ما هذه المفارقة المزعجة على الصبح: الاعلام العالمى يبرز احتفاء السويد بنجمها الكبير زالاتان ابراهيموفتش بازاحة الستار عن تمثال تاريخي عملاق وضع له بمسقط رأسه وهو يزن ٥٠٠ كيلوجرام وطوله ثلاثة أمتار ما جعل النجم العالمى مبهورا من دفء الاحتفاء وروعة التكريم.
وعندنا يلاحق البعض اعلاميا نجمنا العالمى محمد صلاح باتهامات جديدة وتحامل لافت ولأسباب فارغة.. !
يا جماعة الخير..محمد صلاح بات نجما عالميا مرموقا..ولا يصح أبدا أن نحاسبه نحن على كل خطوة وكلمة وتصرف وفقا لاحوالنا ومفاهيمنا نحن.. اذا التقطت له صورة مع معجبة اوروبية كاشفة صدرها فالويل والثبور لابن بسيون واذا استوقفه اعلامى مصري مرفوضة مواقفه لالتقاط صورة معه فى دبي..فالمجرم صلاح كيف يتصور مع هذا..مع ان الاعلامى هذا هو من وضع صورته على صفحته.. واذا طالب النجم العالمى بالحصول على راحة من التجمع الودى الحالى للمنتخب تقوم القيامة ونقول بانه مقموص وزعلان لعدم تصويت اتحاد الكرة فى بلده له فى استفتاء الأفضل عالميا..
ما كل هذا التربص والتآمر والتركيز الزائد عن الحد مع نجم عالمى كبير لم يكن بيننا من له أى فضل على ما وصل اليه..؟!
صلاح النجم العالمى يستحق أن نعامله وفقا لقيمته ومكانته العالمية وليس بحساباتنا المحلية وما فيها من رواسب ونفسنة وبلاوى سودا !
غير معقول أنه عندما يطالب باحترام تعاقداته التسويقية مع شركات عالمية تتصادم مع تعاقدات محلية لاتحاد الكرة يصور مسؤولو الاتحاد مطلب النجم العالمى بأنه تمرد وغطرسة..وهات يا ضرب فيه !
يا سادة..صلاح واجهة مصر الرياضية العالمية وصل لمرتبةاستثنائية لم نكن نحلم بها يوما لأى لاعب مصري.. صلاح ينافس على أحسن لاعب فى الدنيا كلها..فهل يعقل أن نظل نلاحقه بمفاهيمنا ونحاكمه بدماغنا وأوضاعنا النفسية العجيبة ونحاسبه حتى على صورة له مع معجب او معجبة.. حاطينه فى دماغنا فعلا !
وخيرا يفعل جهاز المنتخب، كما سمعت من الكابتن محمد بركات مدير الكرة، بالتواصل المستمر مع صلاح وحرص الكابتن حسام البدرى على منح النجم العالمى مكانته المستحقة وعلمت باستجابة الجهاز الفنى لما طالبنا به هنا قبل اسبوعين بأحقية صلاح فى حمل شارة وشرف كابتن منتخب مصر فهل هناك من هو افضل منه كواجهة مشرفة لمنتخب وطننا الغالى..؟
صلاح الذى بدأ يتشافى من اصابته البسيطة يعد قدوة رائعة ليس لكل رياضى فقط ولكن لكل انسان يرغب حقيقة فى النجاح والتميز.. هو نموذج حى للارادة والطموح والاصرار على النجاح والتحدى..والثقة فى النفس وقدرات المصري الجينية الدفينة.. فكيف لا نشيله فى عمق وجداننا قيمة حقيقية ومثالا اغلى من التمثال.
صلاح يستحق تمثالا من ذهب وليس من البرونز شأن ابراهيموفيتش.فان لم نفعل..ولن نفعل..فليس كثيرا عليه أن ينال من كل ابناء وطنه الدعم والمساندة..أو حتى نشيله من دماغنا شوية !!