ناجلزمان «التلميذ» يتفوق على مورينيو «الأستاذ» في دوري أبطال أوروبا

الأربعاء 11/مارس/2020 - 07:38 م
كتب: ندى احمد
 يوليان ناجلزمان
يوليان ناجلزمان

في سن الثانية والثلاثين، تفوق المدرب «التلميذ» الألماني يوليان ناجلزمان على «الأستاذ» البرتغالي جوزيه مورينيو وبات أصغر مدير فني في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، يبلغ ربع النهائي بقيادة فريقه لايبزيج الألماني على حسابتوتنهام الإنجليزي.

كان المدرب الألماني الشاب في أبهى صور السعادة أمام وسائل الإعلام مساء الثلاثاء، عقب فوز فريقه على النادي اللندني وصيف بطل النسخة الأخيرة بثلاثية نظيفة في إياب ثمن النهائي، بعدما تغلب عليه في العاصمة الإنجليزية بهدف وحيد.

كان ناجلزمان واعيًا بالإنجاز الذي حققه في مسيرته التدريبية الشابة والواعدة وخطوته المهمة نحو مستقبل مشرق.

يمكنك قراءة أيضًا: تعليق إليسيتش الناري بعد رباعيته في شباك فالنسيا
وقال «هذه نتيجة مهمة جدًا بالنسبة للنادي، إنها جيدة جدًا جدًا»، مذكِّرا بأن لايبزيج، في تاريخه القصير (تأسس عام 2009)، لم يصل أبدا إلى هذه المرحلة من المسابقة.

وأضاف «إنها لحظة مهمة بالنسبة لكتب التاريخ، لأنها المرة الأولى، إنه إنجاز سيكون في الصفحة الأولى، يمكننا تصفح الكتاب وقراءة ما حققناه مع هذا النادي».

الكتب ستحكي أيضا أن ناجلزمان أطاح بوحش خبير في عالم التدريب والمسابقة، وهو مورينيو (57 عامًا) المتوج بلقبين في البطولة القارية العريقة، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى ربع النهائي منذ عام 2014.
توخيل وجوارديولا
قبل هذه المواجهة المزدوجة، اعترف المدرب الألماني أن مورينيو أثار إعجابه في شبابه، وقال «لقد استلهمت كثيرًا من الفترة التي قضاها في بورتو، الطريقة التي فاز بها معه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2004 ضد موناكو الفرنسي، مع فريق قوي جدًا في البرتغال، لكنه لم يكن أكبر الأندية الأوروبية، أثارت إعجابي كثيرًا».

وأضاف «وقتها كان لا يزال مدربًا شابًا جدًا (41 عامًا)، ولم يكن هو نفسه لاعبًا رائعًا، وبالتالي كانت لديه مسيرة مماثلة إلى حد ما لمسيرتي».

لكن المقارنة تتوقف عند هذا الحد، من حيث السجل من ناحية، وفلسفة كرة القدم من ناحية أخرى، فإن الرجلين على كوكبين مختلفين.

وتابع ناجلزمان ردًا على المقارنة بينه وبين المدرب البرتغالي «لقد فزت بلقب واحد، مع فريق للشباب، وهو فاز بأكثر من 20 لقبًا على المستوى الاحترافي».

ومن الناحية التكتيكية، فإن أساتذته هم من الفنيين الذين يعتمدون الأسلوب الهجومي والإبداعي: مواطنه توماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي والإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي.

بالنسبة لناجلزمان «يتقاسم توخيل وجوارديولا طريقة لابتكار كرة القدم تعتمد على السيطرة في جميع مراحل اللعب»، وهي الطريقة التي اعتمد عليها لايبزيج في مواجهتيه ضد توتنهام!

مدرب رقمي
يمكنك قراءة أيضًا: معاناة مورينيو.. إليسيتش السوبر الأبرز في تأهل أتالانتا ولايبزيج
المدرب الشاب ناجلزمان يتمتع أيضًا بسمعة يطلق عليها الألمان «مدرب كمبيوتر محمول أو مدرب رقمي»، ويسارع المدرب الشغوف بالبيانات دائمًا في اختبار جميع البرامج القادرة على مساعدته في إدارة الحالة البدنية للاعبين، وجهودهم في التدريبات، نومهم، وأمور أخرى.

كما أنه اعترف بـ «التجسس على الإنترنت على النادي اللندني»، في محاولة لفهم الأجواء التي سادت داخليًا في صفوف السبيرز.

وقال «أستمع إلى جميع المؤتمرات الصحفية، أشاهد جميع الأحاديث الصحفية، في أكثر الأحيان، تصريحات اللاعبين في نهاية المباراة هي بمثابة انعكاس لما يطلبه منهم المدرب، إنها طريقة جيدة لفهم الأجواء».

أجبر ناجلزمان صاحب الطول الفارع (1،90 م) على اعتزال لعب كرة القدم في سن العشرين عامًا بسبب إصابة خطيرة في الركبة، لكنه اكتشف شغفه بمهنة التدريب من خلال العمل كمساعد لتوخيل في أوجسبورج في عام 2008 مع فرق الفئات العمرية.

عبقريته المبكرة في مجال التدريب، دفعت هوفنهايم إلى تعيينه مدربًا لفريقها الأول عام 2016 ليصبح في الثامنة والعشرين من عمره أصغر مدرب في دوري الدرجة الأولى في تاريخ البطولات الأوروبية الخمسة الكبرى.

التحق بلايبزيج مطلع الموسم الحالي بهدف قطع شوط كبير في مشروع النادي والذي أطلقه منذ عقد من الزمن مالك شركة مشروبات الطاقة «ريد بول» ديتريخ ماتيشيتس، بعد ثمانية أشهر من وصوله، أظهر أنه في مستوى التطلعات.