مرحلة صعبة يمر بها الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك بعد تراجع النتائج والأداء خلال الفترة الماضية تحت قيادة الصربي ميتشو.
ويبدو أن الجماهير البيضاء "اتكتب عليها آلا تفرح كثيرًا"، فما إن يتوج الفريق الأول ببطولة تجد أن الأمر ينقلب رأسا على عقب، فتبدأ الأزمات وتتراجع النتائج.
وهو ما حدث بالفعل، فبعد أن تفاءلت الجماهير بالمدرب الصربي ميتشو خصوصا بعد تتويجه بكأس مصر، إلا أن هذا لم يستمر طويلا حيث عاد الفريق إلى طريق الهزائم بداية من مباراة جينيراسيون فوت السنغالي ومرورًا بخسارة لقب السوبر والتعادل أمام أف سي مصر والسقوط أمام إنبي ومازيمبي.
ومن هنا بدأ الحديث عن إقالة ميتشو من تدريب الزمالك خصوصا بعدما أتضح ضعف إمكانياته وقدراته الفنية سواء في الدوري أو في إفريقيا.
وفي الحقيقة أن الأزمات التي تحدث داخل القلعة البيضاء ليست فقط فنية بل إدارية في المقام الأول، لذلك من يتحمل مسؤولية سقوط الزمالك هو مرتضى منصور ومجلسه.
فكثير من الأزمات والمشكلات كان سببها رئيس النادي سواء فيما يتعلق بتعامله مع المدربين أو اللاعبين، وهو ما يؤثر بالسلب على الفريق.. وهو ما سنرصده في التقرير التالي:
- المدربين
لاشك أن مرتضى منصور اعتاد على كثرة تغيير المدربين منذ أن تولى رئاسة نادي الزمالك، وهو ما جعل الفريق يدفع الثمن في كثير من الأوقات.
الأزمة هنا كانت تتمثل في كيفية اختيار المدربين، فهناك مدربين مروا على قيادة الفريق وهم لايستحقوا هذا المنصب سواء أجانب أو مصريين، وهناك آخرين كانوا يستحقوا الاستمرار لفترات أكبر وعلى رأسهم البرتغالي فيريرا والسويسري جروس.
تعامل رئيس النادي كان السبب وراء رحيل بعض المدربين المخضرمين، هذا بجانب الهجوم العنيف والانتقادات التي تلاحق أي مدرب في حال حدوث إخفاق مع الفريق.
وهذا الأمر مازال يعاني منه الفريق الأول سواء باستقدام مدرب ضعيف فنيًا مثل ميتشو أو التفريط في مدربين كانوا سيصنعون الفارق مع القلعة البيضاء.
- المستحقات المالية
من الأزمات التي ضربت فريق الكرة بنادي الزمالك هو تآخر صرف المستحقات المالية بالنسبة للاعبين مما كان له آثر سلبي على أداء ونتائج الفريق.
وهناك أكثر من لاعب داخل القلعة البيضاء يعاني من هذا الأمر وعلى رأسهم محمود علاء وطارق حامد وفرجاني ساسي وحمدي النقاز، ولقد حصلوا على أكثر من وعد لصرف هذه المستحقات إلا أن هذا لم يحدث.
ورغم أن هذا ليس مبررًا أمام لاعبي الزمالك بالظهور بهذا الأداء الضعيف في المباريات الأخيرة للفريق إلا أن رئيس النادي كان عليه أيضا احتواء مثل هذه الأزمات والعمل على حلها حتى إذا تم ذلك بشكل ودي.
- الهجوم على اللاعبين
أيضا من المشكلات التي يتسبب فيها مرتضى منصور هو دخوله المستمر في صراعات مع بعض اللاعبين من خلال انتقادهم والهجوم عليهم.
وهو ما حدث مع طارق حامد والذي اتهمه رئيس الزمالك بالتمرد بل وأرسل إليه خطاب يهدده بالشطب في حال عدم السفر مع الفريق خلال مباراة مازيمبي.
طارق حامد سافر بالفعل مع بعثة الزمالك إلى الكونغو ولكن تم استبعاده من قائمة المباراة لأنه يعاني من إصابة في الضهر.
الغريب أنه في الوقت الذي يحتاج فيه اللاعبين إلى الدعم والمساندة، نجد رئيس النادي يخرج في مؤتمر صحفي قبل مباراة مازيمبي ليعلن وقف مستحقات اللاعبين الذين يطالبون بها.
كما هدد رئيس النادي لاعبي الفريق بإذاعة الجلسة التي جمعتهم قبل لقاء إنبي، قائلًا: "جمعتني جلسة مع اللاعبين قبل مباراة إنبي، هذا اللقاء سيتم إذاعته عقب مباراة مازيمبي، فإذا شاهد الجمهور هذا التسجيل لن يتركوا اللاعبين".
ولاننسى أيضا ما فعله رئيس الزمالك مع محمود عبدالرحيم "جنش" الذي عرضه للبيع بعد مطالبة الحارس بمستحقاته المالية، قبل أن يتم احتواء الموقف بعد ذلك وإنهاء هذه الأزمة.
في النهاية، أزمة الزمالك ليست في رحيل ميتشو أو استمراره بينما الأزمة الحقيقية تكمن في إدارة النادي برئاسة مرتضى منصور الذي يعشق الدخول في الأزمات والمشكلات.