بعدما ظهر في نهائي دوري أبطال أوروبا بمستوى أدنى من مستواه المعهود، يتطلع مهاجم توتنهام وقائد المنتخب الإنجليزي لكرة القدم هاري كين، إلى تقديم وجه أفضل عندما يقود المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الهولندي غدًا الخميس، في البرتغال بالدور قبل النهائي لدوري أمم أوروبا.
وتلقى كين صدمة قوية في نهائي دوري الأبطال بالهزيمة مع توتنهام أمام ليفربول، ولكنه يسعى إلى ردة فعل قوية ليكون ثاني قائد للمنتخب الإنجليزي يرفع كأس بطولة كبيرة على مدار التاريخ.
ورغم التاريخ العريق للمنتخب الإنجليزي، اقتصرت ألقاب الفريق في البطولات الكبيرة على الفوز بلقب كأس العالم عام 1966.
وقال كين، لدى انضمامه إلى معسكر المنتخب الإنجليزي هذا الأسبوع: "إنها بطولة جديدة، ولكن الفرصة ما زالت سانحة للفوز بلقب مع المنتخب الإنجليزي، مر وقت طويل منذ فوز الفريق بلقب كأس العالم 1966.. نريد جميعًا الفوز بالألقاب، ولدينا الخبرة لاقتسام هذا مع باقي أفراد الفريق ومع المشجعين".
ويلتقي المنتخب الإنجليزي نظيره الهولندي غدًا الخميس، في مدينة غيمارايش ليلتقي الفائز من هذه المباراة في النهائي الأحد المقبل، مع الفائز من المباراة الأخرى بالمربع الذهبي للبطولة والتي تجمع بين منتخبي البرتغال وسويسرا إذ يلتقيان اليوم في بورتو وهي نفس المدينة التي تستضيف النهائي يوم الأحد.
وحمل العديد من اللاعبين العظماء شارة القيادة في المنتخب الإنجليزي لكن بوبي مور ما زال القائد الوحيد للفريق الذي حمل كأس بطولة كبيرة مع الفريق وذلك قبل أكثر من نصف قرن.
وعاد كين من الإصابة في كاحل القدم أخيرًا ليستهل عودته بنهائي دوري الأبطال السبت الماضي، في العاصمة الإسبانية مدريد لكن ليفربول أفسد عودته وانتزع اللقب الأوروبي.
وغابت الفاعلية تمامًا عن أداء كين في النهائي الأوروبي رغم أن مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو أكد أنه جاهز تمامًا للمباراة وأنه بحال جيدة رغم خوض التسعين دقيقة، ولكن المتابعين للمباراة شعروا بأنه افتقد فعالياته وحدته المعهودة.
وشكل هذا صداعًا للمدرب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت، مثلما كان الحال بالنسبة لبوتشيتينو الأسبوع الماضي.
ويحمل كين شارة قيادة المنتخب الإنجليزي كما توج هدافًا لكأس العالم 2018 ويصنع اللاعب الفارق عندما يكون لائقًا لكنه يصبح بلا فائدة كبيرة للفريق إذا لم يكن في لياقته الفنية والبدنية المعهودة.
ولا يرى كين و7 آخرين من نجوم توتنهام صعوبة كبيرة في إلقاء إخفاقهم في النهائي الأوروبي خلف ظهرهم سريعًا.
وفاجأ المنتخب الإنجليزي كثيرين ببلوغه المربع الذهبي في مونديال 2018 بروسيا كما أن إقامة الأدوار النهائية لبطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2020) في العاصمة البريطانية لندن تمثل فرصة رائعة أمام الفريق لتحقيق النجاح أوروبيًا.
وإذا لم يدفع ساوثغيت بمهاجمه كين في مباراة الغد، يستطيع أن يدفع مكانه بأي من ماركوس راشفورد نجم مانشستر يونايتد وكالوم ويلسون مهاجم بورنموث مع الاعتماد على سرعة رحيم ستيرلنغ نجم مانشستر سيتي وجيدون سانشو لاعب بروسيا دورتموند في الجانبين.
وينتظر أن يواجه الهجوم الإنجليزي مهمة صعبة في مواجهة الدفاع الهولندي القوي بقيادة الموهوب ماتياس دي ليخت نجم أياكس الهولندي والمتألق فيرغيل فان دايك لاعب ليفربول الإنجليزي الذي نجح في محاصرة كين خلال النهائي الأوروبي السبت الماضي.
وأعاد المنتخب الهولندي بناء فريقه أيضًا بعد غيابه عن بطولتي كأس أمم أوروبا (يورو 2016) وكأس العالم 2018 ليتفوق الفريق على منتخبي فرنسا وألمانيا في مجموعته بدوري أمم أوروبا ويحجز مقعده في المربع الذهبي للبطولة بالبرتغال.
واختير فان دايك أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي خلال الموسم المنقضي بفضل تألقه في الدفاع، كما ينتظر أن يكون فان دايك ضمن المرشحين للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2019 وهي الجائزة التي نادرًا ما تذهب لمدافع.
وقال المدير الفني للمنتخب الهولندي رونالد كومان: "فان دايك يستحق الكرة الذهبية.. الجميع يركزون دائمًا على اللاعبين الذين يسجلون أو يصنعون الأهداف، وإذا كان هناك لحظة يجب أن تذهب الكرة الذهبية فيها إلى مدافع، فإنها اللحظة الحالية".
ويستطيع المنتخب الهولندي أيضًا الاعتماد على فرانكي دي يونغ الذي يبدو في طريقه إلى برشلونة الإسباني ودوني فان دي بيك اللاعب الشاب الآخر لأياكس.
وعلى عكس المنتخب الإنجليزي، لا يتمتع المنتخب الهولندي بخيارات عديدة في خط الهجوم حيث يبدو ممفيس ديباي مهاجم ليون الفرنسي هو المهاجم الأبرز للفريق علمًا بأن متوسطه التهديفي يبلغ هدفًا واحدًا في كل ثلاث مباريات.