تشهد جوائز الأفضل المقدمة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" للعام المنقضي 2019، والتي تجرى غدا الثلاثاء بمدينة الغردقة المصرية منافسة شرسة على جائزة أفضل مدرب لمنتخبات الرجال في القارة السمراء.
وضمت القائمة النهائية للمرشحين للحصول على جائزة أفضل مدرب كلا من الجزائري جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر، والتونسي معين الشعباني مدرب فريق الترجي التونسي، والسنغالي أليو سيسيه مدرب منتخب السنغال.
وتأمل الجماهير العربية في تتويج بلماضي أو الشعباني بالجائزة المرموقة، التي لم يحصل عليها من المدربين العرب سوى المصري حسن شحاتة مدرب منتخب مصر الأسبق عام 2008، والجزائري خير الدين مضوي، حينما كان مدربا لفريق وفاق سطيف الجزائري عام 2014.
ولمع اسم بلماضي كأحد أبرز مدربي الساحرة المستديرة ليس في أفريقيا فحسب بل في العالم أيضا، بعدما قاد المنتخب الجزائري في العام الماضي لاستعادة بطولة كأس الأمم الأفريقية التي غابت عن خزائنه لمدة 29 عاما.
وظهرت بصمات بلماضي الفنية على منتخب الجزائر الذي قدم أداءً رفيع المستوى خلال مشواره في البطولة القارية التي أقيمت بمصر في الصيف الماضي، ليحصل على اللقب عن جدارة، بعدما حقق ستة انتصارات وتعادلا وحيدا خلال مشواره في البطولة.
واختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بلماضي في شهر يوليو الماضي للتواجد ضمن عشرة مرشحين للحصول على جائزة أحسن مدرب في العالم، ضمن جوائز الأفضل (ذا بيست)، بعد الطفرة التي حققها في مستوى المنتخب الجزائري في العام المنصرم.
وعانى منتخب الجزائر من النتائج المهتزة منذ رحيل المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش عام 2014 بعد أيام قليلة من قيادته منتخب (محاربو الصحراء) لبلوغ دور الستة عشر في نهائيات كأس العالم بالبرازيل.
وأخفق منتخب الجزائر في التأهل لمونديال روسيا 2018، كما ودع مبكرا بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالجابون عام 2017 من مرحلة المجموعات، ليتولى بلماضي 43 عاما تدريب الفريق ويقوده لاعتلاء عرش الكرة الأفريقية في العام الماضي.
ومنذ تعيين بلماضي مدربا لمنتخب الجزائر في الثاني من أغسطس 2018، قاد الفريق في 21 مباراة على الصعيدين الودي والرسمي، حقق خلالها 16 انتصارا مقابل 4 تعادلات وخسارة وحيدة.
من جانبه، يعتبر معين الشعباني أحد المدربين الواعدين في كرة القدم الأفريقية حاليا، لاسيما بعدما قاد فريقه الترجي في العام الماضي للاحتفاظ بلقب دوري أبطال أفريقيا للنسخة الثانية على التوالي.
وتولى الشعباني 38 عاما تدريب الترجي بصورة مؤقتة في أكتوبر 2018، خلفا للمدرب خالد بن يحيى، لكنه احتفظ بمقعد المدير الفني للفريق الملقب بـ(شيخ الأندية التونسية) بصورة دائمة بعد التطور الذي طرأ على مستوى أبناء باب سويقة تحت قيادته.
وجاء تتويج الترجي مع الشعباني بلقب دوري أبطال أفريقيا في نوفمبر على حساب الأهلي المصري في النهائي، ليبرهن المدرب الشاب عن جدارته بتولي مسؤولية أحد أعرق أندية أفريقيا والوطن العربي.
وواصل الشعباني نجاحاته مع الترجي، بعدما قاده للفوز بدوري الأبطال للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي، عقب اجتيازه عقبة الوداد البيضاوي المغربي في النهائي في أيارمايو الماضي، قبل أن يفوز الفريق بعدها بأيام قليلة ببطولة الدوري التونسي للمرة الثالثة على التوالي.
وقاد الشعباني الترجي في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت بقطر في كانون أولديسمبر الماضي، لكنه لم يتمكن من بلوغ الفريق للدور قبل النهائي في البطولة، عقب خسارته صفر 1 أمام الهلال السعودي في الدور الثاني للمسابقة.
وحصل الترجي على المركز الخامس في البطولة، بعد فوزه الكبير 6 2 على السد القطري في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، ليقود الشعباني الفريق التونسي لتحقيق أكبر انتصار في تاريخ مونديال الأندية.
ولعب الترجي 62 مباراة في مختلف المسابقات المحلية والقارية تحت قيادة الشعباني، حقق خلالها 43 فوزا مقابل 11 تعادلا و8 هزائم، ومازال الفريق يمضي بخطى ثابتة في النسخة الحالية لدوري الأبطال، حيث يمتلك حظوظا وفيرة للصعود للأدوار الإقصائية في البطولة.
في المقابل، يحلم أليو سيسيه بأن يصبح أول مدرب سنغالي ينال جائزة أفضل مدرب في أفريقيا، بعدما قاد منتخب بلاده للصعود لنهائي كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخ منتخب (أسود التيرانجا) والأولى منذ 17 عاما.
ومنذ أن توليه المسؤولية في آمارس عام 2015، أعاد سيسيه 43 عاما منتخب السنغال لأن يصبح أحد القوى الكروية الكبرى في أفريقيا من جديد، لكنه أخفق في العام الماضي في قيادة الفريق للتتويج بكأس أفريقيا لأول مرة في تاريخه بعد الخسارة في النهائي أمام الجزائر.
وحافظ سيسيه على عروضه المميزة مع منتخب السنغال في 2019، الذي شهد خوض الفريق 12 مباراة تحت قيادته، حقق خلالها 9 انتصارات وتعادلا وحيدا، فيما خسر لقاءين كانا أمام منتخب الجزائر في أمم أفريقيا.
وبشكل عام، قاد سيسيه المنتخب السنغالي في 49 مباراة، حقق خلالها 31 فوزا و11 تعادلا و7 هزائم.