بينما أجواء الكرة في العالم ملبدة بغيوم فيروس كورونا المستجد .. جاءت وسائل الاعلام الالمانية لتلقي الضوء عن قرب علي بعض النجوم والمدربين المرتبطين بعقود في الخارج, ومعرفة ظروف تعاملهم مع هذا الوباء وتصورهم للمرحلة المقبلة لاسيما ان بعضهم حقق نجاحا ملحوظا في مهمته وكان يمني النفس بالمزيد لولا توقف النشاط ورلو مؤقتا خوفا من تفشي الفيروس القاتل.
وكان موقع "نورد بايرن" الالماني ضمن وسائل الاعلام التي ركزت علي هذا الجانب , ووقغ اختيارها علي المدير الفني السويسري للاهلي رينيه فايلر وتجربته الناجحة مع بطل مصر بالارقام والاحصائيات سواء علي مستوي الدوري بتحقيق 16 انتصارا وتعادلا واحد او بصعوده الي دور الاربعة لدوري ابطال افريقيا , وكان العنوان الرئيسي للتقرير " المدرب السابق لنورمبرج يحقق النجاح علي شاطيء النيل" .
واضاف التقرير الي انه من سويسرا الي نورنبيرج ثم اندرلخت واخيرا علي النيل , جاء فايلر صاحب ال 46 عاما ليحقق بمسيرته التدريبية التي جاب بها العديد من الاماكن نجاحا جديدا, ولكن هذه المرة في القاهرة .. وأنه في ظل الظروف الحالية بسبب فيروس كورونا بات لديه الكثير من الوقت للتفكير ليس فقط في كرة القدم ولكن في امور اخري , لاسيما علي مستوي اسرته وان علي الجميع ان يتخيل المشهد الحالي في مقر اقامته فقد بات تقريبا الضيف الوحيد في الفندق الذي يقيم به بعد ان كان يعج بالمسافرين ورجال الاعمال, ولكن كورونا شل كل شيء ليس في مصر فقط ولكن في افريقيا كلها وبات المدرب السويسري الضيف الابرز في هذه المرحلة.
واشار التقرير الي انه علي الرغم من فايلر ليس له فترة طويلة في مصر الا انه بات مشهورا فيها حال كل مدرب في النادي الأهلي في القاهرة وبات شخصية عامة للغاية , واصبحت شعبيته واضحة لدي ظهوره في اي مكان وان كان ذلك يحرمه من الحياة الخاصة , ولفت الموقع الي ان الاهلي مثل الأندية الإفريقية لكرة القدم بصفة عامة ربما ليس له شعبية وتواجد يذكر خارج حدود القارة ، الا ان الحدث الذي شد انظار العالم للكرة المصرية تأهل الفراعنة الي لكأس العالم الاخيرة في روسيا ، لاول مرة منذ 28 عامًا ، فقد انفجرت البلاد بأكملها من الفرحة , واحتفل عشرات الملايين في الشوارع والساحات ، وكتبت جريدة الأهرام عن "لحظة عظيمة لكل الناس".
وقال الموقع الالماني ان اسم الاهلي الذي تأسس عام 1907 وهو أكبر نادٍ في إفريقيا وأكثر شعبية من أي نادٍ آخر في العالم العربي , تردد بقوة في وسائل الاعلام العالمية في فبراير 2012 بسبب مذبحة بورسعيد التي حدثت بعد مباراته مع المصري , والتي اسفرت عن وفاة 72 شخصا والشائعات التي تناثرت حول اسبابها ومن وقف خلفها , وهو الموضوع الذي بات مادة خصبة للحديث فيه لفترة من الزمن.
وانتقل الموقع للحديث عن شخصية ومسيرة فايلر وقال ان موافقته علي عرض الاهلي لم يكن سهلا فعندما جري الحديث معه بشانه نصحه العديد من الخبراء من قبوله , وحذروه من اختلاف الثقافات وايضا الخوف من التوقعات لان كرة القدم لا تعرف كلمة اسمها الصبر , بخلاف ان بطل مصر استعان بستة مدربين خلال عامين فقط ثم استغني عنهم , وهو ما رد عليه وقتها بقوله " "أنا مندهش دائمًا من الذي يُسمح له بالحكم على الدول أو الفرق أو الأشخاص".
والمح الموقع الي ان فايلر يفضل دائما إصدار حكمه الخاص ، فهو يحكم عقله وضميره فقط ، و لا يرى كرة القدم على أنها لابد من وجودها، بل في اغلب الاحيان يتخيل الحياة بدونها ، وهو ما جعله على حد قوله جعله حراً في اتخاذ القرارات, بدليل انه ترك فريق إف سي نورنبيرج الذي كان قد تولى تدريبه وكان مرشحا للهبوط بعد ان صعد به بعد أن لمس افتقاد الروح والطموح لدي ادارته , ونفس الشيء واجهه في اندرلخت عندما رحل عنه في صيف 2016 والذي فاز معه بالدوري البلجيكي ، حيث شعر بعدم استقرار الامور فيما يتعلق بالصفقات الجديدة من اللاعبين.
ويعلق فايلر علي مثل هذه القرارات بقوله من عزلته في الفندق " انا دائما صريحا مع نفسي , و معاملاتي الواقعية والصادقة مع اللاعبين تلقى استقبالًا جيدًا واستمتع بالاقامة في هذا البلد المضيف , واشعر بالامتنان للتجربة التي تمنحها لي كرة القدم الآن لتغيير منظوري مرحب به فيما يتعلق بحياتي , واري المغامرة المصرية "مكثفة ومثيرة وتعليمية".
واضاف الموقع الالماني انه علي الرغم من انه لا أحد يعرف في بلاد النيل ما سيحدث بعد ذلك في ظروف فيروس كورونا , الا ان فايلر الاب لولدين وتعيش اسرته في زيورخ أن وجوده هنا في القاهرة مهم للفريق واللاعبين لانها مسئولية ولديه الوقت للكثير من الافكار , فكرة القدم توحد وتعلم وتثير المشاعر وايضا الطموح والطمع والان كل شيء علي المحك, وانه متلهف لمعرفة ما يمكن ان يتغير بعد هذه الازمة ولديه ثقة بانه سيتعلم شيئا جديدا لايتعلق فقط بعالم كرة القدم.