ذكاء كبير وحكمة وحنكة تعامل بها الحارس المخضرم شريف إكرامي، في ملف التجديد مع النادي الأهلي، وذلك بعد إعلان لجنة التخطيط بالقلعة الحمراء، موافقتها على رحيله عن صفوف الفريق وعدم تجديد عقده احترامًا لرغبة اللاعب.
عوامل كثيرة تؤكد أن شريف إكرامي كسب الرهان في الأهلي وذلك على النحو التالي:
1-رغبة في الرحيل
اعلن حارس الأهلي رغبته في الرحيل وذلك في توقيت مناسب وتحديدا عقب تأهل الأهلي إلى الدور ربع النهائي في دوري أبطال أفريقيا، واختار الحارس الدولي هذا التوقيت بذكاء بعد تنفس الأهلي وجماهيره الصعداء بتخطي موقعة الهلال السوداني في أم درمان وحسم التأهل من المجموعة المتشابكة.
2-الاتفاق مع بيراميدز
تمكن حارس الأهلي من جلب عرض قوي من صفوف بيراميدز للانتقال لصفوفه في نهاية الموسم، حيث سيحصل على 30 مليون جنيه في موسمين، وذلك يفوق ما كان سيحصل عليه من النادي الأهلي، في حالة البقاء.
3-دعم الشناوي وعدم الضغط على فايلر
القريب من الأمور داخل النادي الأهلي، يدرك أن شريف إكرامي يبذل دورًا كبيرًا في دعم محمد الشناوي ومساندته، ولا يقوم بالضغط عليه، كما لم يضغط على المدير الفني لطلب تطبيق سياسة الدور في مركز حراسة المرمى.
4-دعم لطفي وشوبير
شريف إكرامي يتمتع بذكاء كبير ويعتبره الجميع داخل الأهلي قدوة لهم، وعلمنا من مصادرنا أن حارس الأهلي كان يفضل تواجد علي لطفي ومصطفى شوبير في قائمة الفريق على حسابه بالمباريات الأفريقية الآخيرة، وذلك من أجل اكتساب الخبرات، خاصة انه اقترب من الرحيل.
5-كسب تعاطف جماهير الأهلي
تمكن حارس الأهلي من كسب تعاطف الجماهير حيث لم يفتعل أي أزمة لطلب المشاركة، وفضل الخروج في صمت، بعد بيان جاء على النحو التالي:
بعد مشوار امتد أكثر من ٢٣ عاما ناشئًا ولاعبا بالفريق الأول، ومع اقتراب نهاية تعاقدي الحالي، فقد استخرت الله في اتخاذ أحد أهم قراراتي وأصعبها داخل النادي الأهلي، والتي بها أرفع الحرج عن مجلس الإدارة التي أكن لها كل احترام
ولما استشعرته أيضا من حساسية تجاه هذا الملف.
23 عاما اعتدت فيهم على تحمل المسؤولية داخل الملعب، فلا يوجد متعة في كرة القدم أكثر من متعة المباريات والمشاركة فيها حاملا شعار الأهلي، وظل هدفي خلال الفترة الماضية محاولة العودة من جديد للعرين بالجهد الشاق والصبر، منتظرا
فرصة حقيقية ولكن يوما تلو الآخر يصبح الواقع أكثر صعوبة.
صراع معنوي شديد أجبرني على ضرورة اتخاذ القرار الأصعب، فهو النادي الذي بداخلي ذكرى جميلة في كل ركن من أركانه، والفريق الذي لم أتخيل أن أحمي عرينا آخر سواه، فالقرار كان عبئا نفسيا ثقيلا، ولكن ترك مركزي بلا أزمات فنية واستقرار الفريق وموقف الإدارة كلها عوامل أعانتني كثيرا على اتخاذ القرار.
لم أكن أنوي مطلقا اتخاذ قرار اللعب خارج النادي الأهلي، لكن في نفس الوقت حاولت جاهدا السيطرة على رغبتي في
التواجد داخل الملعب، فترة ليست بالقصيرة دامت أكثر من عامين، شهد فيهم الجميع باحترافي والتزامي الكامل، مطبقًا كل ما تعلمته من مبادئ ونظام وسلوك طوال مسيرتي داخل النادي.
فلم يكن هنالك أي خيار غير ضرورة البحث عن مكان آخر أتواجد فيه داخل الملعب، قرار يقبله ويدعمه العقل ويرفضه
بشدة القلب، فالنادي الأهلي وجمهوره هما الأساس الذي صنع اسم وعائلة إكرامي، لكن رغبتي الشديدة في المشاركة
داخل الملعب قبل فوات الأوان حالت دون استمراري.
في البداية أود أن أشكر مسؤولي النادي الأهلي سواءً كانت رغبتهم استمراري داخل الفريق أم لا وكل التوفيق لهم في ما هو قادم، شكرًا جزيلًا لكل مدرب حراس مرمى ومدير فني تعاملت معه، فكل منكم كان له بصمة استفدت منها خلال مشواري داخل جدران النادي.
جمهور الأهلي الكبير، مساندتكم ودعمكم كانوا السبب الرئيسي في أي نجاح حققته أو كنت جزءا منه، فأنتم من صنعتم الكيان الكبير وشعبية نجومه وما زلتم، وحبكم واحترامكم بالنسبة لي أكثر أهمية من أي بطولات تحققت وسيظلون دائما التاريخ الحقيقي وأجمل ذكرى لي في مشواري.
شكرًا من القلب لكل من ساندني خلال مسيرتي سواء حبا في شخصي أو دعمًا للنادي الأهلي، فكنتم دائما الدافع الرئيسي للاستمرار والمثابرة، وشكرا أيضا لكل من انتقدني أو تجاوز في حقي كرهًا في شخصي أو للنادي الأهلي، فكنتم دائمًا
الوقود الذي يستفز قدراتي ولكم جميعًا مني كامل الاحترام.
في النهاية أخطأت أحيانا وأجدت أحيانا، ولكن يعلم الله وكل من عمل معي خلال مشواري أني لم أقصر يوما تجاه
مسؤوليتي داخل الملعب أو خارجه، وكان هدفي دائما خدمة الفريق لتحقيق أهدافه وتجسيد شخصية النادي وإرساء مبادئه
ومحاولة كسب احترام الجميع، وأتمنى أن أكون قد وفقني الله في ذلك.
كل التفاصيل وما يخص خطوتي المقبلة سوف أعلن عنها بوضوح حين الاستقرار عليها وفي التوقيت المناسب، كل تركيزي الآن مع فريقي لتحقيق موسم أخير ناجح يرضي طموحات جمهورنا الكبير والأداء بإخلاص حتى آخر يوم لي داخل القلعة الحمراء.
بنهاية الموسم الحالي ينتهي دوري كلاعب داخل جدران بيتي، بإرادتي أرحل من الباب الكبير، مرفوع الرأس، فخورًا بما
حققته، باحثًا عن تجربة وتحد جديدين، وسأظل دائما ممتنا لهذا الكيان وفخورًا بانتمائي له ولجمهوره أصحاب الفضل
بعد الله في كل شيء، وأعود إليه يوما ما مستقبلا إذا شاءت الأقدار".