مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة في السوبر المصري لكرة القدم، تعتبر من أجمل مباريات الفريقين على مدى السنوات الخمس الأخيرة، بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها المباراة.
فبعد مباراتين هزيلتين في الدوري الماضي بين قطبي الكرة المصرية، شاهدنا مباراة عظيمة ولكن علينا ألا أن نقيم الأمر بشكل عام على أنه إنتصار مدير فني على أخر بفضل إدارته للمباراة من خارج الخطوط.
وبنظرة أولى على نتيجة المباراة التي إنتهت بفوز الأهلي 3-2 فإن من يشاهد المباراة سيظن أنها كانت متكافئة طوال مسيرتها، ولكن الواقع يقول أنها كان من الممكن أن تشهد النقيضين،، إما أن يفوز الأهلي بفارق ضخم بعد أن تقدم 3-صفر وأهدر عدة فرص لمضاعفة النتيجة، أو أن يعود الزمالك للمباراة من موقف صعب جدا لأنه سجل هدفين وكاد أن يتعادل في الدقائق الأخيرة وهي نتيجة كانت كفيلة باللجوء لركلات النرجيح التي يمكن أن تنتهي بأي الإحتمالات.
فايلر كان أنجح من ميتشو في تشكيل بداية المباراة، فالأول لعب بكل الأسلحة التي تضمن له السيطرة على المباراة من البداية والثاني لعب على رد الفعل فخسر المبادرة.
فالأهلي لعب بأسلوب الضغط من وسط الملعب وإعتمد على رباعي هجومي دون رأس حربة صريح، أو بالأحرى برأس حربة وهمي هو جونيور أجاي شبيه بما كان يقوم به برشلونة في عصره الذهبي بالرباعي ميسي وسواريز ونيمار وإنييستا وكان أي منهم يقوم بهذا الدور في أي وقت وليس سواريز فقط.
ولكن دور أجاييه هنا كان هاما جدا، يتخطى دوره بين رباعي الهجوم وهو السرعة وقوة الإنقضاض والتحرك في المساحات التي كان فايلر يعلم تماما أنها ستكون موجودة في الزمالك بعد ان شاهد كل مبارياته الأخيرة وبخاصة لقاء جنراسيون فوت في السنغال.
وإذا نظرت لدور أجاييه فقد كان موجودا في كل هجمة للأهلي على مدى المباراة تقريبا لذلك كان نجم المباراة الأول ليس لتسجيل هدفين، ولكن بدوره لإجهاد دفاع الزمالك طوال المباراة بتحركاته الطولية والعرضية.
وفي المقابل أخطأ ميتشو بعدم اللعب برأس حربة صريح لأن أشرف بن شرقي لا يجيد القيام بهذا الدور ولا يجيد أيضا القيام بدور المهاجم الوهمي مثلما فعل أجاييه.
وظهر الفارق بمشاركة مصطفى محمد في الشوط الثاني. مصطفى محمد هو اللاعب الذي أحدث العمق الهجومي للزمالك وكان بمثابة التهديد المباشر لمرمى الأهلي في كل كرة وصلته على حدود المنطقة أو داخلها وكان سببا في ضربة الجزاء التي أعادت الزمالك للحياة.
أخطأ ميتشو أيضا انه لم يمثل أي ضغط على لاعبي وسط الأهلي فدانت لهم السيادة على منطقة وسط الملعب لمدة 65 دقيقة تقريبا من عمر المباراة وهي السيادة التي ضاعت بعد إصابة ياسر إبراهيم وعودة حمدي فتحي لقلب الدفاع وهو الخطأ الوحيد الذي إرتكبه فايلر لأنه كان الأحري إعادة أحمد فتحي لقلب الدفاع وقيام حسين الشحات بدوره القديم كظهير أيمن وغلق المنطقة أمام المرمى.
أخطأ الزمالك أيضاعندما فتح المساحات بين خط دفاعه ووسطه وهي المنطقة التي إستغلها الأهلي جيدا في أهدافه الثلاثة وكان بإمكانه تسجيل المزيد، وكاد يدفع ثمن إهدار الفرص في النهاية.
على جهاز الزمالك أن يعلم أن تشكيل فريق بطولة لا يعني وضع أكبر عدد من النجوم في التشكيل وإنما اللعب بالتشكيل القادر على تنفيذ المهام في كل مباراة يلعبها الفريق، وهي أزمة الزمالك في العديد من البطولات عبر التاريخ أدت إلى فقدانه للعديد من الألقاب.
السوبر ليس بطولة كبرى مثل الدوري أو البطولات القارية، ولكنه أعاد الثقة للاعبي الأهلي التي كانت مفقودة منذ الخروج من الكأس، وفي نفس الوقت سيجعل الزمالك يستيقظ مبكرا قبل بدء مشوار الدوري.
[email protected]