يبدو أن لعبة الكر والفر بين
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" من جهة، والكاميرون من جهة أخرى، لن تتوقف، فبعدما دخل الطرفان في مواجهات عديدية بسبب حقوق استضافة الكاميرون لبطولة كأس أمم إفريقيا ثم سحبها، ثم منحها حق استضافة البطولة العام المقبل ثم تأجيلها، جاء الدور على الكاميرون لترد الدين للاتحاد الإفريقي الذي يعيش ورطة حقيقية بسبب مكان إقامة مباريات الدور نصف النهائي لدوري أبطال إفريقيا والمباراة النهائية.
فبالرغم من الإعلان عن اختيار الكاميرون لإسدال الستار على المنافسات القارية للأندية، بإقامة الدور نصف النهائي والمباراة النهائية لدوري الأبطال، وخروج تقارير تفيد بموافقة الكاميرن على احتضان المشهد الختامي للمسابقة، إذا بالدولة الإفريقية تضع العراقيل أمام الاتحاد الإفريقي، ما يهدد خططه الرامية لإنجاح مسابقته القارية الأهم.
هذه العراقيل كشفت عنها صحيفة "أورانج فوتبول كلوب" المقربة من
الاتحاد الإفريقي، حيث قالت في تقرير لها إن السلطات الكاميرونية وافقت على استضافة مباراتي نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا في سبتمبر المقبل، بشروط يمكن أن توصف بانها "تعجيزية" بالنسبة إلى
الاتحاد الإفريقي.
وقالت "أورانج فوتبول كلوب" إن السلطات الكاميرونية اشترطت عدم حضور الجمهور لمباراتي نصف النهائي، بين الرجاء المغربي والزمالك، والوداد المغربي والأهلي، وهو الأمر الذي يعارضه "كاف"، الذي يريد السماح بحضور جماهيري ولو محدود يصل إلى عشرة آلاف مشجع في كل مباراة من المباريات المتبقية في البطولة.
وإلى جانب اشتراط منع الحضور الجماهيري، قلصت السلطات الكاميرونية من عدد الوفود التي ستحضر للكاميرون من أجل حضور مشهد الختام لدوري أبطال إفريقيا، وهو ما سيثير مشاكل للفرق المشاركة، حيث سيكون عليها تقليص عدد الحاضرين من مسئوليها وبعض أطقمها، برغم أن الفرق الإفريقية تصر في مثل هذه المناسبات على حضور عدد كبير من عناصرها للاحتفال باللقب القاري إذا تحقق.
وإضافة إلى هذين الشرطين، وضعت الكاميرون شرطا ثالثا لاستقبال مباراتي نصف النهائي، وذلك قبل إعطاء الموافقة الرسمية النهائية، وهو توفر الظروف الوبائية الجيدة في شهر سبتمبر المقبل وهو الموعد المحدد لإقامة المباريات، خاصة أن بعض التحليلات والتوقعات تشير إلى ظهور موجة جديدة لانتشار فيروس كورونا، مع انخفاض درجات الحرارة في سبتمبر.
وسجلت الكاميرون أكثر من 14 ألف إصابة مؤكدة بالفيروس، منذ بدء الوباء، مع تسجيل 1445 في آخر إحصاء رسمي معلن لعدد الإصابات.
ويمكن لشروط الكاميرون أن تعيد طرح خيار إقامة المباريات في العاصمة الإماراتية أبوظبي من جديد، خاصة أنها تعد الوجهة المفضلة لممثلي الكرة المصرية، وهو المقترح الذي رفض من قبل معظم أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي في اجتماعه الأخير، لكن هذا الرفض يمكن أن يذهب أدراج الرياح إذا ما عجز الاتحاد الإفريقي عن تليين موقف السلطات الكاميرونية والتخفيف من حدة شروطها.