يخطئ من يظن أن لعب الأهلى مع الزمالك لا يمثل مباراة قمة، مهما كانت الظروف المحيطة بأحدهما أو كليهما قبل هذه المباراة، وبالتالى فإن مواجهة اليوم بين الفريقين، والمقررة فى السابعة مساء باستاد القاهرة، تحظى بنفس الترقب والأهمية كعادتها، لأنها تتجاوز حدود مباراة فى كرة القدم، كونها تمثل بطولة بذاتها في عيون جمهور الفريقين.
وهكذا عودتنا أهم وأقدم وأشهر كلاسيكيات الكرة المصرية، بل والعربية كذلك. تأتى مباراة القمة التى يديرها طاقم تحكيم إيطالى بقيادة ديفيد ماسا، والتى تحمل الرقم 115 فى تاريخ لقاءات الفريقين، في إطار الاسبوع رقم 17 للدوري، الذى يمثل ختام الدور الاول أو نصف مسابقة هذا الموسم، وفي توقيت لا يجلس فيه أى منهما على كرسى صدارة الدورى رغم وجودهما فى المربع الذهبي، فالزمالك صاحب الملعب والمباراة فى المركز الرابع برصيد 28 نقطة، اما الاهلى فى المركز الثانى برصيد 36 نقطة، وبفارق نقطة واحدة عن الإسماعيلى المتصدر، مع العلم انه مازالت لدى كليهما مباراة أخرى مؤجلة.
يسبق مباراة الليلة أحاديث كثيرة كالعادة، وتكهنات كثيرة أيضا، فرغم كل الظروف الفنية التى مر بها الزمالك خلال الأسابيع السابقة بالدوري، إلا أن وجود إيهاب جلال كمدير فنى أمر يفرض مقدمات مغايرة بالتأكيد، حتى وان كانت المباراة الاولى له مع الفريق، ويمنح الزمالك مقومات إضافية تعدل من أى نظرة مسبقة قبل القمة، ولو على المستوى المعنوى الذى سينعكس بدوره على النواحى الفنية، لهذا تظل القمة محتفظة بعنوانها الأبرز تاريخيا بأنها دائما خارج نطاق التوقعات!!.
ولأنها مباراة الزمالك أو على ملعبه، فدعونا ننظر كيف سيلعب الزمالك؟!.. قبل ان نرى ماذا سيفعل الاهلي؟ .
بالتأكيد.. لم يمتلك إيهاب جلال الوقت الكافى قبل المباراة لينفذ رؤيته كاملة مع الزمالك، وهذا أمر يجب وضعه فى الاعتبار، لذلك من المنتظر ان يتعامل مع الأوراق الجاهزة فى اختيار التوليفة أو التشكيل الذى سيبدأ به، ولكن على الأقل تنتظر منه جماهير الزمالك شكلا مغايرا على مستوى طريقة اللعب وجماعية الأداء بدلا من حالة الفردية الغالبة، والالتزام التكتيكي، وتنوع أساليب الهجوم بخلاف الاعتماد (مسبقا) على أسلوب واحد فقط هو الاختراق من العمق، لدرجة قتلت معها خطورة أجنحة الزمالك وثنائياتها على الأطراف، أى انه مطالب بتقديم ما يشير فنيا الى بداية عودة شخصية الفريق، لاسيما ان الزمالك مدجج بعناصر جيدة من اللاعبين تحتاج فقط لمن يوجهها بشكل جيد.
ومن هنا نتوقع وجود عناصر أساسية ستحجز مكانها فى تشكيل اللقاء مثل: الشناوى فى حراسة المرمي، وعلى جبر ومحمود علاء (او الونش) فى الدفاع، وبجوارهما يمينا حازم أمام ويسارا ابو الفتوح (أو مؤيد العجان اذا اكتمل شفاؤه)، وفى منطقة الوسط دونجا وطارق حامد، وأمامهما مدبولى والشامي، وسيتوقف امر اختيار لاعب ثالث على فكر إيهاب جلال فى اللعب بمهاجمين أم مهاجم واحد فقط، وهو الامر الذى مازال غير محسوم فيه سوى ان المهاجم كاسونجو قريب من تشكيل البداية.
فماذا عن الاهلي؟ يظهر الأهلى اكثر استقرارا سواء على صعيد النتائج أو النواحى الفنية، الا ان مديره الفنى حسام البدرى يخشى من تأثر لاعبيه سلبيا بأى من درجات الثقة الزائدة، فيما تأمل جماهيره ان يكون تم اكتمال شفاء المصابين خاصة سعد سمير وحسام عاشور، وبناء عليه فإن الاهلى فنيا لديه نسق ثابت، يمكن من خلاله توقع طريقة لعبه.
ومن المتوقع ان يضم تشكيل الأهلي محمد الشناوى فى حراسة المرمي، وأمامه رامى ربيعة وسعد سمير (أو ايمن اشرف) فى الدفاع، وبجوارهما يمينا احمد فتحي، ويسارا على معلول، وفى الوسط عاشور والسولية، وأمامهما وليد سليمان وعبد الله السعيد واجاي، وفى الهجوم وليد أزارو، وذلك ان لم تجد فى الأشياء أشياء!! عموما..
فإنها مباراة لن تكون سهلة على الطرفين، وستتحكم فيها حالة اللاعبين سواء فى الاهلى او الزمالك، كما ان قراءة المباراة وأحداثها ومجرياتها جزء مهم، وسيوضح تفوق أى مدير فنى على الآخر، وهو أمر أشبه بلعبة الشطرنج، لأن تحريك لاعب من مركز لآخر قد يفاجئ المنافس ويستدرجه للخسارة..
ولابد من تأكيد أمر مهم، وهو أن فرص الفريقين تظل متساوية رغم كل شيء وفقا لقاعدة مباريات القمة، والأفضل وصاحب التركيز الأعلى هو من يستطيع حسم المباراة لمصلحته، فقد علمتنا كرة القدم الحكمة، وأن المقدمات النظرية شيء والواقع على أرض الملعب فوق المستطيل الاخضر قد يختلف تماما فى كثير من الأحيان !!.. ولهذا يبقى السؤال التقليدي: من يفوز اليوم؟!.