في عام 1993 قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إقامة النسخة الأولى من بطولة السوبر الأفريقي، وهي مباراة كانت تقام كل عام بين الفائز بدوري أبطال أفريقيا مع الفائز بكأس أفريقيا للأندية حتى عام 2004، قبل أن تتغير البطولة عام 2005 لتقام بين الفائز بدوري أبطال أفريقيا مع الفائز بكأس الكونفيدرالية الأفريقية لتحديد بطل أبطال القارة لكل عام.
واليوم تقام النسخة 28 من البطولة بين الزمالك بطل الكونفيدرالية والترجي التونسي بطل دوري الأبطال في السادسة بتوقيت القاهرة الثامنة بتوقيت الدوحة العاصمة القطرية التي تستضيف المباراة على ملعب إستاد الغرافة ويقودها تحكيمياً الجنوب أفريقي فيكتور جوميز.
الزمالك فاز بلقب السوبر ثلاث مرات في تاريخه أعوام 1994، 1997 و2003، بينما يحمل الترجي لقب واحد فقط للبطولة حصل عليه في نسخة 1995 وخسر هذا اللقب ثلاث مرات من قبل 1999، 2012، 2019.
مواجهة الليلة بين القلعة البيضاء وفريق الدم والذهب، هي بداية لسلسلة مباريات من العيار الثقيل للزمالك يبدأها اليوم قبل أن يلتقي الأهلي يوم 20 فبراير الجاري على لقب السوبر المصري، ثم يتجدد لقاؤه مع الترجي ذهاباً وإياباً في دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا، وهي فترة لم يمر بها نادي الزمالك من قبل ولم يعيش هذه المواجهات الصعبة والقوية في مدة ثلاثة اسابيع فقط.
نعود إلى مباراة اليوم والتي ستكون أشبه بحرب خداع من على خطوط الملعب، فكيف يفكر الفرنسي كارتيرون وماذا يدور في ذهن معين الشعباني المدير الفني لفريق الترجي ؟ .. اجابة السؤال ببساطة تحملها طبيعة وطريقة لعب كل فريق، الزمالك اعتاد في الفترة الأخيرة الاعتماد على طريقة لعب 4-2-3-1، وفيها يكون الشق الهجومي معتمداً أكثر على تحركات الأجنحة مع العمق الهجومي ليكتفي ظهيري الجنب بالأدوار الدفاعية مع التقدم في الهجمات المرتدة فقط أو لحطة انكماش المنافس للدفاع.
ولتفسير هذا الأسلوب بشكل اكثر واقعية، فنترجمه مع تشكيل الفريق المتوقع اليوم، ففي حراسه المرمى محمد أبوجبل، وأمامه قلبي الدفاع محمود حمدي الونش ومحمود علاء، وفي الجبهة اليمنى حازم إمام ويساراً محمد عبد الشافي، وفي الوسط الدفاعي طارق حامد وفرجاني ساسي، وأمامهم يوسف أوباما كصانع لعب، ويلعب أشرف بن شرقي دور الجناح الأيمن وأحمد سيد زيزو جناح أيسر وفي الهجوم مصطفى محمد.
وفي هذه الحالة سيبدأ دفاع الزمالك من عند قلبي الدفاع حامد وساسي، بينما يبدأ الهجوم من الجناحين زيزو وبن شرقي وتحركات أوباما، ولا يهم من سيحرز الأهداف هل القادمون من الخلف أم العرضيات على رأس مصطفى محمد، فالكل في واحد خلال الهجوم
في المقابل فأن الترجي اعتاد على اللعب بطريقة 4-4-2، وهو الأسلوب الذي يضمن للفريق زيادة عددية في وسط الملعب سواء دفاعاً أو هجوماً، مع اعتماد كبير على انطلاقات ظهيري الجنب فهم الرافد الأساسي في هجوم الفريق.
ويمتلك رباعي دفاعي قوي الرباعي، الظهير الأيمن سامح الدربالي، و الجزائري إلياس شتي الظهير الأيسر، بينما خسر الفريق جهود قلب الدفاع الجزائري عبد القادر بدران ، لكن مازال لديه المدافع القوي محمد علي اليعقوبي، وربما مشكلة الترجي في دفاعاته هي عنصر السرعة ورد الفعل بسبب ارتفاع معدل الأعمار ومعها نقص بسيط في معدل اللياقة البدنية.
أما أهم مفاتيح لعب الترجي فتتلخص في الشق الهجومي، بداية من المهاجم القوي الليبي حمدي الهوني، وإيهاب المباركي الذي يعتبر أهم مفاتيح اللعب لنادي الترجي، وهو ما يجعل من مواجهة الثنائي صعوبة وضغط على دفاع الزمالك.
ولا شك أن كل فريق يملك مميزات كما أن لديه عيوب أو نواقص، وما يكمل ويميز فريق عن أخر، هي الحالة النفسية والرغبة والإصرار لدى لاعبيه في تخطي المواجهات الصعبة وتحقيق الانتصارات والفوز بالألقاب، ويمكن الجزم بأن مباراة الليلة ستكون كثير من العوامل النفسية وقليل من الفنيات، والفريق القادر على امتلاك الثبات الانفعالي سيكون له الأفضلية في اللقاء.