لاتزال هناك حالة من الحيرة حول نهائيات كأس الامم الافريقية المقبلة (الكان)، فالاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" يعطي الأولوية لبداية يناير موعدا لإقامة البطولة، على الرغم من عدم اليقين المستمر حول مصير كرة القدم في القارة بسبب فيروس كورونا.
ولم يؤكد "كاف" حتى الآن موعد إعادة انطلاق أي من بطولاته وسط استمرار جائحة فيروس كورونا، لاسيما ان الكاميرون –البلد المضيف لأمم إفريقيا- يعد سادس أكثر البلدان تضررًا في إفريقيا، حيث تم تسجيل ما يقرب من عشرة آلاف حالة إصابة، بخلاف ان أربع جولات من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم لم تنته بعد.
وصرح سامسون أدامو، مدير المسابقات بالاتحاد الإفريقي، لـ"بي بي سي سبورت أفريكا": "وفقا للمعطيات الحالية، فإن الكاميرن لايزال هو البلد المضيف لبطولة إفريقيا للمنتخبات في الفترة من 10 يناير إلى 8 فبراير 2021، لكن هذا الوضع عرضة للتغيير، لأن بطولة كأس الأمم الإفريقية لاتزال قيد التقييم، ومن المنتظر أن يصدر القرار النهائي عن اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي قريبا".
وفي الأسبوع الماضي، قال الأمين العام بالنيابة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عبد الباه، لوسائل الإعلام الكاميرونية: "إن إقامة كأس الأمم الإفريقية في يناير المقبل لايزال على رأس أولويات الاتحاد الإفريقي، ومع ذلك، إذا لم يتم إجراء التصفيات في المواعيد الدولية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر بواقع جولتين كل شهر، فمن غير المحتمل أن يتم تنظيم البطولة التي تضم 24 فريقًا في الموعد المقرر لها مسبقا".
وقال باه لاذاعة الكاميرون الرياضية: "لم نعد ندرج شهر سبتمبر في الاستراتيجيات لأنه سيكون من الصعب للغاية أن تسافر الفرق من دولة إلى أخرى خلال شهر سبتمبر".
وأضاف: "مازلنا منتبهين للغاية لتطور الأزمة الصحية، وإذا لم نتمكن من إقامة مباريات تصفيات كأس الأمم في أكتوبر ونوفمبر، فسنحتاج إلى التفكير في خطة أخرى".
الجدير بالذكر أنه إذا تم نقل كأس الأمم الإفريقية، فستكون هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تغيير موعد البطولة، بعد إعادة جدولة تاريخ شهري يناير وفبراير 2021 بدلا من الموعد الأصلي هو يونيو ويوليو 2021، بعدما اختار "كاف" أخيرًا إقامة البطولة في فصل الشتاء على الرغم من أنه يوافق منتصف الموسم الأوروبي.
في الوقت نفسه، جاءت هذه الحيرة حول مصير البطولة المقبلة من أمم إفريقيا، لتلقي الضوء علي البطولة الأخيرة المميزة التي نظمتها مصر، لاسيما ان تنظيمها جاء خلال فترة قياسية بلغت خمسة شهور فقط، وسط مشاركة عدد قياسي من المنتخبات، حيث حققت أضخم عوائد في تاريخ بطولات الاتحاد الإفريقي.
وفي تعليقه علي البطولة الماضية وحديث القارة عنها حتي الان، قال الدكتورأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، أنه عندما قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سحب تنظيم البطولة من الكاميرون بعدما لاحظ أن العديد من شروط الامتثال لم يتم الوفاء بها ووجود فجوة بين متطلبات استضافة كأس الأمم الأفريقية والحقائق على أرض الواقع، وبعد الاستماع لما توصل إليه فريق "كاف" لمراقبة الأمن خلال زياراته الأخيرة للكاميرون، توصل إلى أن بطولة كأس الأمم الأفريقية لا يمكن تعريضها لأى أمور يمكنها أن تؤثر على نجاح البطولة الأهم والأكثر قيمة بين البطولات الأفريقية".
وأكد الاتحاد في بيان له وقتها أن تأجيلا بسيطا للبطولة يعتبر مستحيلًا بسبب ارتباطات اتحاد الإفريقي التعاقدية، ولأهمية الحفاظ على برنامج المسابقات القارية والمحلية، فقد قررت اللجنة التنفيذية سحب تنظيم النسخة القادمة من بطولة كأس الأمم الأفريقية من الكاميرون.
وبعد قرار سحب البطولة بدأ التحدي الصعب أمام الدولة المصرية، حيث توجب عليها أن تقدم عرضها وموافقتها على طلب تنظيم البطولة خلال مدة زمنية لا تتجاوز الأيام الثلاث، وكانت المفاجأة عندما خرجت الموافقة في يوم واحد فقط، لتبدأ الاستعدادات التنظيمية والانشائية خلال أشهر معدودة، فتم استنفار كافة جهود الدولة التي عملت أجهزتها بأقصى طاقاتها من أجل استضافة الحدث، حيث كان التحدي الكبير هو تطوير لستة استادات دفعة واحدة.
وأكد الدكتور أشرف صبحي أن نجاح تنظيم البطولة انعكس على الاتحاد الأفريقي في أدائه وامكاناته التنظيمية، حيث اكتسب ثقة كبيره وهذا ما جاء في حديث أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي بعد البطولة، حيث تم رفع مستوى تنظيم البطولة لتضاهي تنظيم بطولات كأس العالم وليس البطولات القارية فقط، وانعكس هذا الأمر على اختيار "كاف" لمصر مرة أخرى لتنظيم احتفالية أحسن لاعب أفريقي، ليس هذا فقط بل أبدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ثقته في قدرات مصر التنظيمية بحضور رئيسه جياني إلفانتينو للحفل الذي تم إقامته في الغردقة.
وقد اعلن الاتحاد الافريقي "كاف" إن عوائد بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في مصر وصلت إلى 83 مليون دولار يحصل الاتحاد المصري على نسبة 20 % منها بما يعادل نحو 18 مليون دولار بما يعادل 306 ملايين جنيه، بينما بلغت عوائد بطولة كاس الامم الافريقية 2017 في الجابون 67 مليون دولار. وكان هناك 32 راعيا لكأس الأمم الأفريقية لأول مرة فى تاريخ البطولة، بينهم 24 راعيا محليًا وإقليميًا،
ويضيف الوزير أن تبعات هذا الحدث الرياضي الضخم لم تتوقف بانتهائه، فقد نظمت مصر بعده بطولة الأمم الأفريقية للمنتخبات تحت 23 سنة والمؤهلة لأوليمبياد طوكيو، كما تستمر المسيرة باستضافة مجمع صالات استاد القاهرة لبطولة العالم لكرة اليد للكبار عام 2021، وفي هذا الإطار تقوم الدولة بانشاء ثلاث صالات جديدة، بالاضافة لتطوير صالات استاد القاهرة بميزانية تتخطى ثلاثة مليارات جنيه.