مع اقترب دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا من الوصول لخط النهاية، أصبح مصير فرق المجموعة الأولى في يد فريق الزمالك، الذي يخوض الليلة مواجهة صعبة وقوية أمام زيسكو الزامبي في إطار مباريات الجولة الرابعة، على ملعب إستاد السلام في التاسعة مساء.
ولكن لماذا الزمالك يتحكم في مصير المجموعة؟.. الإجابة ببساطة أن مازيمبي الكونغولي يتصدر المجموعة برصيد 7 نقاط ويأتي الزمالك وصياً بأربع نقاط ثم أول أغسطس وزيسكو ولكل منهما نقطتين، وفوز الزمالك اليوم وفوز مازيمبي أيضاً في لقائه أمام أول أغسطس يعني تأهل مازيمبي رسمياً إلى دور الثمانية وتتبقى للزمالك نقطة واحدة من مباراتين للتأهل الرسمي هو الأخر، ووداع زيسكو وأغسطس للبطولة.
أما إذا فاز مازيمبي وخسر الزمالك فهذا يعني بقاء الوضع على ما هو عليه من منافسة ثلاثية للتأهل، وعدم حسم أي فريق للتأهل بل يكون زيسكو له الأفضلية مع مازيمبي في تلك الحالة، وهو الاحتمال الذي لا نتمناه، وننتظر من لاعبوا الزمالك وضع حد للحسابات وحصر المنافسة مع مازيمبي فقط، خاصة وأن الزمالك لديه فرصة كبيرة في تصدر المجموعة إذا ما فاز اليوم ووصل للنقطة السابعة، وقد يحسم الصدارة في الجولة التالية عندما يستضيف مازيمبي بالقاهرة وهو ما يمنح القلعة البيضاء الأفضلية.
نعود إلى تفاصيل اللقاء من الناحية الفنية .. أول خطوات النجاح للزمالك في مباراة اليوم هو ألا ينظر إلى حسابات منافسيه أو فرص الصدارة من عدمه، وليترك اللاعبون تلك الحسابات للجهاز الفني ويضع كل لاعب تركيزه فقط في أرض ملعب السلام من أجل تخطي زيسكو وتحقيق الفوز الذي يضمن للفريق وضع قدم في دور الثمانية، ويجب أن يدرك اللاعبون أن مباراة الليلة ليست سهلة بأي حال من الأحوال، بغض النظر عن نجاح الزمالك في العودة من زامبيا بنقطة ثمينة، فخطورة وصعوبة المواجهة أن زيسكو ما زال يحتفظ بالأمل في التأهل إلى دور الثمانية وبطبيعة الحال فأن المنافس ليس لديه ما يخسره وقد يكون ذلك دافع للمنافس لخوض مباراة هجومية مفتوحة بحثاً عن "مقامرة" قد تفيد الفريق في مشوار المجموعات.
ومن المؤكد أن الجهاز الفني للزمالك يعلم كافة التفاصيل وحتى كيف يفكر منافسه على الأقل من الناحية الحسابية في هذه المباراة، وعليه كانت تعليمات الفرنسي باتريس كارتيرون للاعبيه، بضرورة الالتزام التكتيكي والحفاظ على الشكل الذي سيبدأ به الفريق مواجهة الليلة، فالالتزام الخططي أول خطوات السيطرة على اللقاء والتي تعتمد على حرمان المنافس من التقدم للثلث الدفاعي لمرمى أبو جبل الذي يعود لحراسة مرمى الفريق في لقاء اليوم، كما تعود باقي القوة الضاربة أو العناصر التي شكلت القوام الأساسي بغض النظر عن التدوير في مباريات الدوري.
فسيقود الدفاع محمود علاء وبجواره الونش خاصة وأن الإرهاق يهدد مشاركة محمد عبد الغني، ويساراً عبد الشافي ويميناً حازم إمام، وفي الوسط الدفاعي ساسي وطارق حامد وأمامهم يوسف أوباما كصانع ألعاب والجناحين بن شرقي وأوناجم أو أحمد سيد زيزو وفي الأمام مصطفى محمد.
وهو التشكيل الأقرب إلى فكر كارتيرون الذي يسعى لقتل المباراة مبكراً من خلال احراز الأهداف لخلق نوع من الإحباط لدى المنافس وحصول الزمالك على دفعة معنوية من خلال التقدم.
وتلخصت تعليمات كارتيرون لمجموعة الدفاع بالتغطية القوية دون الوقوع في الأخطاء حتى لا يتترك المساحات أمام المنافس لخلق فرص تهديفية مثلما حدث في لقاء الذهاب، وتعادل وقتها زيسكو من خطأ ساذج في التغطية الدفاعية.
وطالب الفرنسي من مجموعة الهجوم عدم الاستعجال أو التسرع، وطالبهم فقط باستغلال كل الفرص من أجل التقدم نحو مرمى المنافس مع الاحتفاظ بالثبات الانفعالي الذي يضمن للفريق الأداء بشكل ثابت طوال زمن المباراة، وحذر من البطاقات الملونة التي قد تتسبب في خسارة الفريق أي من عناصره في مواجهة مازيمبي في الجولة التالية.
وإذا كانت هذه أبرز التعليمات الفنية والحسابات التي تسبق المباراة، فلم يعد أمام الجماهير سوى الانتظار لأداء اللاعبين في مواجهة الليلة وتحقيق الفوز الذي يضع الفريق بالقرب من دور الثمانية للبطولة القارية الأهم.