بعد احتكاره لقب الدوري الإيطالي في المواسم التسعة الماضية على التوالي ، قرر يوفنتوس إضافة بعض الحماس والنكهة المميزة لمحاولته الجديدة لإحراز لقب البطولة ليكون العاشر على التوالي في تاريخ الدوري الإيطالي.
ومن أجل تحقيق هذا ، قرر نادي "السيدة العجوز" منح الفرصة هذه المرة لمدرب شاب من نجوم الفريق السابقين حيث أسند مهمة تدريب الفريق إلى أندريا بيرلو /41 عاما/ الذي كان أحد نجوم الفريق قبل سنوات قليلة.
والآن ، يأمل بيرلو في نقل مهاراته وخبراته التي صنعها في مركز صناعة اللعب إلى فريقه الذي يمزج بين النجوم المخضرمين أصحاب الخبرة والمواهب الشابة.
وحسم يوفنتوس لقب الدوري للمرة التاسعة على التوالي في موسم عصيب ومضطرب للغاية بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
وفاجأ النادي أنصاره ومشجعيه بتعيين بيرلو بدلا من ماوريتسيو ساري لتكون التجربة الأولى لبيرلو في مقعد المدير الفني.
وكان يوفنتوس تعاقد مع ساري في صيف 2019 وقاد الفريق لاجتياز عقبة "كورونا" وتوج بلقب الدوري الإيطالي ولكنه فشل في قيادة الفريق لتقديم العروض القوية التي كانت منتظرة منه.
ودفع ساري ثمن إخفاقه في بطولة دوري أبطال أوروبا التي أصبحت الهدف الأكبر للفريق منذ فوزه بلقب البطولة في 1996 .
ولجأ أندريا أنييلي رئيس النادي وعدد من مسؤولي النادي ، مثل نجم الفريق السابق التشيكي بافل نيدفيد وكذلك فابيو باراتيشي كبير مسؤولي كرة القدم بالنادي ، إلى تغيير جذري حيث أطاح بأحد أقدم المدربين في الدوري الإيطالي ودفع مكانه بمدرب لا يحظى بأي خبرة تدريبية هو بيرلو الذي لم يحصل على رخصة احتراف التدريب إلا يوم الاثنين الماضي كما أنه يصغر ساري بعشرين عاما.
وكان بيرلو وصل إلى تورينو في أواخر يوليو الماضي لتولي تدريب فريق الشباب (تحت 23 عاما) ، ولكنه وقع بعدها بتسعة أيام فقط عقدا لتدريب الفريق الأول بالنادي حتى يونيو 2022 .
وأبدى كل من البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس ، والذي سجل 31 هدفا للفريق في الموسم الماضي بالدوري الإيطالي ، وباولو ديبالا أبرز لاعبي الفريق الاحترام التام لبيرلو المدير الفني الجديد للفريق.
ويبدو أن بيرلو يستعد أيضا للاعتماد على نجمي الدفاع المخضرمين جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي زميليه السابقين في الفريق.
كما يتطلع أرثر ميلو المنتقل إلى يوفنتوس من برشلونة الإسباني مقابل 72 مليون يورو (85 مليون دولار) إلى العمل تحت قيادة بيرلو.
وزينتظر أن يدعم أرثر ميلو خط وسط الفريق إلى جانب اللاعب السويدي الشاب ديان كولوسيفسكي /20 عاما/ .
وقال البرازيلي الدولي أرثر ميلو : "كل من يحبون هذه الرياضة ، يعرفون ما قدمه بيرلو... ما من حاجة لمناقشة موهبته. أعلم أنني أحتاج لتعلم الكثير ، ولكنني فخور".
وفاز بيرلو مع المنتخب الإيطالي بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا كما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين مع فريق ميلان ومثلهما في الدوري الإيطالي قبل أن يحرز لقب الدوري الإيطالي أربع مرات مع يوفنتوس.
ويأمل بيرلو الآن في إضافة اللقب العاشر على التوالي لسجل يوفنتوس القياسي والذي بدأه معه في 2012 .
وقال بيرلو بلهجته الهادئة : "من يأتي إلى هنا يجب أن يفوز... فعلت هذا كلاعب ويجب أن أفعل هذا كمدرب".
ويستهل بيرلو مسيرته مع الفريق كمدرب في الدوري الإيطالي بلقاء سامبدوريا بعد غد الأحد في المرحلة الأولى من المسابقة.
وتقام المباراة في غياب الجماهير في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية الصارمة المطبقة للحد من تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
ولكن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أبدوا تعاطفا مع بيرلو في هذه المهمة الجديدة.
وأبدى المدافع البرازيلي دانيلو ، الذي يخوض موسمه الثاني مع يوفنتوس ، استحسانا لكل من المهارات الخططية ومهارات التعامل مع اللاعبين لدى بيرلو.
وقال دانيلو في تصريحات إلى موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على الانترنت : "كان لاعبا لا نظير له... وشارك بيرلو بالفعل في مرانين خلال الأيام القليلة الماضية ، ولا يزال رائعا. رؤيته ومهارته الخططية".
وأشار دانيلو إلى أن بيرلو يتفهم عقلية اللاعبين على أرض الملعب نظرا لأنه اعتزل مؤخرا.
وأضاف : "يعرف بيرلو فريق يوفنتوس عن ظهر قلب ، ويعرف كيف يمرر رسائله إلى اللاعبين وكيف يتحدث إلى اللاعبين واحدا واحدا ، وكيف يخرج أفضل ما لديهم".
وقال دانيلو : "كان يطبق بعض أفكاره الخططية الجيدة كما يتسم بالوضوح فيما يتعلق بطريقة اللعب التي يريدها من الفريق ، وهي طريقة أعشقها. الأيام الأولى تحت قياد أندريا (بيرلو) كانت إيجابية حقا".