في محاولة لمزيد من إثبات الذات وتضميد الجراح، يختتم منتخبا تونس ونيجيريا لكرة القدم مشاركاتهما في بطولة كأس الأمم الأفريقية الثانية والثلاثين عندما يلتقيان غدًا الأربعاء في مباراة تحديد المركز الثالث بالبطولة المقامة حاليًا في مصر.
ولا تحظى مباراة تحديد المركز الثالث عادة باهتمام كبير من الفريقين المتنافسين فيها، إذ تمثل مواجهة تحصيل حاصل لكليهما، بعد ضياع فرصة المنافسة على اللقب، ولكن مباراة الغد تتسم بأهمية بالغة لدى الفريقين بعد بطولة ناجحة لهما، وخروج مشرف من المربع الذهبي.
ويتطلع كل من الفريقين إلى ختام جيد لهذه المسيرة الناجحة التي قدمها في البطولة، إضافة لكون المباراة فرصة مثالية أمام العديد من العناصر الشابة في كل من الفريقين لاكتساب مزيد من الخبرة.
ولم تتردد جماهير كل من الفريقين في التصفيق وتشجيع منتخب بلادها عقب انتهاء مباراته في المربع الذهبي، إذ قدم كل من المنتخبين ما يستحق الإشادة والتحية، خاصة المنتخب التونسي، الذي سطع في مواجهة نظيره السنغالي، لكن بعض القرارات التحكيمية ربما ألقت بظلالها على نتيجة اللقاء.
ورغم الهزيمة، اكتسب كل من المنتخبين التونسي والنيجيري خبرة جيدة من مباراته في المربع الذهبي، ويسعى إلى استغلالها في مباراة الغد بحثًا عن فوز ينهي به مسيرته في هذه النسخة المثيرة من البطولة الأفريقية.
وكان المنتخب التونسي سقط أمام نظيره السنغالي بهدف نظيف في الوقت الإضافي جاء عبر النيران الصديقة، إذ ارتطمت الكرة برأس اللاعب التونسي ديلان برون وارتدت إلى داخل المرمى لتحبط آمال "نسور قرطاج" بعد مباراة رائعة قدمها الفريق، وكان بإمكانه حسمها في الوقت الأصلي، لكنه أهدر ركلة جزاء، مثلما أهدر منافسه السنغالي "أسود التيرانغا" ركلة جزاء في الوقت الأصلي.
وعانى المنتخب التونسي من نظام حكم الفيديو المساعد (فار)، إذ احتسب الحكم ركلة جزاء للفريق في الشوط الإضافي الثاني، وكان من الممكن أن تدفع بالمباراة نحو ركلات الترجيح لكنه ألغى القرار بالعودة إلى تقنية (فار).
وكانت الهزيمة في المربع الذهبي هي الأولى لـ"نسور قرطاج" في البطولة، بعد ثلاثة تعادلات في الدور الأول، أعقبها التعادل مع غانا في دور الستة عشر، ليحسم المنتخب التونسي المباراة بركلات الترجيح، قبل أن يحرز الفريق الفوز الأول له في البطولة على حساب منتخب مدغشقر بثلاثية نظيفة في دور الثمانية.
ويحتاج المنتخب التونسي إلى حسم مباراة الغد خلال الشوط الأول، في ظل معاناة معظم لاعبيه من الإجهاد بعد مباراتين في الأدوار الإقصائية أمام غانا والسنغال شهدتا وقتًا إضافيًا.
كما يحتاج الفريق إلى مزيد من التركيز في الشوط الثاني، إذ كانت جميع الأهداف التي اهتزت بها شباك "نسور قرطاج" في مباريات البطولة الحالية في الشوط الثاني من الوقت الأصلي أو في الوقت الإضافي.
وفي المقابل، يتطلع منتخب نيجيريا الفائز بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة إلى استعادة اتزانه سريعًا، بعد صدمة المربع الذهبي، إذ كانت المباراة أمام نظيره الجزائري في طريقها للانتهاء بالتعادل 1-1، ليخوض الفريقان وقتًا إضافيًا، ولكن نجم المنتخب الجزائري رياض محرز وجه لطمة كالصاعقة إلى "نسور" نيجيريا، وانتزع الفوز لـ"الخضر" في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة.