلة الخلفية، بينما تبدو حظوظ مروان محسن كبيرة في اللحاق بالمباراة، مع اقتراب شفائه من إجهاد في عضلة السمانة.
ويتطلع الأهلي لمواصلة انتصاراته على ملعبه بدوري الأبطال، بعدما فاز في مبارياته الـ16 الأخيرة التي جرت بمصر في المسابقة، حيث يرجع آخر تعثر للفريق الأحمر داخل قواعده في البطولة إلى 4 مايو 2018، حينما تعادل بدون أهداف مع ضيفه الترجي التونسي بمرحلة المجموعات.
ويرغب الأهلي، الذي يسجل ظهوره السادس عشر في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، في تحقيق إنجاز غاب عنه منذ 15 عاما، من خلال الفوز في لقائي الذهاب والعودة بالمربع الذهبي للمسابقة.
وسبق للأهلي أن حقق هذا الإنجاز في نسخة المسابقة عام 2005، حينما فاز 2 1 على غريمه التقليدي الزمالك في ذهاب قبل نهائي البطولة، قبل أن يكرر تفوقه ويتغلب 2 صفر على الفريق الأبيض في لقاء الإياب أيضا.
ولا يمتلك الأهلي سجلا جيدا في لقاءاته على ملعبه أمام الوداد، فخلال 4 مباريات بين الفريقين بدوري الأبطال في مصر، حقق الفريق الأحمر فوزا وحيدا فقط، مقابل ثلاثة تعادلات.
من جانبه، مازال الوداد يتمسك بأمل الصعود للمباراة النهائية في البطولة، التي توج بها عامي 1992 و2017، رغم صعوبة موقفه، لاسيما وأن الساحرة المستديرة كثيرا ما تحفل بالمفاجآت والنتائج غير المتوقعة، التي تشكل سر جاذبيتها وشعبيتها.
وشدد الأرجنتيني ميجيل آنخيل جاموندي مدرب الوداد على أن فريقه لن يستسلم لنتيجة لقاء الذهاب، مؤكدا أنه جاء برفقة فريقه إلى مصر لنيل بطاقة الترشح للنهائي.
وقال جاموندي:"لن نستسلم في مباراة العودة، سوف نستعيد كامل عناصرنا، وسنلعب من أجل الفوز.. سنقاتل في موقعة الإياب لتحقيق الانتصار وتعويض الخسارة".
ورصدت إدارة الوداد مكافآت مالية ضخمة للاعبين حال اجتياز عقبة الأهلي، حسبما أفادت تقارير صحفية مغربية مؤخرا، دون الإفصاح عن قيمتها.
ويعتزم جاموندي إجراء تعديلات في تشكيلة فريقه الأساسية في لقاء العودة، حيث يدرس الدفع بالمدافع الإيفواري الشيخ إبراهيم كومارا منذ البداية، مع إعادة يحيى جبران لمركزه الأصلي في خط الوسط، بعدما لعب في مركز قلب الدفاع في الذهاب، وتسبب في الهدف الأول للأهلي وكذلك في ركلة الجزاء التي أحرز من خلالها الفريق المصري الهدف الثاني.
كما ينوي جاموندي، الذي يطمح لقيادة فريقه لتحقيق فوزه الأول على الأهلي بالملاعب المصرية، الاعتماد أيضا على الكونغولي الديمقراطي كازادي كاسينجو لقيادة خط الهجوم بدلا من جباجبو ماجبي.
ويسعى الوداد لإنهاء سلسلة اللاهزيمة للأهلي على ملعبه في البطولة، التي استمرت طوال 27 مباراة متتالية، حيث تعود آخر هزيمة للأهلي على أرضه بدوري الأبطال إلى 28 يونيو 2016، حينما خسر 1 2 أمام ضيفه أسيك ميموزا الإيفواري بمرحلة المجموعات.
ويحلم الوداد بأن يكون ثاني فريق مغربي يتغلب على الأهلي في مصر بدوري الأبطال، بعد غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي، الذي ألحق الخسارة الأولى في تاريخ (نادي القرن في أفريقيا) في عقر داره بالمسابقات الأفريقية، حينما فاز عليه 1 صفر باستاد القاهرة في مرحلة المجموعات بنسخة البطولة عام 1999.