مازالت أصداء فوز
ليفربول بالدوري الإنجليزي تلقي بظلالها علي جماهيره التي لم تتوقف عن إظهار فرحتها خاصة وأن وقت الإنتظار إنتهي وتوقف تماما بعدما فعلها
ليفربول بعد ثلاثين عاما حرم خلالها بالتتويج
بالبريميرليج حيث كانت المرة الأخيرة التي توج بها عام "١٩٩٠"من القرن الماضي . لكن ما الذي تغير عن الأعوام السابقة وما هو الشيءالمختلف الذي حدث لتحقيق هذا الإنجاز وبهذا الثبات في الأداء لدرجة وصف بها خبراء اللعبة في العالم أن الفريق أصبح كتيبة متناغمة ومتناسقة الكيان تكفي لزعزعة وهز ثقة المنافسين .فما هي تلك الأسباب التي كانت وراء تتويجات الريدز بدوري الأبطال الأوروبي وأخيرا الدوري الإنجليزي ، ومن هم الشخصيات التي مانت تعمل وتجتهد من وراء الستار ولم يكن لها نصيبا في الظهور داخل دائرة الأضواء البراقة ؟
إذا ما أردنا البحث في أحد الأسباب الرئيسية لتتويج
ليفربول فأول ما يتوارد إلي الأذهان هو المدير الفني الألماني يورجين كلوب الذي يحظي بنصيب الأسد من كعكة التتويج والنجاح والذي أصبح أول مدرب ألماني يفوز بالبريميير لييج .
فالظاهر أن الرجل صنع الفارق بالتكتيك والخطط الفنية ونبراته القوية في محاضراته للاعبين ليحول الريدز إلي فريق متكامل بعقلية الفوز والإصرار عليه ، ولكن هناك إنسجاما أخر خارج الخطوط لا يراه أحد وهو حالة الثقة والتناغم بين المدير الفني و توم فيرنر رئيس مجلس إدارة النادي مما بني ثقة متكاملة بين الطرفين خاصة في بداية تعاقد كلوب مع النادي عام ٢٠١٥ حيث طالب المدير الفني التعاقد مع لاعبين تناسب إستراتيجيتة التدريبية وهم من صغار السن وليس لهم مكانة دولية ذات الصيت وذلك في الموقع والتوقيت المناسب لكل لاعب فتفاعلوا معه ووثقوا في قدراته الفنية وتحلوا بالصبر والثبات فظهرت نتائج تلك الطفرة التي نراها الأن لتتحقق اللحظة المنتظرة والتي لن تنساها جماهير ليفربول في النسخة الحالية من المسابقة ليس فقط أنها جاءت بعد ثلاثة عقود ولكن بسبب أنها كانت تفقد الأمل بإلغاء البطولة بسبب جائحة كورونا . وهو الأمر الذي زاد من ثقة مالكي النادي العمياء في إختيارات وفكر المدير الفني علي الرغم أنه جاء من مدرسة لعب تختلف عن ما تناوبوا علي تدريب فريق ليفربول قبل توليه الإدارة الفنية .
الشخصية الأخري المجهولة التي نري نتاج عملها دون أن نتعرف عليها وهو أخصائي اللياقة البدنية الألماني " أندرياس كوماير " الذي إستعان به يورجين كلوب من بايرن ميونيخ الألماني إلي
ليفربول وهنا يظهر تبادل الثقة في العمل الإحترافي بين فكر المدير الفني لتطبيق خطته وتنفيذ المدرب المساعد له .
أما الشخصية الثالثة التي كانت تعمل من وراء الستار ولم نشعر بوجودها فكانت أخصائية التغذية " مني نمر " الألمانية الجنسية ومن أصل لبناني التي إستعان بها المدير الفني يورجين كلوب أيضا لثقته في إحترافية ومهارة الأداء في عملها بعدما شغلت نفس المنصب لفترة طويلة مع المتتخب الألماني وهي المسؤولة عن تحديد نوعية الغذاء في كل وجبة تخص لاعبي الفريق للحفاظ غلي رشاقتهم وقدرة تحملهم علي أداء التدريبات والضغط البدني والعضلي للمباريات .
وهنا تجدر الإشارة لعين الإختيار والإنتقاء للمدير الفني كلوب في فريق العمل الذي يساعده وهم من بني جنسيته الألمانية وليسوا من أبناء إنجلترا التي بعمل بها كمدرب محترف ، كما نجد إحترافية إدارة النادي في الثقة الكاملة في إختيارات المدير الفني وكلها عوامل إجتمعت سويا لتحقيق البطولتين الأغلي قيمة وقدرا وتما دوري الأبطال الأوروبي والبريميرليج .
الجدير بالذكر أن
ليفربول منذ فوزه بالدوري قبل ٣٠ عاما لعب خلال هذه الفترة ١١٤٩ مباراة بالدوري الإنجليزي وتعاقب علي تدريبه ٩ مدربين منذ عام "٩٠" وحتي "٢٠١٥" ومثل الفريق ٢٣٩ لاعب وأنفقت إدارة النادي خلال ثلاثة عقود ١،٥ مليار جنيه إسترليني علي تعاقدات اللاعبين والأجهزة الفنية.