ما لا تعرفه عن| بدايات "جوزيه مورينيو" قبل البقية التى أصبحت ملكًا للتاريخ

الخميس 07/نوفمبر/2019 - 10:17 م
كتب: وليد الصياد
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
الذى أبكى وأضحك كل من يعرفه منذ أن بدأ مسيرته فى كرة القدم، يحمل جينيات وتفاصيل خاصة جعلت الجميع يطلق عليه لقب "السبيشال وان" إنه جوزيه مورينيو المدرب العبقرى.

البرتغالي الذى صال وجال فى أرجاء أوروبا صانعًا المجد فى كل مكان ارتحل إليه، مدرب بورتو وإنتر ميلان وتشيلسي التاريخي، وصاحب البصمة التى لاتنسي فى جيل ريال مدريد صانع المجد فى ليالى الأبطال.

نحكي ونستعرض لكم كيف بدأ مورينيو رحلته نحو إحتلال أوروبا، وما هو دور والده فى شخصيته القيادية المميزة، وكيف عاش فترته فى برشلونة قبل أن يتحول ويصبح العدو الأول للبلوجرانا بتدريبه لريال مدريد.

جوزيه مورينيو : البدايات

عندما بدا البرتغالي جوزيه مورينيو تلمس ما حوله كانت كرة القدم شيئا أساسيا في المنزل الى جانب أسماك السردين، عمه ماريو ليدو ترأس نادي فيتوريا سيتوبال الذي يحمل اسم المدينة التي عاش بها جوزيه مع والديه وتقع 48 كيلومترا جنوب العاصمة لشبونة ، جوزيه عاش في منزل يملكه عمه وبمستوى معيشي مرتفع نوعا ما مع امتلاك العم لمزارع لسمك السردين وكونه مؤيدا للنظام السياسي في البلاد في سنوات الستينات بقيادة الدكتاتور انتونيو دي اوليفيرا سالازار.

لم يكن جوزيه صاحب روح ثورية او مشاكسة ، لم يدخن او يحتسي الكحول في نشاته لكنه تعرض لصدمة قاسية بعد سقوط النظام الحاكم في البلاد اثر ثورة القرنفل منتصف السبعينات اي عندما كان في سن الـ11 ، فقدت عائلة والدته أغلب ممتلكاتها بينما كان الاب مجرد لاعبا لكرة القدم لا ينال المال الكافي للعودة مجددا الى ذلك المستوى المعيشي ، حتى وان كانت شهرته شهدت تصديه لركلة جزاء من اللاعب الاسطوري إيزيبيو في أول مباراة خاضها المهاجم الاسمر في الدوري البرتغالي.

"كانت تلك التجربة بمثابة درس تعلم منه جوزيه الكثير " كما يؤكد الارجنتيني خافيير زانيتي الذي لعب تحت قيادة البرتغالي في انتر ميلان لاحقا "اعتقد بانه اكتسب منها بعضا من ملامح طريقة عمله كالانتباه الى التفاصيل وتفادي أن يعتمد نجاحه على الحظ ".

مورينيو كان مصممًا على دخول عالم كرة القدم رغم ادراكه مبكرًا مدى قسوته فهو يتذكر تلقي والده - المدرب انذاك- قرار الاقالة من منصبه في ليلة الميلاد "الكريسماس" لان نتائج ناديه بدات بالتراجع رغم أنه قاد فريق ريو آفي للصعود الى دوري الدرجة الممتازة في البرتغال وخوض نهائي مسابقة الكأس ، تلك الحادثة يذكرها جوزيه لاحقا رغم انه يزيد جرعة الدراما باضافة انه كان في الثامنة او التاسعة من عمره ينظر لحزن والده في يوم من المفترض ان يحمل فرحة العيد وقرب بدء عام جديد ، كان مورينيو في سن الـ21 وقتها.

مورينيو وجد نفسه مرافقا دائما لوالده مع الفريق التي يقودها وبات يجهز تقارير استطلاعية عن المنافسين لمعرفة طريقة تعطيل خططهم الهجومية.

لم ينجح في امتحان الرياضيات ففشل في البداية بدخول الجامعة ثم وافق على الاذعان لرغبة والدته بالانخراط في كلية ادارة الاعمال لكن ليوم واحد فقط !

أعاد امتحان الرياضيات مجددا وبعد نجاحه دخل كلية التربية البدنية في عاصمة البلاد.

