نجح أتلتيكو مدريد بمباراته الودية التي خاضها الليلة أمام الأهلي المصري تحت شعار "السلام ضد الإرهاب" بالإسكندرية، في الخروج إلى بر الأمان، والتي شهدت تباينا في الأداء بين شوطي اللقاء.
استهل الأتلتي اللقاء بتشكيلة متوازنة شملت بعض لاعبي الصف الثاني، إن صح التعبير، والذين لا يشاركون بصفة مستمرة، مثل الجناح الألباني الشاب كايدي باري (20 عاما) والذي قدم أداءً طيبًا مقارنة بعمره وخبراته.
ولكنه أيضًا ضم في التشكيل الأساسي المهاجم المخضرم فرناندو توريس، والذي لم يظهر بالمستوى المعهود عنه، حيث لم يشكل خطورة كبيرة على مرمى "الشياطين الحمر" خلال الشوط الأول.
وكذلك ظل البلجيكي يانيك كاراسكو، والذي لعب أمام الأهلي في مركز صانع الألعاب وليس الجناح، بعيدًا عن فترة تألقه أواخر موسم 2015-2016، والتي توجها بالوصول لنهائي التشامبيونز ليج أمام ريال مدريد، الذي توج حينها ببطولته القارية "الحادية عشر".
وكانت أبرز مظاهر خطورة الروخيبلانكوس في الشوط الأول منبعها، بأقدام أنخل كوريا وخوانفران توريس وكايدي، إضافة للقوة البدنية التي يتمتع بها الغاني توماس بارتي في خط الوسط والتي أفسدت العديد من هجمات الأهلي وحرمته من الكرة.
وحتى الفرص التي سنحت للفريق الضيف سواء لتوريس أو لكاراسكو وكذلك كوريا أدت إلى شعور سيميوني بـ"اليأس" من على مقاعد البدلاء، لمعاناة الفريق المتواصلة في هز الشباك، والتي عانى منها كثيرًا في الليجا، لتصاحبه أيضًا في مصر قبل انطلاق الشوط الثاني الذي تغير فيه الحال.
خسر أتلتيكو الشوط الأول بهدف نظيف، ومني بالثاني في ظل نشوة التغييرات التي أجراها مدرب الأهلي، حسام البدري، مطلع النصف الثاني، ليجد نفسه متأخرا بثنائية نظيفة بعد 53 دقيقة من المباراة.
وعلى إثر هذا التأخر، أجرى سيميوني ستة تغييرات بعد الاستراحة، كان أبرزها الثنائي الفرنسي؛ أنطوان جريزمان وكيفن جاميرو، اللذين حلا بدلا من كايدي وتوريس على الترتيب، وهما اللاعبان اللذين تألقا الموسم الماضي وسجلا العديد من الأهداف قبل أن يتواريا عن الأنظار مع بداية موسم 2017-18 الجاري.
وتحولت مجريات اللعب تماما بعد أن استفاق هذا الثنائي الذي تسبب في إصابة دفاعات الأهلي بارتباك شديد، استغله جاميرو بأفضل طريقة ممكنة وهز شباك أصحاب الضيافة بثلاثية من توقيعه الشخصي "هاتريك".
وفي ليلة "السلام" أعاد جاميرو "السكينة" إلى الفريق المدريدي بالهاتريك الذي سجله في غضون نحو 20 دقيقة شهدت كرة قدم جيدة متمثلة في السرعة والانتشار من جانب لاعبي الفريق الزائر.
ووضح التأثير الذي تمتع به كل من جريزمان الشاب صاحب الـ26 عاما وجاميرو الأكبر سنا (30 عاما) مقارنة بالترهل والضعف الذي شوهد به توريس المخضرم (33 عاما)، دون إغفال عوامل أخرى شهدها اللقاء.
ومن هذه العوامل، التغييرات الكثيرة (21 تبديلا) التي أجراها البدري في صفوف الأهلي، الذي استعان بلاعبين من أندية ودول أخرى ليتغلب على فكرة الإرهاق البدني للاعبيه الذين خاضوا أمس مباراة في الدوري المحلي، مما أضعف من أداء الفريق الأحمر، حيث شارك في هذا اللقاء بثلاثة فرق مختلفة على الأقل، مما قد يؤثر على التقييم الفعلي لأداء أبناء العاصمة الإسبانية.
ويضاف إلى ذلك أيضا، إشراك بعض اللاعبين المهمين في صفوف الروخيبلانكوس في الدفاع ووسط الملعب، أمثال: شيمي فيرساليكو وستيفان سافيتش وساؤول نييجيز، ولكن يظل فرق الشراسة الهجومية واضحًا بين أتلتيكو توريس وأتلتيكو جريزمان وجاميرو.
فرناندو توريس الذي صرح قبل أيام، أنه يعلم جيدًا أنه يتوجب عليه مواصلة القتال لحجز مكان في التشكيلة الأساسية في ظل انضمام دييجو كوستا وفيتولو، اعتبارًا من يناير/كانون ثان المقبل بعد ساعات، يبدو عليه أنه سيقاتل كثيرًا، كي يستعيد نفسه ومستواه هو قبل أن ينظر للآخرين، يتوجب عليه أن يصارع نفسه وسنه وأداءه الشخصي.
وعلى الصعيد الجماعي، اختتم أتلتيكو العام بانتصار ولو ودي أمام "ثلاثة فرق" بشعار الأهلي المصري، ربما يكون مفيدًا في تجاوز الهزيمة أمام إسبانيول في الليجا في آخر الجولات قبل أعياد الميلاد، كما قد يكون له الأثر الإيجابي بعد انضمام الصفقات التي انتدبها النادي المدريدي بعد انقضاء فترة العقوبة.