النتائج فوق الجميع شعار يستعين به أي مجلس إدارة لتأكيد نجاحه خلال مهمة في قيادة الفريق، وذلك ما يفعله مجلس إدارة نادي الزمالك بالوقت الحالي، وتحديدا بعد النجاحات الكبيرة للفارس الأبيض في شهر فبراير.
تمكن مجلس إدارة نادي الزمالك من أكثر من أزمة خلال الشهور الماضية، البعض منها مفتعل وذلك بعد تسريب عقود عدد من اللاعبين من أجل ضرب استقرار الفريق، وحدوث فتنة بين اللاعبين لعرقلة مسيرة الفريق بعد التتويج بالكونفيدرالية في النسخة الماضية.
وشهدت الفترة الماضية تسريب عقود خالد بوطيب محترف الزمالك المغربي، كما تم تسريب ايضا عقد محمد عواد حارس الفريق وذلك من أجل التأثير على مسيرة الزمالك.
تعرض نادي الزمالك ايضا لأزمة مالية قوية بسبب عدم سداد الشركة الراعية جزء من المستحقات المتأخرة، وترتب على ذلك ثورة غضب من بعض اللاعبين داخل صفوف الفريق، وسعى خلالها مجلس الإدارة للم الشمل وتسبب ذلك في التأثير على مسيرة الفريق تحت قيادة الصربي ميتشو.
ولم يتمكن الصربي ميتشو من وضع اللاعبين على الطريق الصحيح، وسيطرت على اللاعبين على نفسية سيئة بعد دخول أكثر من لاعب في صدام مع الإدارة بسبب المستحقات حيث هرب حمدي النقاز، وطالب محمود جنش بمستحقاته المالية، وحدثت مشاحنات بين الإدارة وطارق حامد، وكان لهذه الأزمة جزء كبير في ابتعاد الزمالك عن لقب الدوري واتساع فارق النقاط مع الأهلي.
ولكن بعد رحيل ميتشو والاستعانة بالفرنسي باتريس كارتيرون، اجتهد الآخير بشكل مميز، وخالف كل التوقعات التي كانت تنتظر سقوط الزمالك في شهر فبراير الحالي، حيث كان يتوقع البعض إقالة كارتيرون.
فتمكن كارتيرون خلال شهر فبراير من الفوز على الإسماعيلي في الإسماعيلية، ثم حصد لقب السوبر الأفريقي أمام الترجي التونسي، ثم لقب السوبر المحلي من الأهلي.
وواصل بالفعل الزمالك تحت القيادة الفرنسية النتائج المميزة والرائعة بتحقيق الفوز على الترجي التونسي بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليقطع الفارس الأبيض شوطاً كبيراً نحو الوصول للدور نصف النهائي في بطولة دوري أبطال أفريقيا.
ويأتي السر وراء تألق الزمالك مع كارتيرون هو قيام المدرب الفرنسي بالتقرب من اللاعبين ودعمهم معنويا ونفسيا بشكل مميز بالإضافة إلى علاج الأزمة الدفاعية، ثم الاستعانة بطريقة فنية تتناسب مع امكانيات نادي الزمالك من خلال الدفاع المنظم ثم الهجمة المرتدة، بالتزامن مع حل مجلس الإدارة جزء كبير من الأزمة المالية.
الأمر المؤكد هو أن منظومة نادي الزمالك لن تنسى شهر فبراير من عام 2020 بعد أن تمكن الزمالك من استعادة جزء كبير من شخصيته وهيبته ووضعت الفريق على الطريق الصحيح.
فهل يواصل نادي الزمالك تحقيق هدفه الأكبر وهو حصد لقب دوري أبطال أفريقيا، خاصة في ظل الخبرات والرؤية الرائعة لمدربه الفرنسي باتريس كارتيرون في التعامل مع المواجهات بحكمة وعقل؟.