هاجمني الكثيرون بسبب مطالبني الدائمة بعودة النشاط ومنذ فترة طويلة عندما توضع كل الإجراءات الإحترازية ، ومنهم من ظن بعين ضيقة كالعادة على أنني أنظر للعودة فقط من زاوية أنها تعطي الفرصة للأهلي المتصدر للفوز بالدوري، ولكني هنا أعرض موقف يتكرر كثيرا الآن من تضارب في الرأي لأشخاص كثيرون بين مرحلة وأخرى طبقا لمصالحهم ، وهؤلاء أنكشفوا بسبب السوشيال ميديا التي يعتبر من مزاياها القليلة أنها كشفت للناس هؤلاء المتلونين والذين تغيرت آراءهم بالصوت والصورة خلال فترات بسيطة وتسجلها لهم الجماهير البسيطة كنموذج للنفاق بعد أن تغيرت وجهة نظرهم بالكامل طبقا لمصالحهم الشخصية أو ما يتقاضونه من تغيير أرائهم.
في الماضي كان المصدر الوحيد للرأي هو الإعلام المكتوب والذي لم يكن من السهل تسجيله والوسيلة الوحيدة لذلك كانت الإحتفاظ بالجريدة أو المجلة للتعرف على رأي أي شخص في قضية قديمة لذلك لم يكن من السهل على أحد مقارنة رأي قديم لمدرب أو لاعب أو مسؤول برأي آخر حديث يتناقض معه تماما.
أما في عصر التكنولوجيا الحديث فمن السهل جدا أن يحتفظ الناس بفيديو قديم يهاجم فيه أي شخص مسؤول في أي مكان ثم ينكشف الآن بتصريحات أخرى متناقضة يسبح فيها بحمد نفس الشخص الذي كان يهاجمه لأنه الآن يستفيد ماديا من موقعه الجديد، وذلك هو أسوأ ما نعيشه في عصر النفاق.
فى موسم 2010- 2011 توقف الدوري نتيجة أحداث ثورة 25 يناير، وكان الزمالك وقتها متصدر للدوري بفارق 6 نقاط عن الأهلي وكان الأقرب جدا للفوز بالدوري طبقا لفارق النقاط والمستوى الفني عند التوقف، ووقتها كنت من أشد المطالبين بعودة النشاط الرياضي وعودة الدوري بنفس المقاييس التي أطالب فيها الآن بعودة المسابقات لأنه ليس في صالح أحد أن تتوقف الحياة وبخاصة في شريان ضخم الآن وهو الرياضة التي أصبحت مجالا يمس الملايين من البشر.
إذا مقياس الرأي الآن هو مازورة واحدة في كل العصور والظروف وأنا هنا لا أخشى أن يسترجع لي أحد رأي مخالف في عام 2011 بالتكنولوجيا الحديثة التي ذكرتها لأنني لم ولن أغير رأيي في أي قضية ثابتة ، ولو تكرر الموقف عشرات المرات عبر العصور لما غيرت موقفي من ضرورة إستئناف النشاط والحياة في أي موقف سابق أو لاحق.
أعود إلى موقف الأندية والإعلام المنقسم حول قرار عودة المسابقات مرة أخرى بعد توقف يستمر للشهر الرابع ، لأن كل الآراء تستند للمصالح الشخصية وليس للمصلحة العامة، فهذا يملك رصيدا ضعيفا أو مهدد بالهبوط وبالتالي فهو معارض بشدة للعودة ، وذاك ينافس على لقب أو مقعد أفريقي فيطالب بشدة بالعودة، أما المصلحة العامة فإلى الجحيم.
لذلك وكما قلت في مقالات سابقة ، لا يجب أن تستند الجهات العليا ومن بعدها إتحاد الكرة إلى آراء الأندية كما حدث في الدول التي إستعادت النشاط الرياضي بشكل عام والكروي بشكل خاص دون النظر للآراء الفردية للأندية.
ففي المانيا مثلا لم تقم رابطة الأندية التي تدير المسابقة أو الإتحاد الألماني بإستطلاع رأي بايرن ميونيخ أو شالكه أو دورتموند أو ليبزيج أو غيرها ليعود الدوري الألماني، ولم يتم إستطلاع رأي يوفنتوس أو الإنتر أو نابولي في إيطاليا ، ولم يتم أي إستفتاء لعودة الدوري الإنجليزي أقوي وأشهر وأعرق دوري في العالم أو في أسبانيا لمواصة الدوري.
في كل تلك الدول نظر المسؤولون فقط إلى الصالح العام ولم يفكر أحد في مصالح شخصية ، وأظن المسؤولين في الدولة عندنا نظروا إلى الأمور بنفس النظرة العامة لعودة النشاط بإعتبارها للصالح العام
[email protected]