سيظل الأهلي كبيرا وشامخا رغم مرور ١١٢ سنة على تأسيسه، لأنه يسير على المبدأ، ويتمسك بالقيم، في ذكرى التأسيس نذكر بقيم الأهلي ومواقفه التي لا تنسى، من خلال التقرير التالي:
التتش وتأكيد المبادئ
ومن المواقف التربوية ما حدث في نهاية الخمسينات، كان الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي يبيت في الإسكندرية للعب مباراة في اليوم التالي مع النادي الأوليمبي بالدوري، وكان مختار التتش في أجازة بالإسكندرية مسقط رأسه، قرر مختار التتش أن يذهب لزيارة الفريق بالفندق ليلة المباراة، وعندما وصل وجد بعض مفاتيح الغرف لدى إدارة الاستقبال بالفندق... كان الوقت متأخرا ومعنى ذلك أن بعض اللاعبين يسهرون خارج غرفهم ليلة المباراة، اتصل التتش فورا من الفندق بالإسكندرية بالنادي في القاهرة وطلب أن يكون فريق الناشئين بالإسكندرية في الصباح ليلعب المباراة بدلا من الكبار، وانتظر في بهو الفندق عودة اللاعبين من سهرتهم خارج الفندق، وعند عودتهم قبل الفجر بقليل أبلغهم بأن عليهم تجهيز حقائبهم ليعودوا للقاهرة في نفس الأتوبيس الذي سيأتي فجرًا بالناشئين، ولعب الأهلي بناشئيه والملتزمين من الكبار، ولم يفكر لحظة في نتيجة المباراة.
مختار التتش له موقف آخر مع أحد اللاعبين الكبار بالفريق الأول وكان نجما دوليًا كبيرًا، لكنه أخطأ في حق أحد أعضاء النادي، وفورا وجه مختار التتش تعليماته للاعب: "تقعد في بيتكم الشهر ده وما أشوفكش في النادي"، وفعلًا لم يدخل اللاعب النادي حتى انتهى الشهر.
1985.. انتصار المبادئ
كانت موافق تاريخية أخلاقية أسست لبناء كيان عظيم، وجعلت جماهيره تتقبل إيقاف 16 لاعبا عام 1985 لأنهم مع مدربهم الجوهري تمردوا وقرروا التدريب خارج أسوار النادي تأييدا لمدربهم للضغط على الإدارة حتى توافق على إعادة لاعب قررت شطبه لسوء أخلاقه، على الرغم من أن الفريق يستعد لمباراة دور الثمانية لبطولة كأس مصر مع الزمالك.
اللافت للنظر، أن مجلس إدارة الأهلي بالكامل حضر مباراة الأهلي والزمالك من مقصورة إستاد القاهرة، ولم يغب عنه سوى رئيسه صالح سليم المتواجد في الخارج للعلاج، بينما لم يحضر من مجلس إدارة الزمالك سوى رئيسه الراحل حسن عامر ومعه عضوا المجلس جلال إبراهيم وحمادة إمام، مما يعكس حجم الدعم الكامل من مجلس إدارة الأهلي للفريق تحت أي ظرف ودون أي اعتبار لاحتمالات الفوز أو الهزيمة.
وأقيمت المباراة، وحقق الصغار المفاجأة وفاز الأهلي بثلاثة أهداف، ويصعد الفريق للدور نصف النهائي ليلاقي الترسانة ويفوز بهدف أحرزه شمس حامد ويصعد للمباراة النهائية ويفوز على الإسماعيلي بهدف طارق خليل، وتنتصر المبادئ ويفوز الأهلي بالبطولة، وإلى واقعة أخرى.
إيقاف التوأم حسن
في 13 فبراير 1994، وفي مباراة الأهلي والمصري باستاد ملعب المقاولون العرب شهدت المباراة مشاجرة بين حسام حسن ولاعب المصري ناصر التليس انتهت بطرد الثنائي من الملعب وأعقبها قيام حسام حسن برمي قميص الأهلي على الأرض والاشتباك مع ناصر التليس في الممر المؤدي إلى غرفة الملابس.
قرر مجلس إدارة الأهلي برئاسة صالح سليم إيقاف حسام حسن عاما كاملا قبل أن يتقدم اللاعب بالتماس ويتم تعديل العقوبة إلى الإيقاف 6 شهور فقط.
مجلس إدارة النادي الأهلي لم يفكر لحظة في توقيع عقوبة طويلة على أخطر مهاجميه رغم أن الفريق يواجه منافسة شرسة على بطولة الدوري مع النادي الإسماعيلي، والفريق خسر الدوري ثلاثة مواسم متتالية، ويمكن أن يخسره للموسم الرابع على التوالي، لكن "الأخلاق قبل البطولة"، وفي نهاية الموسم يتساوى الأهلي مع الإسماعيلي في رصيد النقاط ويلجأ إتحاد الكرة للعب مباراة فاصلة، ويفوز الأهلي 43 ويحرز بطولة الدوري.
عام 1997، وفي مباراة منتخب مصر مع نظيره المغربي بالمغرب، استفزت الجماهير المغربية إبراهيم حسن، فأشار إليها إشارة قبيحة بأصابعه، وقبل أن يصل منتخب مصر للقاهرة صدر قرار مجلس إدارة النادي الأهلي بإيقاف إبراهيم حسن ستة شهور.
إيقاف إبراهيم سعيد
مجلس إدارة الأهلي كان يمكنه إغماض عينه عن ما فعله إبراهيم حسن، فالمباراة دولية وتخص المنتخب، وإيقاف اللاعب محليًا أمر يضره، لكن لأن الأساس هو الأخلاق، فكان القرار القوي، والمثير أن إتحاد الكرة كان له رأي آخر عندما أوقف الأهلي لاعبه إبراهيم سعيد عندما هرب للخارج قبل مباراة الأهلي والزمالك بيومين في 2001، فقرر إتحاد الكرة بناء على طلب المدير الفني للمنتخب محمود الجوهري عدم الاعتداد بإيقاف اللاعب من قبل الأهلي وقرروا مشاركته في المنتخب، ودربه الجوهري سرًا، ليلعب مباريات منتخب مصر في تصفيات كأس العالم 2002، ولعب بالفعل وفشل المنتخب في الصعود لنهائيات كأس العالم، لكن الطريف أن إبراهيم سعيد رد الجميل لمحمود الجوهري عندما كان الفريق في معسكره بمالي للمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، فتم ضبطه في وضع غير أخلاقي وتم ترحيله للقاهرة، وربما لو ساند إتحاد الكرة الأهلي في موقفه لعاد إبراهيم سعيد لرشده.