يومًا بعد الآخر يثبت فيه النادي الأهلي أنه كبير دائمًا بمواقفه ومبادئه، كبير باحترافيته، كبير حتى في مشاريعه المستقبلية، كبير في مجلس إدارته الذي لايبخل بأي جهد من أجل استمرار عظمة هذا الكيان.
وبالأمس القريب كان الأهلي يعيش يومًا تاريخيًا من أيامه التي دائمًا تسعد جماهيره وتزيد من حقد الحاقدين، فها هو ملعب التتش يتزين في أبهى صوره للإعلان عن حدث جديد ينضم لتاريخ هذا الكيان العظيم بتوقيع بروتوكول تعاون مع شركة استادات لتنفيذ أربعة مشروعات رياضية خدمية استثمارية تحت مسمى "وحدة الأهلى الاقتصادية - رؤية 2045".
ويتضمن المشروع الأول ستاد السلام الذي أصبح هو ستاد النادي الأهلي بموجب حق إنتفاع لمدة خمسة وعشرون عامًا.. والثاني يحصل النادي الأهلي على حقوق نادي طيبه بالأقصر بموجب حق انتفاع لمدة 25 عامًا.. والثالث يحصل النادي أيضًا على مجمع حمامات السباحة التابع للتربيه والتعليم حق انتفاع لمدة 25 عامًا.. والرابع إسناد إدارة قناة الأهلي إلى شركة استادات على أن تقوم بتطوير برامجها ومحتواها وستوديوهاتها والوصول بها للمستوى الذي يليق بالأهلي ويلبي رغبة جماهيره.. بالإضافة إلى حصول شركة استادات على الحقوق التسويقية لأسوار النادي.
فكان حقًا مظهرًا رائعًا وتنظيمًا مشرفًا، اعتدنا عليه من قبل النادي الأهلي صاحب تلك الأحداث التاريخية، فهو نموذجًا يحب أن نحتذي به وفخرًا لكل مصري مما كان انتماءه الكروي.
وأثناء تلك الأجواء الرائعة والتي يسودها المحبة والرغبة في النجاح، نظرتُ إلى وجه أسطورة الأهلي الخالدة ورئيسه الحالي محمود الخطيب عبر شاشة التلفاز، فقولت في ذهني "يا جبل ما يهزك ريح".
وما أكثر الرياح التي تعرض لها الخطيب ولكنها "لم تهز شعرة من رأسه"، واقفًا شامخًا ومُتحديًا لكافة الظروف الصعبة التي مر بها خلال الفترة الماضية.
ولا يخفى على أحد ما تعرض له رئيس الأهلي من أزمات وبذاءات وإساءات طالته هو وأسرته من قبل البعض إلا أنه مازال جبلًا قادرًا على مواجهة الصعاب بكل "شياكة واحترام"، لا يعرف سوى القانون والجهات الرسمية من أجل الدفاع عن حقوقه في زمن أًصبح السباب والشتائم يتصدران المشهد في الشارع وعبر وسائل الإعلام.
حتى في ظل حالته الصحية غير المستقرة والمرض الذي إبتلاه الله سبحانه وتعالى به -شفاه الله وعفاه- إلا أن هذا أيضًا لم يقف عائقًا في طريق الخطيب الذي يدرك جيدًا قيمة وعظمة النادي الأهلي، فهو لايبخل بأي نقطة عرق في سبيل نهضة هذا الكيان من أجل تحقيق طموحات وأحلام الجماهير الحمراء.
في النهاية، الخطيب أثبت أنه رمزًا للإدارة والتخطيط حتى إذا اختلفنا معه في بعض الأمور خلال فترة سابقة إلا أنه أجبر الجميع على احترامه وضرب درسًا في الإخلاص للنادي الأهلي.