112 سنة أهلي | عمر بك لطفي المؤسس.. أصل مغربي ودم مصري

الأربعاء 24/أبريل/2019 - 04:05 م
كتب: محمد مصطفى
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
يعود أصل أسرة عمر بك لطفي مؤسس النادي الأهلي قبل ١١٢ سنة، إلى المغرب، وتحديدًا مدينة مراكش، حين حلت عائلته بالقطر المصري في أوائل القرن التاسع عشر أثناء حكم محمد علي. 

كان والده يعمل ممثلًا لدولة المغرب الأقصى في مصر، ثم استقرت عائلته شأنها شأن العديد من العائلات والجاليات التي استوطنت مصر في القرون الخمسة الماضية. 

و ولد عمر لطفي بن يوسف عاشور بالإسكندرية عام 1868، وتعلم في مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية التي أنشئت بجهد من عبد الله النديم وفكره، لتعليم الناشئة، وهو ما كانت تسير عليه مدارس الحكومة وقتها، بالإضافة إلى أن النديم بث فيها الروح الوطنية والشعور القومي، وكان ذلك غرضا جديدا وليدا مسايرا لروح البلاد.

انتقل عمر لطفي للقاهرة لإتمام دراسته، فدخل مدرسة الإدارة والقضاء التي سميت فيما بعد مدرسة الحقوق الخديوية، وتخرج عام 1886 وتم تعيينه في قسم قضايا الحكومة، ثم عمل بمكتب المحاماة التابع لسعد باشا زغلول عندما كان يعمل بالمحاماة.


بعد ذلك انتدبته الحكومة لتدريس القانون الروماني بمدرسة الحقوق الخديوية ثم فضل أن يمارس المهنة التي أحبها وهي المحاماة.

كان كتاب الدعوى الجنائية في الشريعة الإسلامية الذي قدمه لمؤتمر المستشرقين بباريس والذي مثل مصر فيه من أهم مؤلفات عمر بك لطفي، كما كتب مؤلفات في حرمة المساكن وحقوق المرأة وحقوق الدفاع في الشريعة الإسلامية وكتاب الامتيازات الأجنبية، والوجيز في شرح القانون الجنائي، وكان أبرز مؤلفاته كتاب إنشاء شركات التعاون في مصر.

كانت لنشأة عمر لطفي وتعليمه في مدرسة الجمعية الخيرية الأثر الكبير في تنامي الروح الوطنية فيه، وعرف الكثير عن قضايا بلده ورسخ في ذهنه كيفية معالجة قضايا الفقراء والنهوض بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وكيف يتخلصون من المرابين الأجانب.

شاهد عمر لطفي ماذا فعل الاحتلال البريطاني ببلاده ومواطنيها، ولذا لم يكن غريبا أن يصبح من أخلص أصدقاء مصطفي كامل وسعد زغلول، مما أصقله وشكله، ودفعه لإمعان فكره وعقله، حتى ولدت فكرة التعاون للخروج من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، التي كانت تعاني منها مصر، فكان صاحب فكرة إنشاء النقابات الزراعية وإدخال أفكار التعاونيات التي شهدها في زياراته المتكررة لأوروبا.

أسس عمر بك لطفي شركة التعاون المالي، وشركة التعاون المنزلي بالإسكندرية ومثلها بالمنصورة وبني سويف والمنيا وحلوان، وهو ما يعد تطبيقًا عمليًا لإيمانه التام بفكرة التعاونيات وضرورة العمل بها لتقدم أحوال مصر الزراعية.

لقد جاهد عمر لطفي لخير أبناء مصر، ولاشك أن ما في بلادنا اليوم من جمعيات تعاونية يعود الفضل فيها إلى جهاد ذلك الرجل ودوره في تكوين مؤسسات تعاونية، وبناء رجال للتعاون، فهو يعد مؤسس الحركة التعاونية ورائدها بمصر، في وقت كانت الدولة فيه تتجاهلها والاستعمار يحاربها.

كما كان من أبرز الأعمال في تاريخ عمر بك لطفي ترأسه لنادي طلبة المدارس العليا الذي تم بالانتخاب عن طريق الجمعية العمومية للطلبة والخريجين في ديسمبر 1905، واستمر رئيسًا له حتى وفاته عام 1911، ومن هذا النادي برزت فكرة إنشاء نادي رياضي يجمع طلبة المدارس العليا، فكان النادي الأهلي.