لا يختلف أحد على أن محمد صلاح، نجم منتخب مصر، حقق نجاحات كبيرة في رحلة احترافه الأوروبية، خاصة خلال الموسمين الأخيرين مع فريق ليفربول الإنجليزي؛ إلا أن ذلك لم يمنع صلاح من التمسك بأي فرصة ممكنة للتألق مع منتخب الفراعنة.
ويحلم صلاح، الذي توج مسيرته مع الليفر في الموسمين الماضيين بإنجازات مثيرة وأرقام قياسية عديدة- بأن يقود الفراعنة إلى لقب في البطولات الكبيرة.
والحقيقة أن صلاح لم يتأخر أبدا في تلبية نداء الواجب الوطني والمشاركة مع منتخب الفراعنة في أي مباراة أو بطولة كبيرة، بل كان حريصا على بذل كل ما بوسعه مع الفريق، مثلما يلعب بروح قتالية مع الأندية التي نشط في صفوفها.
والآن، يحلم صلاح -الملقب "بالفيراري"- بأن يتوج مسيرته مبكرا مع الفراعنة بلقب قاري من خلال كأس الأمم الأفريقية المقررة في مصر هذا الشهر.
ويرفض صلاح الاكتفاء بما حققه على مستوى الأندية، ويدرك مدى أهمية تحقيق لقب مع منتخب بلاده، مستدعيا في هذا الأزمة التي يعيشها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بعدم تتويجه مع منتخب بلاده بأي لقب كبير حتى الآن، رغم تتويجه مع برشلونة بالعديد من الألقاب.
وفي المقابل، يتطلع محمد صلاح لارتداء عباءة النجم المعتزل محمد أبو تريكة، الذي نال لقبي "أمير القلوب" و"الماجيكو" بعدما سحر الجماهير وأدخل السعادة على القلوب بمشاركته الفعالة في فوز الفريق بلقبي كأس الأمم الأفريقية 2006 و2008.
ويخوض صلاح البطولة الأفريقية للمرة الثانية فقط مع الفراعنة، بعدما عاد الفريق للنهائيات عبر النسخة الماضية عام 2017 بالغابون بعد غياب عن ثلاث نسخ متتالية في 2012 و2013 و2015.
وأسهم صلاح بقدر كبير في بلوغ الفريق نهائي نسخة 2017 ووصوله لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، لكنه ما زال بحاجة إلى لقب كبير مع الفريق، وهو ما يستطيع تحقيقه في كأس أفريقيا 2019 بمصر.
وإذا فاز صلاح بهذا اللقب، سيكون بهذا تفوق على ميسي في هذه الجزئية، حيث جمع بين النجاح على مستوى الأندية والتتويج بالألقاب مع المنتخب.
وبدأ صلاح مسيرته الدولية مع الفراعنة في سن مبكرة، حيث انضم للفريق أول مرة عام 2011، وهو في 18 من عمره، ويحظى اللاعب الموهوب بسجل رائع مع الفريق، حيث خاض أكثر من ستين مباراة دولية سجل خلالها أربعين هدفا.
وترك صلاح بصمة رائعة مع الفراعنة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2017 و2019، حيث سجل في الأولى أكثر من نصف أهداف الفريق في التصفيات بواقع أربعة أهداف من إجمالي سبعة سجلها الفريق خلال مسيرته في المجموعة التي ضمت كذلك منتخبي نيجيريا وتنزانيا، كما أحرز أربعة من 16 هدفا سجلها الفريق في تصفيات النسخة الحالية، حيث ضمت المجموعة أيضا منتخبات تونس والنيجر وسواتيني.