50 عاما مرت على فوز النادي الإسماعيلي "الدراويش" ببطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، كأول نادي مصري وعربي يفوز بالبطولة وسط ظروف عصيبة مر بها النادي ومرت بها مصر في السنوات التي تلتها؛ حيث نجح النادي الإسماعيلي في المباراة النهائية التي أقيمت في يوم 9 يناير من العام 1970 في تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد على فريق الأنجلبير الرهيب الذي كان بطل أفريقيا وسيد القارة لسنوات عديدة وحتى الآن عقب العودة لأسمه القديم مازيمبي.
ما يفوق 120 ألف مشجع مصري احتشدت بهم جنبات ملعب ناصر الدولي الذي امتلأ عن آخره قبيل أن ينتصف النهار حتى أن التلفزيون العربي أعلن عن إذاعة المباراة في الساعة العاشرة صباحا عندما أمتلئ الملعب تماما بجانب تكدس الآلاف خارج أسوار الملعب يرغبون في مشاهدة المباراة ومؤازرة النادي الإسماعيلي الذي كان يمثل مصر وقتها التي توقف بها النشاط الرياضي بأكمله عقب هزيمة 5 يونيو 1967 وكان الإسماعيلي بمشاركته الأفريقية الأولى عقب فوزه بآخر بطولة للدوري العام المصري في مايو 1967 يعتبر الممثل الوحيد للنشاط الرياضي الكروي المصري.
ونجح سيد عبد الرازق / سيد بازوكا / في تسجيل هدفين وعلي أبوجريشة نجم الإسماعيلي والمنتخب المصري من تسجيل هدف ليحصد الإسماعيلي البطولة الأفريقية في نسختها الخامسة حيث انتهت نتيجة مباراة الذهاب التي أقيمت بالعاصمة الكونجولية كينشاسا بالتعادل بهدفين لكل فريق أحرزهما سيد عبد الرازق بازوكا وهنداوي.
وخلال مشوار البطولة التي بدأها الإسماعيلي في شهر أكتوبر من العام 1969، فاز في مباراة الذهاب لدور الستة عشر على نادي التحدي الليبي بطرابلس بخماسية نظيفة سجلهم أميرو درويش (هاتريك) وسيد بازوركا وعلي أبوجريشة وفي مباراة العودة بالقاهرة حقق الإسماعيلي الفوز مرة أخرى بثلاثية نظيفة سجلهم أميرو وبازوكا وأبوجريشة.
وواصل الإسماعيلي مغامراته الأفريقية التي جعلت النقاد يلقبونه بـ"طرازان أفريقيا" في دور الثمانية بمواجهه نادي جورماهيا الكيني حيث حقق الفوز في مباراة الذهاب بنيروبي بثلاثة أهداف مقابل هدف أحرزهم أبوجريشة نجم الفريق وتعادل في مباراة العودة بهدف لكل فريق بالقاهرة وسجل بازوكا هدف الإسماعيلي.
وفي مباراة قوية وعنيفة في الدور قبل النهائي، تعادل الإسماعيلي أمام نادي أشانتي كوتوكو الغاني الشهير بهدفين لكل فريق سجلهما علي أبوجريشة وعبد الرحمن أنوس، وشهدت المباراة توترا كبيرا؛ نظرا لوفاة ملك قبيلة الأشانتي قبيل المباراة بيومين وفرضت حراسة قوية على بعثة النادي الإسماعيلي لمعتقدات القبيلة القديمة التي تقضي بالتضحية بعدد من الأجانب المتواجدين بأرض القبيلة قبيل دفن ملك الأشانتي.
وفي مباراة العودة فاز الإسماعيلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة قوية وعصيبة سجلهم عبد العزيز هنداوي (هدفين) وعلي أبوجريشة هدف ليصعد الإسماعيلي للمباراة النهائية ويلاقي الأنجلبير على لقب البطولة.
وحصد علي أبوجريشة نجم الإسماعيلي والمنتخب المصري لقب هداف البطولة برصيد 8 أهداف، كما أحرز لقب أحسن لاعب في أفريقيا للعام 1969 في استفتاء مجلة (جون أفريك) والمركز الثاني لأحسن لاعب إفريقي في أستفتاء مجلة (فرانس فوتبول) الشهيرة لنفس العام.
وكان الإسماعيلي قد شارك في تلك البطولة بفريق قوامة 13 لاعبا فقط هم: حسن مختار حارس المرمي والسناري وحودة وميمي درويش وأمين أبراهيم ونصر السيد وسيد حامد وأنوس وعلي أبوجريشة وسيد عبد الرازق بازوكا وهنداوي وريعو وأميرو نتيجة توقف النشاط الرياضي في مصر، حيث كان الإسماعيلي الممثل المصري الوحيد في تلك الفترة في البطولات الأفريقية التي شارك خلالها في بطولة العام التالي 1970 ووصل إلى الدور النصف النهائي وخرج أمام نادي أشانتي كوتوكو الغاني بالهزيمة بهدفين دون رد في مباراة العودة عقب التعادل السلبي في مباراة الذهاب في القاهرة.
وواصل مشاركاته الفريقية في العام الذي يليه 1971 وهزم أيضا أمام نادي أشانتي كوتوكو الغاني بثلاثية دون رد في مباراة العودة لدور الثمانية عقب التعادل السلبي في القاهرة بدون أهداف، وفي العام 1972 خرج من دور الستة عشر أمام نادي أهلي طرابلس بضربات الجزاء في مباراة العودة عقب فوز الفريق الليبي بهدف وحيد وفوز الإسماعيلي بهدفين مقابل هدف واحد في مباراة الذهاب ولم تكن قاعدة احتساب الهدف في أرض الخصم مطبقة.
وفي العام 1973 أنسحب الإسماعيلي عقب الصعود للدور النصف النهائي نتيجة حرب أكتوبر المجيدة وكان سيلاقي نادي أشانتي كوتوكو الغاني مرة أخرى لتنتهي مغامرات الإسماعيلي الأفريقية في عقد السبعينات ليخلفه نادي غزل المحلة الذي شارك في النسخة التالية في العام 1974 ليخسر كأس البطولة في النهائي ويكتب ظهور شوقي غريب نجم المحلة والمنتخب المصري ويظل لمدة 15 عاما أساسيا بناديه والمنتخب المصري.
وخلال عقد الثمانينات شارك الإسماعيلي في بطولة كأس أفريقيا لأبطال الكؤوس بفريق من الموهوبين على رأسهم الراحل محمد حازم والذي كان موهبة مصرية واعدة في مركز رأس الحربة وكان في طريقة ليخلف نجم مصر محمود الخطيب في المنتخب المصري لولا أن اختاره الله لجواره عقب أيام معدودة من انتهاء مشوار الإسماعيلي في البطولة في الدور النصف النهائي على يد النادي الأهلي المصري الذي فاز بالبطولة.
ليعود الإسماعيلي في عقد التسعينات بجيل جديد من الموهوبين ضمهم النادي من مختلف الأندية المصرية بجانب فريق قطاع الناشئين بالنادي أبرزهم محمد صلاح أبوجريشة وفوزي جمال وسعفان الصغير ومحمد فكري الصغير وأحمد قناوي والراحل أحمد رزق وأحمد العجوز بجانب عصام عبد العال والبشير عبد الصمد وغيرهم من المواهب التي نجحت في الفوز بلقب الدوري العام 1991 وبلوغ الدور نصف النهائي في دوري أبطال أفريقيا في العام 1992 وخرج أمام الهلال السوداني.