في كرة القدم الهزيمة ليست نهاية العالم، فكل فريق مُعرض للخسارة قد تكون عن طريق فقدان 3 نقاط أو فقدان بطولة وهذا هو شئ بديهي في عالم الساحرة المستديرة، ولكن الأسوأ من الهزيمة هو الأزمات والمشكلات المختلفة التي قد تحدث داخل الفريق لما يكون لها من نتائج سلبية تؤثر عليه على المدى القريب والبعيد.
وهذا ما ينطبق على نادي الزمالك في وقتنا الحالي، فبغض النظر عن الخسارة القاسية التي تلقها الفريق أمام إنبي بنتيجة 2-1 بمسابقة الدوري وسط أخطاء فنية من المدرب الصربي ميتشو ولاعبيه إلا أن أكبر من الهزيمة هو الأزمات التي يعيشها الفارس الأبيض خلال الفترة الأخيرة والتي قد تؤثر بالسلب على مستوى وأداء اللاعبين.
ويبدو أن أخطر تلك الأزمات هي أزمة المستحقات التي يعاني منها نجوم القلعة البيضاء، فهناك من لديه مستحقات متأخرة والبعض الآخر ينتظر تعديل عقده مع النادي.
كانت بداية مثل هذه الأزمات من خلال محمود عبدالرحيم "جنش" حارس مرمى نادي الزمالك، والذي تساءل عبر صفحته الشخصية على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" عن مستحقاته وأنه لم يحصل على مقدم تعاقده من النادي، تلك المشكلة لم تآخذ وقتًا طويلًا بعد احتواء مجلس الإدارة لهذا الأمر.
وأعقب ذلك التقارير الصحفية التي تخرج من حين لآخر تؤكد غضب حمدي النقاز وفرجاني ساسي من تآخر صرف مستحقاتهما رغم حصولهما على أكثر من وعد من الإدارة.
الأمر لم ينتهي عند ذلك، بل اتهم مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك بعض اللاعبين بالتمرد وعلى رأسهم طارق حامد والذي أرسل إليه النادي خطابًا رسميا يهدده بالشطب في حال عدم السفر مع الفريق إلى الكونغو لمواجهة مازيمبي.
كل هذا قد يفسر ظهور لاعبي الزمالك بهذا الأداء الضعيف خلال الفترة الماضية، فالجماهير أصبحت ترى اللاعبين داخل المستطيل الأخضر بلا روح ولا دافع وبدون إصرار على المكسب رغم أن الفريق يضم عناصر مميزة في كل المراكز.
الغريب في هذا الأمر أنه في وسط تلك الأزمات المالية، كان رئيس القلعة البيضاء يخرج عبر وسائل الإعلام ليعلن استعداده لتحمل تكاليف علاج مؤمن زكريا لاعب النادي الأهلي حتى يعود للمشاركة في المباريات.
بل هناك ما آثار غضب جماهير الزمالك وهو خروج مرتضى منصور في فيديو التصالح مع "جنش" مهددًا النادي الأهلي أنه في حال تعاقده مع محمود عبدالمنعم "كهربا" سيقوم بضم نصف الفريق الأحمر، قائلًا: "إذا كان هناك لاعب في الأهلي يحصل على 20 مليون في الموسم على سبيل المثال، سأدفع له 40 مليون وسأحصل على نصف فريق الأهلي في حال انضمام كهربا للقلعة الحمراء".
والسؤال هنا.. أليس الأولى في ذلك هو دفع مستحقات لاعبي الزمالك لما فيه من مصلحة الفريق بدلًا من "الشو" الذي اعتاد عليه رئيس القلعة البيضاء لإثارة غضب مجلس إدارة النادي الأهلي وجماهيره.
فما واقع هذا الكلام على كل لاعب داخل نادي الزمالك؟، أليس يقول "أنا الأولى بهذه الملايين" خصوصا وأن هناك عدد كبير من اللاعبين لديهم مستحقات ومن حقهم المطالبة بها.
ولاننسى الواقعة الأشهر في عام 2018 بإعلان الزمالك عن التعاقد مع عبدالله السعيد نجم النادي الأهلي في ذلك الوقت مقابل مبلغ ضخم يقدر بـ40 مليون جنيه، ولكن هذه الصفقة لم تتم بعد ذلك وتم رد هذا المبلغ لمسؤولي القلعة البيضاء.
كل هذا يُظهر أن ملايين الزمالك تظهر فقط أمام نجوم الأهلي بينما تختفي في حال مطالبة لاعبي الزمالك بمستحقاهم المتآخرة.
في النهاية، مثل هذه المواقف قد ينتج عنها أزمات كبيرة داخل الفريق، فعلى إدارة نادي الزمالك أن تبحث عن مصلحة فريقها فقط إذا أرادت الاستقرار بحثًا عن البطولات والألقاب.