حقق فريق الترجي الرياضي التونسي، العديد من الانتصارات والمكاسب، من خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، التي تقام حاليًا بالعاصمة القطرية "الدوحة"، على الرغم من فشله في التأهل لنصف نهائي المونديال، والاكتفاء باللعب على المركز الخامس والسادس بالبطولة.
الترجي خسر من الهلال السعودي، بهدف دون رد، في الدور ربع النهائي بالبطولة، ليفشل في التأهل لنصف النهائي، ويكتفي بالمشاركة في اللعب على المركزين الخامس والسادس أمام السد القطري، إلا أنه استطاع في هذه المباراة تحسين أوضاعه بالفوز على السد، بنتيجة كبيرة للغاية، وكأنه فضل مصالحة جماهيره في هذه المباراة، وتقديم إثبات بأن مشاركته في البطولة، لم تكون من أجل التمثيل الشرفي فقط.
ويتزامن احتفال الترجي بمشاركته في كأس العالم للأندية، احتفاله بمرور 100 عام على تأسيسه، لينهي عامًا مليء بالإنجازات التي استطاع تحقيقها طوال الموسم، عندما توج بلقب دوري أبطال إفريقيا، والدوري التونسي، فضلًا عن مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، للمرة الثانية على التوالي، والثالثة في تاريخه، بالإضافة إلى أنه يستعد للمنافسة على لقب السوبر الإفريقي أمام الزمالك بطل الكونفدرالية.
لم ينال مستوى فريق الترجي الرياضي التونسي، رضا مشجعيه في مباراة الهلال السعودي، التي خسرها بهدف نظيف، إلا أنه سرعان ما استفاق وأظهر أنيابه أمام السد، بطل الدوري القطري، ليهزمه بنتيجة مُذلة بستة أهداف مقابل هدفين، في مباراة قدم فيها الفريق التونسي، أداءً ولا أروع، ليؤكد للجميع أن ممثل القارة السمراء لم يحضر إلى قطر للهزيمة في مبارياته ثم العودة لبلاده.
حقق فريق الترجي، العديد من المكاسب خلال مشاركته بالبطولة، أولها كسر هذه العقدة التي تأصلت بفشل جميع الأندية العربية بالقارة السمراء في تحقيق الفوز على أي نادٍ عربي أسيوي، ليكون فوز الترجي على السد هو الفوز الأول عربيًا في تاريخ هذه البطولة.
البداية كانت عام 2000 عندما خسر الرجاء المغربي من النصر السعودي، بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ثم في عام 2005 كانت الخسارة من نصيب النادي الأهلي الذي تلقى الهزيمة على يد اتحاد جدة السعودي، بينما في عام 2011 كانت الخسارة من نصيب الترجي التونسي، الذي تلقاها من السد القطري، بهدفين مقابل هدف، قبل أن يخسر أيضًا من العين الإماراتي، بثلاثية نظيفة، في نسخة العام الماضي 2018.
هذا الفوز، يعد ثأرًا كبيرًا لفريق الترجي الرياضي التونسي، من نظيره السد القطري، عندما فاز عليه بهدفين مقابل هدف، لم ينسى الفريق التونسي، المباراة ورفض التفريق في حقه، ليلقن السد، درسًا قاسيًا على أرضه ووسط جماهيره بالفوز بنصف دستة أهداف مقابل هدفين فقط.
إنجازات الترجي لم تتوقف عند ما تم ذكره في السطور الماضية، فاستطاع أيضًا أن يسجل اسمه بالفوز أمس، بأكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم للأندية، لاسيما وأنه لم يسبق أن فاز نادٍ بهذه النتيجة من قبل، حيث أن أكبر فوز تم تسجيله بتاريخ البطولة، كان من نصيب مونتيري المكسيكي، الذي فاز على الأهلي، بخمسة أهداف مقابل هدف، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي استطاع الفوز على جامبا أوساكا الياباني، بخماسية أيضًا مقابل ثلاثة أهداف.
كما أن هذا الفوز، هو الأول للترجي الرياضي التونسي، في تاريخ الثلاث مشاركات التي تواجد فيهم الفريق بالبطولة، على الرغم أنه حصل على المركز الخامس بالبطولة من قبل، عندما تخطى فريق جوادالاخارا المكسيكي، بركلات الترجيح، بعدما اكتفى الفريقين بالتعادل في الوقتين الأصلي والإضافي.
الإنجاز لم يقتصر على فريق الترجي الرياضي التونسي فحسب، فلاعبيه استطاعوا أن يسجلوا أسمائهم بحروف من نور، عندما سجل الدولي الليبي حمدو الهوني، اسمه في تاريخ البطولة، كأول لاعب عربي يسجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة "هاتريك".
أما على الجانب الآخر، فشل فريق الهلال في كسر عقدة الأندية العربية، في التأهل لنهائي مونديال الأندية، الذي لم يتحقق من قبل سوى مرة واحدة، عندما فعلها الرجاء المغربي أمام أتلتيكو مينيرو البرازيلي، بثلاثة أهداف مقابل هدف، عام 2013، في البطولة التي أقيمت بالمغرب، ليصعد الفريق المغربي، لنهائي البطولة لمواجهة بايرن ميونخ، الذي فاز بثنائية نظيفة.
وعلى الرغم من تقديم الهلال السعودي، مباراة جيدة أمس الثلاثاء، أمام فريق فلامينجو البرازيلي، الذي فاز بثلاثة أهداف مقابل هدف، وبالتحديد في الشوط الأول الذي كان فيه تفوق واضح وصريح لزعيم آسيا، وسط تراجع شديد لبطل ليبرتادوريس، إلا أن اللياقة البدنية أنصفت الفريق البرازيلي في الشوط الثاني، الذي استعاد عافيته وقوته، وسط هبوط لمستوى الهلال بدنيًا، أدى لخسارته بثلاثية مقابل هدف.
ويبدو أن الأندية العربية لن تستطيع كسر عقدة الأندية البرازيلية بسهولة، لاسيما وأن هناك 7 مواجهات جمعت أندية العرب بأندية البرازيل، إلا أن التفوق للأندية البرازيلية كان كاسحًا بالفوز في ستة مواجهات مقابل مواجهة واحدة من نصيب أندية العرب، والتي تم ذكرها في السطور الماضية، بفوز الرجاء على أتلتيكو مينيرو البرازيلي.
بدأت عقدة أندية البرازيل مع العرب، عام 2000 عندما فاز كورينثيانز على الرجاء، بهدف نظيف، ثم فاز نفس الفريق بنفس النتيجة على فريق النصر السعودي، وفي عام 2005، استطاع ساو باولو، أن يفوز على اتحاد جدة السعودي، بثلاثة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يخسر في النسخة التالية، النادي الأهلي أمام إنتر ناسيونال البرازيلي، بهدفين مقابل هدف، واكتفى وقتها الأحمر، بحصد الميدالية البرونزية، ثم خسر الأهلي أيضًا من فريق كورينثيانز، عام 2012، بهدف نظيف، ليحصل على المركز الرابع بالبطولة.
ومن المقرر أن يتقابل فريق الهلال السعودي، مع الخاسر من مباراة اليوم، التي تجمع ليفربول الإنجليزي، ومونتيري المكسيكي، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، المقرر لها يوم السبت المقبل.