اعجب باسلوب استاذه في تلك الجامعة ،البروفيسور مانويل سيرجيو ، الذي كان يؤكد ان نجاح المدرب ليس متعلقا فقط بمواد التربية البدنية التي يدرسها بل ايضا عليه ان يكون متحدثا جيدا وملما بعلم النفس بل انه قدم لتلاميذه محاضرات في المشاعر الانسانية وكيفية التاثير والتلاعب بها وهي امور اثارت انتباه جوزيه لدرجة وصف بها البروفيسور تركيزه عليها بمثابة "قط يتلاعب بالفار في مصيدة".

عندما نال شهادته الجامعية في 1987 بدأ مسيرته كمعلم للتربية البدنية في عدة مدارس بالبلاد مع تخصصه في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بنشاطاتهم الرياضية.

سافر في العام التالي الى اسكتلندا لنيل اولى شهادته التدريب من الاتحاد الاوروبي للعبة ثم عاد ليصبح مدربا للناشئين في نادي فيتوريا سيتوبال - حيث كان والده سابقا مدربا له- وهذه المرة تعرف على مانويل فيرنانديز مدرب الفريق الاول، تنقل معه لاحقا مدربا لعدة اندية ثم عندما اصبح فيرنانديز مساعدا لبوبي روبسون في نادي سبورتنغ لشبونة كان جوزيه يصبح مترجما للانكليزي وأكثر .

لم يكن جوزيه يترجم تعليمات المدرب للاعبين فقط بنقل الكلمات من الانكليزية الى البرتغالية بطريقة آلية بل كان يعيد صياغتها بطريقة كروية تجعلها واضحة للاعبين ما جعل روبسون بعجب به ويجعله إلى جانبه لاحقا في بورتو يناير 1994 عندا تولى الدفة الفنية له.

روبسون امضى ساعات طويلة يناقش الامور التكتيكية مع مورينيو ويوكل له مهمة تحضير الحصة التدريبية للفريق الى جانب اعداد ملفات استكشاف للمنافسين وبات يمتلك صوتا أعلى في الجانب الفني رغم ان اوغستو إيناسيو هو من يشغل منصب المدرب المساعد فكانت النتيجة الطبيعية : استقالة إيناسيو.

جوزيه كان الى جانب روبسون عندنا تولى تدريب برشلونة بعد اقالة يوهان كرويف وبحسب ما يصفه بعض لاعبي برشلونة في تلك الفترة فان البرتغالي كان يتابع كل التفاصيل ، يحافظ على النظام 100 بالمئة وفي كل الاوقات ، كان مدركا لاهمية رباعية اللاعبين الكبار في الفريق - غوارديولا ، لويس انريكي ،سيرجي ، أبيلاردو- وقدرتهم على التأثير بباقي الزملاء ، مشاعره نحو بيب قد تكون اقرب للاحترام المتبادل في تلك الفترة .

اللاعبون بين شوطي نهائي مسابقة كاس الملك لعام 1997 ارادوا تعديل التكتيك الذي يلعب به الفريق ضد ريال بيتيس بعد التعادل 1-1 في النتيجة وناقشوا ذلك جانبا مع مورينيو تاركين المدرب روبسون يتابع من بعيد ، ربما شخصية الانكليزي لم تكن دكتاتورية وسمح للاعبيه بحرية التعديل في المباريات ، مهما يكن فان التعديلات نجح بمنح برشلونة الفوز 3-2 واللقب .

قرار الاستغناء عن روبسون من ادارة برشلونة تم اتخاذه منذ التعاقد معه بل انه تم التوقيع مع بديله الهولندي فان غال بغض النظر عن نتائج الانكليزي مع الفريق الكتالوني ، رغم غضب مورينيو من قرار ابعاد "معلمه" واطلاقه الشتائم خلال الاجتماع الذي جرى بحضور المدرب الجديد والقديم ورئيس النادي فانه استمر لعامين في كتالونيا الى جانب فان غال وان كان بدور فني اقل سطوة معه.

في 2000 استمل جوزيه اول مهمة له كمدرب أول مع بنفيكا وبعدها يونياو ليريا ثم بورتو في 2002 والبقية كما يقال ، اصبحت ملكا للتاريخ.
-ترجمات رياضية- - ترجمة بتصرف من كتاب:
Buy The Barcelona Legacy: Guardiola, Mourinho and the Fight For Football's Soul
للكاتب: جوناثان ويلسون