منذ أيام كتبت تحت عنوان " الأهلي والزمالك... وفساد الوسط الرياضي" كيف يتسبب التعصب بين الأهلي والزمالك، وبخاصة المسئولين فيهما في المزيد من الإحتقان ولوي الحقائق تحت مسمى المنافسة بين القطبين ولم أكن أعلم أن النموذج على ما قلت سيظهر خلال أيام بعد كتابة هذه السطور.
منذ رحيل الإتحاد الكرة السابق بقيادة أبو ريدة بسبب فاجعة خروج المنتخب من دور ال16 لكأس الأمم الأفريقية الأخيرة وكل الجماهير العاشقة للكرة تتمنى ان تشاهد دوري مصري يتسم بالإنتظام في جدوله وأن تنتهي ظاهرة التأجيلات التي أفسدت مسابقات الموسم الماضي، وجعلت الدوري المصري يأتي في ذيل مسابقات المنطقة من حيث إنتظام جدوله، وبالتالي قيمته الفنية والسوقية، وإتفقنا جميعا على انه حتى ينصلح الحال، فلابد أن نضع خطا تحت الماضي بكل سلبياته وكوارثه، وأن نبدأ من أول السطر صفحة جديدة خالية من المقارنات بين الأمس واليوم، وألا نقحم مرة أخرى صراع الأهلي والزمالك في أي قضية خاصة بإنضباط المسابقة أو جدولها أو أطراف منظومتها.
ولكن للأسف سريعا تبخر الحلم بعد أن تأجل لقاء القمة الأخير وبعد أن تبين أن الأمن، وهو الجهة التي نحترمها ونقدرها جدا للحفاظ على سلامة بلدنا أكثر من كرة القدم نفسها، لم يرسل رسميا طلب تأجيل المباراة وإنما جاء القرار إستجابة لطلب من إتحاد الكرة نفسه بدعوى عدم صفاء الأجواء بين القطبين، وهو أمر غريب جدا لم نشاهده في أي مكان في العالم، ولم نسمع يوما عن تأجيل كلاسيكو الأرض ريال مدريد وبرشلونة أو تأجيل مباراة يوفنتوس والميلان أو الإنتر لعدم صفاء الأجواء بين الطرفين.
المهم أن تأجيل مباراة القمة تحول كما ذكرت في البداية إلى صراع بين جماهير القطبين بدلا من أن يتوحد الجميع خلف هدف واحد وهو إنضباط المسابقة، الصراع تحول إلى أهلي وزمالك... الأهلاوي يرى أن التأجيل جاء لمصلحة الزمالك لأن رئيسه أعلن اكثر من مرة أنه لن يلعب مباراة القمة قبل مواجهة جنراسيون السنغالي، والزملكاوي يرى أن التأجيل كان إيجابيا في هذا التوقيت وعند المناداة بإنضباط المسابقة من أي متعقل يريد المصلحة العامة بعيدا عن تعصب، يكون الرد بأن الأهلي تأجلت له 10 مباريات في الموسم الماضي بسبب المشاركة في دوري أبطال أفريقيا، ومرة أخرى تظهر المقارنات بالماضي، أما الكرة وإحترام جدول المسابقة ومواعيدها فإلى الجحيم.
وأود هنا أن أقول أن الجميع تلاحم من أجل الوطن على مدى 8 سنوات كنا نعلم جميعا أننا بحاجة للعب بدون جماهير ليس شكا في جمهور الكرة الحقيقي الذي نعرف تماما قدره وقيمته وإخلاصه وحبه للكرة، وإنما إحترازا من أعداء الوطن الذي نعلم تماما أنهم كانوا يسعون لإستغلال أي مخطط لتنفيذ مآربهم العدوانية، ولكن أمن مصر تعافي وقاد تنظيم اعظم بطولة في تاريخ كأس الأمم وبحضور جماهير 24 دولة أفريقية، لأننا إشتغلنا على ذلك بطريقة صحيحة كما طالبنا على مدى سنوات، ونفذنا كل الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على سلامة وقدسية المدرجات حتى لو جاء ذلك ولو لفترة قصيرة على حساب جمهور الكرة البسيط الذي لم يستطع التعامل مع تكنولوجيا الدخول الإلكتروني عن طريق "تذكرتي" حتى يتعود على هذا النظام.
لماذا إذن العودة للوراء ؟؟ بعد كل هذا التقدم، ولماذا تتأجل مباراة يفترض أنها ستقام أصلا بدون جمهور ووسط حراسة مشددة، هذا هو ما ننادي به أيا كانت أطراف المباريات، ولن نغير هذا الرأي لطرف أو لآخر، سنطالب دائما بالإنضباط وإنتظام الجدول في كل موقف، إلا إذا كان الأمر يرتبط بالتعامل مع سرطان الرياضة الأوحد المتسبب في كل هذا الإحتقان، كلنا نعرفه جيدا ولن ألوث قلمي بإسمه !!!!!!
[email protected]