هناك مدرستان في إدارة لعبة كرة القدم، الأولى هي مدرسة الأبداع أي إبتكار الإستراتيجيات التي تنجب النجوم وتطور من مستوياتهم وتبتكر في تنظيم المسابقات وتطويرها وترويجها.
والثانية هي مدرسة التقليد، وهي تعتمد على البحث عن آخر ما وصل إليه العالم ونقله كما هو،. أو إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه بما يتناسب مع ظروف أو طقوس الدولة، مثلما يحدث مثلا في محاكاة ما يحدث في الخارج في منظومة الكرة، وإستبعاد المراهنات مثلا والتي لا تتناسب مع تراثنا وثقافتنا وديننا، ولكن ماذا فعلنا نحن لتطوير الكرة في مصر.. لا هذا ولا ذاك.
فنحن لم نبتكر إستراتيجية للتطوير والإدارة لخدمة اللعبة الشعبية الأولى، ولم نقلد ما يحدث في الخارج حتى نجاريهم في صناعة كرة القدم التي وصلت إلى أعلى مستوى من الإحترافية والنظام.
وأقدم اليوم الدواء الخامس في روشتة علاج الكرة المصرية وهو رابطة الأندية المحترفة التي تقود المسابقات بعد أن تحدثت من قبل عن 4 عوامل أخرى هي تأسيس دوري قوي محترف، وإتحاد يدير الكرة بطريقة إحتراقية ولا يعرف الألوان، ولوائح صارمة تطبق على الكبار والصغار، ومدارس كروية تبحث عن المواهب في القرى والنجوع والأماكن الفقيرة.
ويفترض أن تقود رابطة الأندية المحترفة أهم المسابقات وهي الدوري ويكون رأيها فاصل في كل التواحي التنظيمية والتسويقية وهي أيضا التي تضع البرنامج الكامل للمسابقة من البداية للنهاية ويكون رأيها ملزم في كل المواعيد بعيدا عن فهلوة التأجيلات التي عانى منها لسنوات الدوري المصري.
النموذج الأفضل للمدرسة الأولى التي تبتكرهو ما يحدث في الدوري الإنجليزي أقوى وأقدم وأشهر بطولة دوري في العالم، فهناك يحدث الإبتكار الدائم لتطوير المسابقة والحفاظ على قدسيتها وبخاصة من حيث عدم وجود إي إحتمالات للتاجيل أو التهاون في تنفيذ القرارات.
أما المدرسة الثانية التي تقلد ما يحدث في الأماكن التي تطورت عبر سنوات، فنذكر له مثالا بما يقوم به الإتحاد الأفريقي بالسير على خطى الإتحاد الأوروبي في مسابقات الأندية على مدى التاريخ بداية بإقامة دوري المجموعات وعدد الألقاب وتحولها في النهاية إلى مسابقتين للتركيز على تسويقهما وهما دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، ونظيرههما في أفريقيا دوري أبطال افريقيا والكأس الكونفيدرالية ونفس الحال كأس الأمم.
والنموذج الثاني للتقليد هو ما وصلت إليه بعض الدول الخليجية مثلا من إقامة مسابقات لدوري المحترفين بالمحاكاة الكاملة للمسابقات الأوروبية ونظامها وبخاصة في جانب تكوين رابطة الأندية المحترفة لإدارة اللعبة إحترافيا بعيدا عن إتحاد الكرة المنوط بمهام أخرى من أجل البنية التحتية للعبة وإعداد المنتخبات.
وكما قلت سابقا نحن في مصر لم نبتكر أو نقلد ما يحدث في الخارج في مجال الكرة وبخاصة في مجال إنشاء رابطة الأندية المحترفة، وحتى عندما أنشأنا لفترة تلك الرابطة لم يكن لها ادنى علاقة بما يحدث في الدوريات العملاقة مثل إنجلترا وإيطاليا وأسبانيا والمانيا وفرنسا وهي ما يطلق عليها الدوريات الخمسة الكبرى. فقد تكونت الرابطة وقتها من رؤساء الأندية الذين هم في الأساس عنوانا للفشل في امكانهم لأنهم لم يضعوا أي إستراتيجيات في أنديتهم لمجاراة ما يحدث في الخارج ناهيك عما حدث من صراع ونزاع على من يقوم بالقيادة وهل هو إتحاد الكرة أم تلك الرابطة، ومن يقوم بتسويق حقوق البث وخلافه وبخاصة عندما شعر إتحاد الكرة وقتها أن جهة أخرى ستخطف منه الكعكة.
ببساطة رابطة الأندية هي أحد حلول العلاج، ولكن بشرط أن أن يكون كل أعضائها من المحترفين الذين يعملون بأجر، ويكون لهم خبرات في الإدارة والتسويق، وملتزمين بالحياد التام وكلها عوامل لم تكن موجودة في الرابطة الهلامية التي كوناها عندنا من قبل فكان الفشل الذريع.